يتناول الدكتور طلال حمود الجزء الثاني من علاقة الجنس وأمراض القلب، مشاك: الإنتصاب عند الرجل، أسبابها علاقتها بأمراض القلب وتأثير وطريقة عمل المنشّطات الجنسية ومخاطرها على القلب.
4- فزيولوجيا عملية الأنتصاب وكيفية تأثير الأدوية المنشطة جنسيا على هذه العملية :
إن عملية الأنتصاب هي عملية معقدة جدا وتأثر فيها عوامل نفيسة وهرمونية وعصبية تؤدي في النهاية الى إرتخاء بعض العضلات وتدفق الدم داخل مجموعة من الغرف الأسفنجية التي تتغذى من الأوعية الدموية (Corpora Cavernosa) الموجودة في العضو الذكري وهي عملية تمدد أوعية الدموية بإمتياز ويتم خلالها إفراز لمادة (Nitric Oxide) من الخلايا الموجودة في جدار الأوعية الدموية وهذه المادة تؤدي الى تمدد الخلايا العصبية الموجودة في جدار الأوعية الدموية عبر تأثيرها على مادة أخرى تسمى (5c GMP Phosphodiesterase).
ولذلك فأن إكتشاف الأدوية التي توقف تفتيت هذه المادة وتحويلها ( PDE-5) Inhibitors شكل ثورة كبيرة في علاج مشاكل الإنتصاب لإنها تؤدي إلى توسيع الأوعية الموجودة في العضو الذكري والى إطالة أمد الإنتصاب . وهنا لابد من التذكير بأن بعض أدوية القلب(Beta blockers, (Diuretics(Thiazides), Digoxin, Lipid lowering, Spironolactone ( Anti Aldosterone) لها تأثيرات جانبية على عملية الإنتصاب بحيث يشكو بعض المرضى من هذه الآثار الجانبية ويضطر الطبيب إلى تغييرها.
5- ممارسة الجنس عند الرضى المصابين بمشاكل قلبية :

A- خطر الإصاية بذبحة قلبية خلال العملية الجنسية :
إن خطر الإصابة بذبحة قلبية خلال العملية الجنسية هو خطر ضئيل يوجد أثناء العملية الجنسية وخلال الساعتين اللتين تليان هذه العلاقة ولا يتجاوز نسبة الواحد إلى ثلاثة بالمئة من المرضى ، وممارسة العملية الجنسية لاتشكل خطرا أكبر من خطر التوتر أو الغضب أو أي جهد رياضي متوسط الأهمية وتزداد ضربات القلب خلال العملية الجنسية الى مابين 120- 140 نبضة في الدقيقة أو إلى أكثر من ذلك في بعض الأحيان ويرتفع الضغط الشرياني إلى متوسط يساوي 90/160 mm زئبق ويعادل الجهد الذي يقوم به الرجل خلال العلاقة جهد مشي من 3 الى 7km في الساعة على أرض مرتفعة بنسبة 16% أو صعود طابقين الى أربع طوابق على الدرج بشكل سريع ولذلك فالجهد الذي نقوم به خلال العلاقة الجنسية لايشكل خطرا كبيرا على القلب لأنه يشكل فقط حاجة إضافية مؤقتة من الأوكسجين لعضلة القلب . وتجدر الإشارة إلى أنه لاداعي للخوف أبدا عند غالبية المرضى وأن نسبة الوفيات المفاجئة خلال العلاقة الجنسية لاتتجاوز 0.6% وأن هذه الوفيات مرتبطة أكثر بنوع الشريك بحيث أن العلاقات خارج نطاق الحياة الزوجية الأعتيادية مع شريك غير دائم تعرض الرجل لجهد أكبر لأن العلاقة تكون في هذه الأحوال في ظروف نفسية مختلفة فيها الكثير من القلق والخوف والتوتر من أن تنكشف هذه العلاقة وفي أماكن غير أعتيادية وحيث يسعى الرجل خلالها لأن يبرهن أكثر عن رجولته وغالبا مايكون تحت تأثير الكحول أو المخدرات.
B- كيفية وتوقيت ممارسة العلاقة الجنسية عند المرضى المصابين بأمراض القلب والشراين :
يقسم الخبراء المرضى اللذين يعانون من أمراض القلب والشراين إلى ثلاث فئات بسبب خطورة حالتهم الصحية بحيث هنالك :
1- الفئة القليلة الخطورة : وهنا نجد المرضى اللذين لايعانون من أعراض قلبية ولديهم أقل من ثلاث عوامل خطورة ،المرضى المصابين بإرتفاع الضغط الشرياني المراقب والمرضى المصابين بالخناق الصدري المستقر ( ألم نادر في الصدر عند الأجهاد ) ، والمرضى اللذين خضعوا لعمليات جراحية وعمليات بالون مع رصور والمستقرة حالتهم ، والمرضى اللذين مضى على تعرضهم لذبحة قلبية أكثر من 6 الى 8 أسابيع واللذين لايعانون من أعراض حالية ، والمرضى اللذين خضعوا لعمليات بالون مع رصور بحالة طارئة منذ حوالي 4 أسابيع سابقة، وأخيرا المرضى اللذين يعانون من مشاكل متوسطة في الصمامات. في هذه المجموعة لامانع من تشجيع المرضى على معاودة الحياة الجنسية العادية ولامانع من معالجة العجز الجنسي بالوسائل الدوائية والوسائل الأخرى .
