أبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان الا ان يكون اليوم الاخير من عامها الخمسين في حضرة الشهادة والشهداء حيث اقيمت وقفة وفاء في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية بالقرب من مخيم شاتيلا بحضور عدد من ممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية واعضاء المؤسسات وابناء الجبهة في منطقة بيروت.. وحضر أيضا عدد من اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة الجبهة في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة..
وتحدث في الوقفة عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق عدنان يوسف وقال: وقفتنا هي لحظة وفاء مع من قدم اغلى التضحيات لتبقى قضيتنا الوطنية حاضرة تفرض نفسها وعدالتها على اجندة القوى الدولية التي ظن البعض انه قادر على تجاوز اصحاب الحق الشرعيين بارضهم التي لم ولن تنطق الا بلغة الزعتر والليمون ولن يشكل الغزاة الصهاينة وداعميهم، اكثر من فاصلة في تاريخ الارض الفلسطينية..
وتابع يقول: ان وصية الشهداء والجرحى الذين توحدوا بدمهم وبمعاناتهم كانت وما زالت الوحدة الوطنية، وان التفريط بهذا السلاح انما يشكل اساءة كبيرة ومرفوضة للنضال الفلسطيني، لذلك كنا وما زلنا وسنبقى نؤمن بهذه الوحدة وبضرورتها باعتبارها النقطة المفتاحية التي ننطلق منها لمعالجة قضايا شعبنا..
وتابع قائلا: ان الرد على المشروع الامريكي الاسرائيلي هو بسياسة فلسطينية تعيد الاعتبار للمشروع الوطني وللوحدة الوطنية باعتبارها طريق خلاصنا وإعادة بناء العلاقات الوطنية على أسس من الشراكة الوطنية، وهذا ما يستنهض عناصر القوة في الحالة الفلسطينية ويفتح الأفق أمام انتفاضة ومقاومة شعبية شاملة لطرد الاحتلال والاستيطان.. وفي هذا الاطار ندعو الى تطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني خاصة تلك المتعلقة بانهاء الانقسام وبسحب الاعتراف باسرائيل وقطع العلاقة معها ووقف التنسيق الامني وفك الإرتباط بالإقتصاد الإسرائيلي.. والعمل مع القوى الشعبية العربية لمواجهة عمليات التطبيع المدانة والمرفوضة بجميع اشكالها..
ودعا الدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها الى ترجمة تضامنها مع شعبنا باجراءات ملموسة تساههم في توفير مقومات الصمود الاجتماعي للاجئين وتعزيز موقفهم الرافض للتهجير والتوطين وذلك عبر منحهم الحقوق الانسانية واعمار مخيم نهر البارد ومواصلة الجهود دفاعا عن وكالة الغوث وخدماتها، مجددا دعم الجبهة الكامل للمطالب المحقة للعاملين في الوكالة..
وتحدث نائب مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله الحاج عطالله حمود فقال: نقدر هذا التقليد السنوي من الجبهة الديمقراطية التي كانت وما زالت وفية للشهداء، وان الجبهة التي قدمت مئات الشهداء لا يمكن ان تموت وها هي اليوم اكثر قوة وصلابة وحافظة لعهد شهداءها وشهداء الشعب الفلسطيني. متوجها الى امين عام الجبهة الرفيق نايف حواتمة بالتحية باسم امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وداعيا الفصائل الفلسطينية الى الوحدة..
كما تحدث ممثل نقيب الصحافة اللبنانية الأستاذ فؤاد الحركي فشكر للجبهة الديمقراطية وفاءها لتضحيات الشهداء وقدم التهاني باسم نقيب الصحافة الأستاذ عوني الكعكي معتبرا ان إسرائيل دولة عنصرية وتضرب عرض الحائط بكل القيم والأعراف والقرارات الدولية ولا تزال تمعن في صلفها، داعيا الى المزيد من الوحدة لمواجهة مخاطر تصفية القضية الفلسطينية.
وفي نهاية الوقفة تم وضع أكاليل من الزهر على اضرحة شهداء الثورة والجبهة..