الأحد 24 شباط 2019 05:01 ص |
معركة إنتخابات طرابلس فُتحت.. من سيرجح الكفة؟ |
* غسان ريفي
تنتظر التيارات السياسية في طرابلس الموقف الذي سيتخذه الرئيس نجيب ميقاتي حيال المعركة الانتخابية على المقعد السني الخامس الذي شغر بإبطال المجلس الدستوري نيابة ديما جمالي لتبني على الشيء مقتضاه تجاه خوضها أو ترك هذه المعركة لمن يعنيهم الأمر. لم يعد خافيا على أحد أن "تيار العزم" هو الأقوى شعبيا في عاصمة الشمال، وقد جاءت الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في 6 أيار الفائت، لتؤكد ذلك بعدما حصل "العزم" على نصف نواب المدينة (أربعة نواب من أصل ثمانية)، وحصد الرئيس ميقاتي بمفرده 21300 صوتا تفضيليا ليتوّج "السني الأول" في لبنان، والقوة الانتخابية الضاربة في طرابلس والتي يتطلع الكثيرون الى التحالف معها والحصول على دعمها ومؤازرتها في أي إستحقاق إنتخابي. لا يختلف إثنان على أن الحريري اليوم بأمس الحاجة الى قوة ميقاتي الانتخابية القادرة على أن تدعم جهوده في إعادة ديما جمالي الى مجلس النواب وهو يسعى الى إستمالتها لا سيما بعد ترميم العلاقة مع ميقاتي الذي لعب دورا كبيرا في دعم وحماية الحريري خلال تشكيله الحكومة وشكل خط الدفاع الأول عن موقع رئاسة الحكومة وهيبتها، وعن الصلاحيات وعن إتفاق الطائف.. لا شك في أن تسرّع الحريري في تجديد ترشيح جمالي لانتخابات المقعد السني الشاغر أحدث تململا في صفوف كثير من المستقبليين سواء على مستوى قيادات الصف الأول أو على مستوى الكوادر الذين كانوا يتطلعون (بحسب المعلومات) الى ترشيح الدكتور مصطفى علوش إنطلاقا من قناعتهم بأن الحريري يحتاجه سياسيا الى جانبه في مجلس النواب بعدما ثبت بالوجه الشرعي أن كثيرا من نوابه غير قادرين على المواجهة، ما دفع بالحريري أكثر من مرة الى التدخل شخصيا للرد على بعض الخصوم خلال جلسات الثقة، وهذا ما أدركه الحريري الذي بادر الى إلاتصال بالدكتور علوش وطلب منه الحضور الى بيت الوسط ليل أمس الأول ونشر صورته معه على تويتر وكتب: "الوفاء عملة نادرة في زمن قل فيه الصدق"، وذلك في محاولة لاسترضائه وإبقائه الى جانبه. كما يدرك الحريري، أن معركة جمالي لن تكون مجرد نزهة في طرابلس إذا لم يقف ميقاتي الى جانبه، حيث سيكون عليه وبمفرده مواجهة اللواء أشرف ريفي الذي حصد في الانتخابات الماضية أكثر من ستة آلاف صوت تفضيلي، ومرشح لائحة الكرامة الوطنية طه ناجي الذي حصد أكثر من خمسة آلاف صوت تفصيلي، وغيرهم من الذين قد يخوضون الانتخابات تحت عناوين وشعارات مختلفة. هذا الواقع يجعل مفتاح المعركة الانتخابية الطرابلسية في جيب رئيس كتلة "الوسط المستقل" حصرا، كونه يستطيع من خلال رصيده الشعبي ترجيح كفة أي فريق أو مرشح يقف الى جانبه في الاستحقاق المقبل، وهو أي ميقاتي إذا قرر مساندة الحريري فإن حظوظ فوز ديما جمالي سترتفع جدا، وربما تدفع البعض الى عدم خوض الانتخابات، أما في حال قرر أن ينأى بنفسه عن المعركة وترك الحرية لجمهوره إختيار من يرونه مناسبا، أو في حال قرر ترشيح شخصية مقربة منه، فإن ذلك سيفتح الباب واسعا أمام معركة إنتخابية ضارية يخوضها كل الطامحين للوصول الى المجلس النيابي وملء المقعد السني الخامس في طرابلس. المصدر :سفير الشمال |