ننتظر عادل إمام كلّ سنة، ونشاء لو يقدّم شخصيات تكون ضمير المُشاهد. نتساءل: ماذا لو نفض عنه ظلّ الكاتب يوسف معاطي والمخرج رامي إمام؟ رجلان زجّا بـ"الزعيم" في دوّامة. فرّغاه من قدرته. وأوصدا الباب عليه حتى حُبست أنفاسه وبات في مأزق.
بَهَرَه الحضور التلفزيوني في رمضان. سيطر عليه. وأمسكه من رقبته. كأنّه لا مفرّ من خوض السباق السنوي، ومن أدوار سوريالية. منذ "فرقة ناجي عطاالله" كان الظنّ أنّها نقلة نوعية في مسيرته، فإذا بها ضربة على رأسه.
عادل إمام في موسم رمضاني آخر يؤدي بطولة "مأمون وشركاه" ("أم بي سي"). القصة: مأمون (إمام) رجل بخيل حدّاً لا يُطاق، جعل زوجته حميدة (دور جيد للبلبة) تطلب منه الطلاق، ليعود أبناؤه المشتّتون للتدخّل فيتبيّن أنّ أحداً منهم ليس راضياً عن حياته. استبشرنا خيراً لأنّ إمام يؤدي دوراً قد يشبه في بعض مواقفه المُشاهد، بعلاقة البخيل بالناس والشارع والمقهى. وإنما راحت شعارات تدخل المسلسل من طريق الدسّ، كعلاقة عاطفية بين مسلم ومسيحي "تشعل مصر" وسذاجة دور يوسف ابن مأمون (خالد سرحان) حتى الآن، هو الانتهازي الحاصل على ما يشاء من دون منطق، طارحاً من خلال الشخصية إشكالية اندماج العرب بدول حقوق الإنسان والتحضّر.
باتت مملة دعوة عادل إمام إلى تبنّي شخصيات تشبه يوميات الإنسان المصري. لا يكاد يخلو مسلسل من أبّهيته، ومن علاقته بكبار الشخصيات. هو دائماً الـ"بيه" الذي يُحسب حسابه ويدور الآخرون في فلكه. سيُقال إنّه فنان يمثّل وليس نصيراً لقضايا الأمم وآلام الشعوب. لكنّ ذلك لا يبرر السطحية والتمثيل بوجه واحد. والتفضّل على المُشاهد بلقطات محفوظة (مرافعة المحامي في قاعة المحكمة بالنبرة والأسلوب عينهما اللذين يذكّران بالمرافعة عن إمام بفيلم "السفارة في العمارة"، أو بذهول إمام على الطريقة عينها في كلّ مسلسلاته، مع ضرورة فتح العينين على وسعهما للتعبير عن دهشته).