الثلاثاء 12 شباط 2019 12:40 م |
د طلال حمود: الإكتشاف المُبكر لأمراض القلب والشرايين |
* جنوبيات
منذ ستينيات القرن الماضي تمّ وضع طريقة لتقدير خطر الأصابة بأمراض القلب والشرايين عند الأشخاص السليمين الذين لايعانون من أعراض هذا المرض . هذه الطريقة التي تم تطويرها بعد دراسة Framingaham التي أجريت في
وهي تعتمد على تحديد عوامل الخطورة عند المريض والتي تشمل العمر،الجنس (ذكر،أنثى) ، مستوى الكولسترول المفيد (HDL-cholesterol) ومستوى الكولسترول الأجمالي(Total cholesterol) ، الأصابة بمرض السكري ، التدخين ، وأخيرا التاريخ العائلي لأصابات مبكرة بأمراض القلب والشرايين ( أصابات في العائلة قبل سن الخمسة وخمسين سنة عند الرجال والخمسة وستون سنة عند النساء . ومن خلال كل تلك المعطيات الذكورة مسبقا يتم تحديد علامات (Framingham risk score) للمريض يتراوح بين 1 الى 21 وهذه العلامات تحدد خطر الأصابة بأعراض مرض القلب والشرايين في السنوات العشر القادمة وتسمح بتحديد 4 مراتب للخطورة : وقد أعتمدت هذه الطريقة في معظم الدراسات العلمية التي أجريت حتى تاريخ اليوم وهي لاتزال الطريقة الأكثر أستعمالا من قبل الأطباء لتحديد خطر الأصابة عند مرضاهم ، وهناك درسات جديدة أظهرت أن هذه الطريقة لها بعض الحدود وقدرتها على تحديد خطر الأصابة في المستقبل تقارب الى 60-70% فقط . لذلك كانت الحاجة الى تطوير تقنيات تصورية جديدة تسمح بالأكتشاف المبكر لمرض تصلّب الشرايين التاجية للقلب عن طريق دراسة ترسبات الكلس في جدار شرايين القلب وعن طريق تقنيّات أخرى سوف نذكرها بشكل سريع في معرض هذا الكتاب . 2-كيف ولماذا كشفت الترسبات الكلسية : كما أشرنا سابقا أن مرض تصلّب الشرايين هو النتيجة النهائية لعملية ترسب المواد الدهنية والكلسية داخل الشرايين وهذه العملية تمر بمراحل متعددة تبدأ من سن ال 18 سنة بعملية ترسبات داخل جدار الشرايين وتستمر في ما بعد مع التقدم بالعمر في سن الثلاثنيات مع تكاثر الخلايا العضلية والألياف في الجدار الى أن تصل الى مرحلة الأنسداد الكامل للشرايين أو الترسّب داخل جدار الشريان في الأربعنيات ، وقد تكون هذه الترسبات صامتة أي بدون أي أعراض لكنها موجودة في داخل الجدار أو قد تكون مُسبّبة لأعراض مختلفة منها الذبحات القلبية أو الموت المفاجئ أو الجلطات الدماغية أو أنسداد شرايين الساقين . وفي مراحل هذا المرض من الممكن أن تكون ترسبات الكالسيوم هي الطبقة الظاهرة من جبل الجليد الموجود داخل جدار الشريان لأن ترسبه يُرافق عملية الألتهابات المحيطة في أماكن ترسّب الدهنيات وهو يكون موجود أكثر عند المرضى المستقرة حالتهم كما تظهر الصور المرفقة. ونشير الى أن أزدياد كميات الكلس المترسبة داخل جدار الشريان مرتبطة بشكل قوي جداً مع خطورة وتقدّم مرض تصلب الشرايين عند هؤلاء المرضى والى أن وجود التكلّسات في الشرايين لايعطي فكرة دقيقة عن درجة الأنسداد في الشريان ، وأن مقابل كل فجوة شريانية مُكتملة هناك إمكانية لوجود عدة إنسدادات ُمتفرقة أو مُتفسّخة في جدار الشريان والتي قد تؤدي الى مشاكل سريرية خطيرة . وفي المُقابل أن عدم وجود تكلّسات في جدار الشريان مطمئن جدا ويعكس عدم وجود تصلّب في الشرايين في أغلب الأحيان ولايستدعي القيام بفحوصات أخرى .
3-ماهي الطرق المتوفرة لكشف الكالسيوم :
والثانية أحدث وهي احدث وهي طريقة التصوير الطبقي المحوري للقلب Multi Slices Cardiac Tomography MSCT: والثانية تشمل الطريقة الكلاسيكية الميكانيكية لمصدر الأشعة ولذلك فأن وقت تعرض المريض للأشعة أقوى ويتراوح بين 80-210m.s لذالك فأن كمية الأشعاعات التي يتعرض لها المريض هي أكثر بقليل من تلك التي يتعرض لها في التقنية الأولى . لكن تقنية ال MSCT تعطي صور دقيقة أكثر من الأولى وكلفتها أكبر بكثير منها (50 دولار مقابل 500 دولار). وهاتين التقنيتين دقيقتين وفعّالتين جداً ولايستغرق الفحص أكثر من عشرة دقائق.
4- من هم المرضى اللذين يجب أن يخضعوا لهذا الفحص :
5- ماذا يعني CAC score : في المقابل كلما أرتفع ال CAC Score كلما أزدادا خطر الإصابة بمشاكل القلب والشرايين خاصة اذا كان الرقم أعلى من 100 وهذا مايجب أن يدفعنا لإجراء فحوصات أخرى مثل فحص الأجهاد للقلب أو التمييل ومُراقبة وعلاج كل عوامل الخطورة بشكلٍ دقيق ومُكثّف من خلال وصف كل الأدوية اللازمة لمحاربة ومنع تقدّم مرض تصلّب الشرايين ومنع أعراضة .
6- هل هناك حاجة لتكرار هذا الفحص :
المصدر : جنوبيات |