الأربعاء 27 شباط 2019 19:17 م |
سد بسري: بيروت ستشرب مياهاً ملوّثة |
* آمال خليل
يوماً بعد يوم، يتكاثر الرافضون لمشروع سد بسري لدواع بيئية وثقافية واجتماعية فيما تدير الدولة الأذن الطرشاء لكل الاعتراضات. آخر المتحفّظين المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بلائحة طويلة من المآخذ، من بينها ترويج مخططي السد لكميات مائية مبالغ فيها، وأخطرها أن المشروع سيحمل إلى بيروت مياه بحيرة القرعون الملوثة بسبب «مقتضيات الصحة العامة وحفظ اختصاص وزارة الطاقة والمياه»، أبلغت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني شركة «دار الهندسة»، في كتاب أمس، رفضها التعاون مع الأخيرة لإجراء دراسة لإنتاج مياه الشفّة وتخزينها في دائرتي صيدا وجزين لأن مصدر هذه المياه هو حوض أنان الذي يتغذّى من بحيرة القرعون الملوّثة. وعلّلت المصلحة الرفض بأن «دار الهندسة» تجاوزت صلاحيات وزارة الطاقة والمياه، و«بسبب نوعية المياه وعدم صلاحيتها للشفة وللاستخدام المنزلي، وبسبب عدم القدرة على تأمين كميات المياه في ضوء المشاريع القائمة والمستقبلية».
أبرز أسباب الرفض، وفق المدير العام للمصلحة سامي علوية، هي «نوعية المياه وعدم صلاحيتها للاستخدام المنزلي ولمياه الشفّة في ظل عدم اكتمال منظومة محطات التكرير وشبكات الصرف الصحي في الحوض الأعلى لنهر الليطاني وعدم اكتمال إزالة التعديات عن ضفافه». وعن مشروع جر مياه البحيرة نفسها إلى بيروت الكبرى ضمن مشروع سد بسري؟، يسرد علوية لائحة طويلة من المآخذ، من بينها «عزل المصلحة عن وضع مخطط المشروع وتنفيذه، والترويج لكميات مبالغ فيها من الميزان المائي وجودة المياه».
إلا أن علوية يشكّك في ما تضمنه قرار مجلس الوزراء (رقم 2 جلسة 11/10/2011) لكميات المياه «غير الدقيقة التي عرضها مجلس الإنماء والإعمار، والتي تعكس خللاً في تقديره للميزان المائي وسوء تقدير لمتطلبات المشاريع المائية»، وكذلك في الكميات المائية «التي روجت لها وزارة الطاقة والمياه عام 2011 لإقرار مشروع سد بسري بهدف الحصول على التمويل». إذ قدّر البنك الدولي (أحد الممولين) كميات المياه التي ستغذي سد بسري من نهر الأولي (بسري) بين 60 و100 مليون متر مكعب، ومن نبع عين الزرقاء بين 14 و41 مليون متر مكعب، ومن ينابيع جزين بين 5 و17 مليون متر مكعب ومن بحيرة القرعون بنحو 60 مليون متر مكعب. ليست الكميات المائية التحدي الوحيد أمام مشروع سد بسري. تنفض المصلحة يديها من المسؤولية عن نوعية المياه في مشروع لمياه الشفة يتغذّى من بحيرة القرعون الملوثة، حتى بعد مرورها في محطة التكرير في الوردانية. يلفت غسان جبران، رئيس مصلحة الإنتاج الكهرمائي في مصلحة الليطاني، إلى أن مياه سد بسري ستلتقي مع المياه الآتية من بحيرة القرعون (عبر نفق مركبا – جون) في نفق الأولي – جون بطول ستة كيلومترات، قبل أن يتفرع منه نفق آخر يتوجه نحو الوردانية – خلدة – الحدث. ويوضح أن دفق المياه الآتية من القرعون سيكون أعلى بأضعاف من دفق المياه الآتية من بسري. التقاؤهما سيؤدي إلى طغيان المياه الملوثة على مصادر المياه النظيفة الأخرى. ويجزم بأن «مياه القرعون ستصل حتماً إلى بيروت مشبعة بالملوثات الصناعية والكيميائية والمعادن الثقيلة ومياه الصرف الصحي. فضلاً عن أن مسارها بين محطة التكرير في الوردانية والخزان الرئيسي في الحدث، سيكون في قنوات إسمنتية قابلة لتسرب الصرف الصحي في المياه الجوفية». ناهيك عن أن نهري بسري والأولي ليسا بعيدين عن تلوث الصرف الصحي في غياب محطات للتكرير في البلدات المشرفة على مرج بسري التي تحول مياهها المبتذلة نحوه. واللافت أن دراسة «تقييم الأثر البيئي والاجتماعي لمشروع جر مياه نهر الأولي إلى بيروت» الصادرة عن مجلس الإنماء والإعمار، تظهر بأن تحليل جودة المياه الخام تم للمرة الأولى بين عامي 1968 و1972، والمرة الثانية في آب 1984، والمرة الثالثة في 1994 و1995. أما أحدث تحليل لجودة المياه فيعود إلى عام 2001!
المصلحة تطلب تعويضات
ممنوع الدخول إلى مرج بسري المصدر :الاخبار |