شن الرئيس الأميركي باراك أوباما ومرشحة الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون هجومين على المرشح الجمهوري دونالد ترامب وكالا له الانتقادات بسبب اقتراحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وألقى أوباما وكلينتون التي يفترض أن تواجه ترامب في الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني المقبل خطابين في وقت واحد رداً على ترامب.
وتحدث أوباما باستياء واضح في خطاب بوزارة الخزانة اغتنمه للتعبير عن موقف رافض فوق العادة لاقتراح ترامب منع دخول مهاجرين من دول "لها تاريخ في الإرهاب" رداً على مجزرة النادي الليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا. ونفذ هذا الهجوم شاب اسمه عمر متين عمره 29 سنة ولد لأبويين أميركيين مهاجرين من أفغانستان.
ومن غير أن يذكر اسم ترامب، نفى أوباما وهو من الحزب الديموقراطي انتقادات المرشح الجمهوري له بأنه لا يستخدم تعبير "إرهاب الإسلام المتشدد" لوصف أعمال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قائلاً أنه محاولة سياسية لتشتيت الانتباه. وتساءل: "ما الذي سيحققه استخدام هذا الوصف بالضبط... ما الذي سيتغير؟ هل يعتقد أحدهم أننا فعلاً لا نعرف هوية من نقاتله؟ عبارة الإسلام المتشدد ليس فيها أي سحر... إنه حديث من وجهة نظر سياسية".
وبدا أوباما، الذي ألغى مشاركته في مهرجان انتخابي مع كلينتون اليوم في ويسكونسن بسبب ما جرى في أورلاندو، مستمتعاً بدوره في حملة انتخاب خليفته. واشتبك أوباما مع ترامب عام 2011 ونشر الرئيس شهادة ميلاده رداً على ادعاء ترامب أنه ليس من مواليد الولايات المتحدة.
وقال الرئيس: "لدينا الآن مقترحات من المرشح الجمهوري المفترض لرئاسة الولايات المتحدة لمنع جميع المهاجرين من المسلمين من دخول أميركا. نسمع لغة تمييزية ضد مهاجرين بعينهم وتشير إلى ديانات كاملة باعتبارها متواطئة في العنف. أين سيقف هذا؟".
أما كلينتون وزيرة الخارجية في ولاية أوباما الرئاسية الأولى، فقالت وهي تخاطب أنصارها في بيتسبرغ إن اقتراح ترامب يدعم رأيها بأنه غير لائق عصبياً لتولي منصب الرئيس، لافتة إلى أن "القائد الأعلى للقوات المسلحة" منصب يتطلب الهدوء و"رداً عاقلاً برباطة جأش" على أحداث مثل مجزرة أورلاندو التي حصلت في الساعات الأولى من فجر الأحد.
ولاحظت كلينتون أن ترامب بدا كأنه يشير في مقابلة تلفزيونية الاثنين إلى أن أوباما ربما كان مسؤولاً بطريقة ما عن تلك المجزرة وهي أعنف حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة. وأكد أوباما إنه لم يقصد ذلك.
وقالت المرشحة الديموقراطية: "يجب أن أسأل، هل سيتصدى القادة المسؤولون في الحزب الجمهوري لمرشحهم المفترض أم سيقفون معه في اتهامه لرئيسنا؟".
ويرجح أن تزيد الانتقادات قلق زعماء الحزب الجمهوري من ترامب قبل ما يزيد بقليل على شهر واحد من موعد مؤتمر الحزب لإعلانه مرشحاً للرئاسة في كليفلاند بين 18 تموز و21 منه.
وأمس، نأى رئيس مجلس النواب بول رايان بنفسه عن اقتراح ترامب منع دخول المسلمين في مؤشر آخر لقلق زعماء الحزب من أفكار مرشحهم. وأعلن رايان دعمه لترامب قبل أسبوعين، لكنه سرعان ما اختلف معه بعدما اتهم ترامب قاضياً اتحادياً بالانحياز بسبب أصوله المكسيكية.
وقال رئيس المجلس الذي انتقد ترامب العام الماضي حين طرح اقتراح منع المسلمين للمرة الأولى: "لا أعتقد أن منع المسلمين سيكون في مصلحة بلدنا".
ووجد رايان والجمهوريون ممن يتبنون أفكاراً مشابهة لأفكاره لتوحيد الحزب قبل مواجهة صعبة ضد كلينتون بينما يبتعدون عن مواقف وخطب ترامب الذي هزم 16 منافساً في طريقه الى الفوز في معركة الانتخابات التمهيدية داخل الحزب.
وقال السناتور بوب كوركر الذي ترشحه مصادر ليكون نائبا لترامب إن الطريق الذي تسير فيه حملة ترامب يصيبه "بالإحباط".
وعلق على كلمة ترامب الاثنين في نيو هامبشير: "لم يكن بالخطاب الذي توقعته".