الاثنين 11 آذار 2019 11:19 ص |
الحريري ينزع فتيل بروكسل وقد يضم الغريب.. وهذا ما يحمله لبنان الى المؤتمر |
* جنوبيات أزمة جديدة أضيفت الى سيل الأزمات على الساحة الداخلية اللبنانية، وهذه المرة مصدرها بروكسيل والوفد اللبناني الذي من المتوقع ان يرافق رئيس الحكومة سعد الحريري، الى مؤتمر النازحين الذي من المقرّر عقده في 13 و14 آذار الحالي، لبحث الوضع في سوريا وقضية النازحين. وتمثلت الأزمة في استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن الوفد الرسمي الى المؤتمر ما أثار حفيظته وفريقه السياسي، فحرك النائب طلال ارسلان تواصله الاجتماعي ليشن حرباً على رئيس الوزراء سعد الحريري. وبدا مستغرباً ملاقاة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي لارسلان والغريب من دون اتضاح مصدر الموقف ما اذا كان شخصياً أو يعبر عن الرئاسة، على رغم عدم صدور اعتراض واضح من رئيس "تكتل لبنان القوي" وزير الخارجية جبران باسيل الذي يشارك في الوفد الرسمي.
هل الغريب مدعو؟ وقالت مصادر معنية بمسألة النازحين لـ"الحياة" إن الضجة التي يثيرها البعض في هذا الشأن لا لزوم لها لا سيما أن حضور الوزير قيومجيان يعود إلى أنه صاحب اختصاص أيضا، ولأن وزارة الشؤون الاجتماعية سبق أن كانت لها مساهمة أساسية في خطة الاستجابة لأزمة النزوح عام 2017 التي طرحها لبنان على مؤتمر بروكسيل الأول، وأن وزارة التربية تعنى بجانب أساسي يتعلق بتعليم الأطفال النازحين. كما أن الحريري سيطرح في كلمته أمام المؤتمر مسألة عدم الإيفاء بتحويل المساعدات كافة للبنان عن 2018، وسيطالب بتخصيص مبلغ بليوني دولار للنازحين في لبنان وللمجتمعات المضيفة التي تحتاج مناطقها إلى تأهيل جوانب مهمة من البنية التحتية التي تراجعت مقدرتها على تلبية ما يحتاجه اللبنانيون، بفعل التزايد السكاني الذي نجم عن النزوح السوري.
باسيل لن يشارك في بروكسل
الحريري يعدّل في الوفد المرافق ويضم الغريب وكان الوفد الحكومي الى المؤتمر، العام الماضي، ضم وزير الدولة لشؤون النازحين السابق معين المرعبي ووزير الصّحة السابق غسان حاصباني، فيما اقتصر الوفد الحالي على وزير التربية أكرم شهيّب ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان. وانتقدت مصادر وزارية بارزة تشكيلة الوفد، وكأن "المطلوب أن يذهب إلى بروكسيل من لا يريد عودة النازحين ومن ينسجم مع الأجندة الغربية"، مضيفةً أن "الهدف من المشاركة يقولها المشاركون بصريح العبارة هو الحصول على الأموال للنازحين، ما يعني بقاءهم في لبنان، بدل الضغط ليتمّ دفع هذه الأموال لهم في سوريا لتشجيعهم على العودة".
لبنان الى بروكسل من دون خطة موحدة وبحسب المعلومات لـ"اللواء" ان المشاورات التي أجراها كبار المسؤولين الرسميين مع مدراء ومسؤولي ومندوبي المؤسسات الإقليمية والدولية والمجتمع المدني التي تُعنى بشؤون اللاجئين، وكان آخرهم المفوض العام فيليبو غراندي، لم تنته الى وضع استراتيجية موحدة، تشكّل مقاربة كاملة لطرحها في المؤتمر، ففضل لبنان هذا العام متابعة ما لم ينفذ من مقررات بروكسل-2 الذي انعقد في 6 نيسان من العام الماضي، سواء على مستوى الوعود التي قطعت ولم تنفذ أو لاستكمال بناء ما بدأ به.
ماذا في جعبة الوفد اللبناني؟ وبحسب المعلومات، فإن الوفد اللبناني سيطالب بالحصول على حوالي مليارين و600 مليون دولار، منها مليار دولار لـ"المجتمع المضيف"، أي للبنانيين، فيما التجارب السابقة أثبتت أن هذه الأموال لن تدفع عبر الحكومة اللبنانية بل عبر الجهات الدولية مباشرةً للنازحين. من جهتها، تقول مصادر لبنانية رسمية لـ"الأخبار" إنّه "في السياسة، موقف الوفد اللبناني سيكون البيان الوزاري للحكومة"، مؤكّدةً أنّه لا توجد "وجهتَا نظر" في لبنان، فالجميع مُتفق على عودة النازحين إلى سوريا، ولكن الاختلاف هو حول كيفية حلّ الموضوع. فريق 8 آذار يعتقد أنّ ذلك يتحقق من خلال التواصل مع الدولة السورية، "ويستطيعون أن يُجرّبوا، وإذا نجحوا فالجميع معهم". أما فريق رئاسة الحكومة، "فيرى أنّ الحلّ الوحيد هو عبر المبادرة الروسية. وبإمكان روسيا أن تضغط على سوريا لتوفير الضمانات اللازمة لتأمين عودة النازحين". بالنسبة إلى المصادر الرسمية، الهدف الأهمّ الذي سيسعى إليه لبنان في المؤتمر، ليس تثبيت الموقف السياسي المعروف، بل إقناع "المجتمع الدولي" من أجل أن يستمر في اعتبار أزمة النزوح أولوية، وبالتالي توفير الدعم المادي لبقائهم. وسيطلب الوفد الرسمي من الدول المانحة "الاستمرار في تحمّل مسؤوليتها ودفع المال، طالما هناك نازحون في البلد". وتجزم المصادر بأنّه ما من ورقة لبنانية ستُقدّم، "فالبيان الوزاري هو المرجع، ورئيس الحكومة يُمثّل سياسة البلد". وفي سياق آخر، علمت "الأخبار" أن الرئيس عون يولي اهتماماً لطرح مسألة النازحين من وجهة نظر لبنان في القمّة العربية في تونس آخر الشهر الجاري، وهو سيصطحب الغريب من ضمن الوفد الرسمي تأكيداً على هذا الموقف. المصدر : جنوبيات |