أشادت قيادات لبنانية وفلسطينية بمواقف السيد الرئيس محمود عباس من التعامل بحكمة وصلابة مع ما تقوم به "حماس" في قطاع غزة بقمع المواطنين والاعتداء عليهم واعتقالهم وزجهم في سجونها خلال حراكهم الشعبي المطلبي تحت شعار "بدنا نعيش"، والذي يأتي في لحظة دقيقة تتعرض فيها القضية الفلسطينية للمُؤامرة.
واستنكرت المُمارسات التعسفية لحركة "حماس" القمعية في قطاع غزة، مُطالبةً بمحاسبة المُعتدين على المواطنين، وإطلاق سراح المُعتقلين، وضمان حرية التعبير بأشكاله كافة.
واستضافت حلقة برنامج "من بيروت" على شاشة تلفزيون فلسطين من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المُستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان وعضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ومسؤولها في لبنان مروان عبد العال في حلقة عن "مُمارسات ميليشيا "حماس" القمعية ضد الحراك السلمي في غزّة".
حمدان
ورأى العميد حمدان أن "استعمال السلاح الاقتصادي، وفرض الضرائب، ومُحاولات التجويع في قطاع غزة، التي تقوم بها ميليشيا "حماس"، مُؤامرة على أهلنا الفلسطينيين، لتنفيذ "صفقة العصر"، والتي تستهدف الكل الفلسطيني في أماكن تواجده، بعدما رفض الرئيس محمود عباس الإغراءات التي عرضت، فيتم تحويل القضية الفلسطينية إلى ملف اجتماعي واقتصادي، لإقامة إمارة في غزة، وهو جزء من مشروع الإخوان المُتأسلمين".
واعتبر أن "ما يجري في قطاع غزة ليس مُنفصلاً عما جرى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، بما في ذلك سيطرة "حماس" على القطاع في غفلة من الزمن، فهم جزء من مشروع "الإخوان المُتأسلمين" الذي يتخطى حدود الأمُة العربية".
وقال: "إن كل أدوات التشتيت والتفتيت والتخريب لإقامة إمارات مذهبية، يهدف إلى حرفنا عن الاتجاه الحقيقي لقضية فلسطين، من أجل إعلاء يهودية الدولة، وهذا هو مشروع ما أسموه "الربيع العربي" وهو "الصقيع العربي" الذي سقط، والآن عصابات "الإخوان المُتأسلمين" ترقص على صفيح ساخن".
وأشار العميد حمدان إلى أنه "مع سقوط هذا المُشروع، فإن عصابات "الإخوان المُتأسلمين" هي في مأزق وإرباك، وهو ما تعيشه "حماس" في غزة، فتقدم على قمع المُواطنين في حراكهم السلمي الشعبي المطلبي، وهم مُمن يُشاركون في مسيرات العودة وإلقاء الحجارة ضد الاحتلال، والآن يتظاهرون ضد الضرائب غير الشرعية، التي فرضت عليهم، وتذهب إلى جيوب المُتنفذين من "حماس" في غزة، حيث يظهر واضحاً التفاوت في العيش بين من يعيش برفاهية مع عائلاته من قياداتهم والطبقة الشعبية".
وأبدى الغرابة في أن "يكون في سجون "حماس" في غزة فلسطيني لأنه خرج بمُظاهرة مُطالباً بتأمين ربطة خبز، أو صحافي أو من نشطاء الرأي العام، وهو أمر غير مألوف في المُجتمع والعادات الفلسطينية".
وختم حمدان قائلاً: "إن إجماع الفصائل والقوى الفلسطينية في قطاع غزة بدعوة من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أثبت الموقف المُوحد - إلا لمن استثنى نفسه عن المُشاركة - وفتح باباً أمام "حماس" من أجل العودة إلى وعيها بالاعتذار من المُتظاهرين، ومُحاسبة من اعتدى عليهم والإفراج عن المُعتقلين".
عبد العال
من جهته، رأى عبد العال أنه "لا تستطيع "حماس" أن تنكر أن الرئيس محمود عباس منع إدانتها من أنها تنظيم إرهابي في الأمم المتحدة"، مُعتبراً أن "الصفقة الأميركية نقلت من الأرض مُقابل السلام إلى السلام مُقابل الطعام، لذلك نُلاحظ أنه هناك من يُحاول فتح نافذة استغلالاً للظروف الإنسانية لتمرير قضايا سياسية، وهو ما يثير الريبة من خلال مشاريع الفصل التدريجي لقطاع غزة، وما فتح صندوق مالي وإدارة مُستقلة في غزة، إلا فكرةً في إطار الانفصال ومُحاولة التجزئة الجغرافية والسياسية، وهناك أشكال من التحويل المالي غير بريء".
وشدد على أنه "من العار أن تستقوي بالاحتلال على أخوك، في وقت تعاني فيه السلطة الفلسطينية من حجم الضغوطات في قضية الشهداء والأسرى وخصم الاحتلال لأموال السلطة ودفعها إلى أسر قتلى إسرائيليين، لذلك كان مُوقف الرئيس "أبو مازن" إما أن تأتي الأموال بالكامل أو لا تأتي، ولذلك مُتطلبات وتحديات عديدة، خاصة أن ذلك أتى في ظل تداعيات "الصقيع العربي" والمُستهدف الأول منه القضية الفلسطينية".
وطالب عبد العال حركة "حماس" بـ"مُراجعة جدية بتورط "المُقاومة" بترويع الناس وضرورة استيعاب فكرة الرأي والرأي الآخر، وحرية التعبير عنه - المعدومة الآن في غزة - بفعل مُمارسات "حماس"، ويجب احترام كرامات الناس لا أن يتم قمع من شارك في مسيرات العودة ضد الاحتلال، والآن يُشارك في الحراك المطلبي السلمي، لذلك يجب الوقوف عند مطالب المُواطنين المحقة، وإسقاط الجباية والضرائب - غير المُشروعة - ومُعالجة الأسباب والمُمارسات التي أثارت الغضب والحراك في قطاع غزة، والتراجع عن كل الإجراءات، وصولاً إلى الاعتذار، وليس خطأً الاعتذار والاعتراف بالخطأ، لأننا نعيش تداعيات خطيرة، حذرنا منها في "الجبهة الشعبية"، فهناك واقع اجتماعي مُؤلم يتداعى، وهناك قضية اجتماعية يجب أن نراها وضرورة عدم تسييسها، لأنها قضية وطنية، تُنذر بمخاطر جمة".
وقال عبد العال: "بادرنا في "الجبهة الشعبية" إلى عقد اجتماع، ودعونا جميع الفصائل في غزة، ومن تمنع عن الحضور وضع نفسه خارج الإجماع الفلسطيني، وتم التأكيد على الانحياز لمصلحة الناس، وشعبنا، وضرورة إسقاط الجباية والضرائب - غير المُشروعة - وصولاً إلى الاعتذار من الناس، ومُعاقبة من أقدم بالاعتداء عليهم، والإفراج عن الصحافيين ونشطاء التواصل الاجتماعي وكافة المُعتقلين، فهناك مُنظمات حقوق إنسان وثقت ما جرى، وأصدرت بيانات شجب وإدانة لهذه الممارسات وهذا مُسلسل خطير، وثقافتنا أن الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام، ومن يقترف مثل هذه الجرائم يجني على نفسه، ونحن في "الجبهة الشعبية" نرفض كل أسلوب القتل والسحل والضرب، لأنه جزء من تدمير مشروعنا الوطني، وليس من ثقافتنا، فما يجري تجاوز وانتهاك جدي لكل الخطوط الحمراء".
https://youtu.be/Swncgpy1sCs?t=1