2- الفئة المتوسطة الخطورة : وهنا نجد المرضى الذين ليس لديهم أعراض والذين لديهم أكثر من ثلاث عوامل خطورة ، المرضى الذين يعانون من خناق صدري متوسط الأهمية ، المرضى الذين تعرضوا لذبحة قلبية حادة منذ أقل من6 أسلبيع ولكن أكثر من أسبوعين ، والمرضى الذين يعانون من قصورأو ضعف في عضلة القلب مع قوة عضلة القلب أقل من 40% ، المرضى الذين يعانون من نشاف في شراين الرأس أو الأطراف.
وفي هذه المجموعة يجب تقدير الحالة بشكل أكبر وأجراء فحوصات أخرى من أجل تحديد نسبة الخطر والسماح أو المنع من ممارسة أي من النشاطات الجنسية .
3- الفئة العالية الخطورة : وهي تشمل المرضى اللذين يعانون من خناق صدري غير مستقر أو من ضغط شرياني غير مراقب بالأدوية أو من قصور أو ضعف في عمل عضلة القلب (LVEF<40%) أواللذين تعرضوا لذبحة قلبية حادة يعود تاريخها لأقل كم أسبوعين أو اللذين يعانون من أضطربات خطيرة في ضربات القلب أو من تضخم إنسدادي شديد في عضلة القلب (Severe obstructive cardiomyopathy) وأخيرا المرضى اللذين يعانون من مشاكل الخطيرة في صمامات القلب المهمة خاصة من إنسداد الصمام الأبهر للقلب .
وفي كل هذه الحالات يجب أن يبحث الطبيب عن أستقرار حالة المريض الصحية قبل أن يعود بأعادة الفحوصات اللازمة من أجل تحديد حالة الخطر والسماح أو عدم السماح بمارسة الحياة الجنسية حسب حالة المريض
وبشكل عام بعد ذبحة قلبية حادة يسمح بممارسة الجنس بعد أسبوع الى 8 أسابيع حسب أهمية الذبحة
وتجدر الأشارة الى أن 2/1 الى 4/3 من المرضى اللذين يتعرضون لذبحة قلبية يعانون من مشكلة في الأنتصاب بعد الذبحة .

6- تأثير المنشطات الجنسية من عائلة ال Phosphodiesterase-5- inibitors على جهاز القلب والأوعية الدموية :
يوجد في السوق حاليا 4 أدوية منشطة جنسيا من هذه العائلة . الدواء الأول وهو ال Sildenafil (Viagra ) وقد تم تسويقة من قبل شركة Pfizerسنة 1998 ويتميز بأنه تمت دراسة تأثيرية على القلب والشراين بشكل معمق من ذالك الحين.
.والدوائين التالين هما Tadalafil( Cialis), Vardenafil( Levitra or Staxyn) وقد تم تسويقهما سنة 2003 ،
وقد تم حديثاُ تسويق دواء رابع من هذه العائلة يسمى .Avanafil( Stendra or Steda)
وتتميزكل هذه الأدوية بأنها فعالة جدا في علاج مشاكل الأنتصاب العضوية خاصة تلك الناتجة عن مشاكل الأوعيه الدموية . ويتميز الدواء الأول والثاني بقصر فترة بقائهما في الدم " أقل من أربع ساعات تقريبا " بينما تطول مدة بقاء الدواء الثالث الى 17,5 ساعة تقريبا . هذه الأدوية الثلاثة هي موسعة متوسطة الأهمية للشراين وتؤدي الى هبوط بسيط في الضغط الشرياني بشكل عام وإستعمالهما ممنوع بشكل قطعي مع الأدوية من عائلة Nitrate لأن ذلك يؤدي الى هبوط خطير في الضغط الشرياني . ولا يجب أعطاء أي دواء من عائلة Nitrate الى أي مريض تناول ال Vardenafil أو Sildenafil قبل أربعة وعشرون ساعة أو تناول ال Tadalafil قبل ثمانية وأربعون ساعة لأن ذلك قد يؤدي الى هبوط خطير في الضغط الشرياني مما يؤدي الى مشاكل قلبية خطيرة بسبب ذلك . ولا يمكن أبدا تناول بعض الأدوية المضادة للضغط الشرياني أو التي قد نعطيها من أجل مرض تضخم البروستات من عائلة Alpha-blockers مع ال Vardenafil أو Tadalafil ويجب أستعمال هذه الأدوية بكثير من الحيطة والحذر مع مادة ال sildenafil . كذالك يمنع منعا باتا أستعمال مادة الVardenafil عند المرضة اللذين يتناولون بعض أصناف الأدوية التي تعلج أضطربات ضربات القلب class IA or class III antiarrhythmicdrugs أو عند المرضى اللذين يعانون من مشاكل خلقية قد تؤدي الى أضطربات خطيرة في ضربات القلب Congenital QT prolongation.
أما بالنسبة لدواء الـ Avanafil فهو كما ذكرنا سايقاً دواء جديد من هذه العائلة وننصح عادة بإستعمال 100mg من هذا الدواء وذلك بواسطة الفم وحوالي 30 دقيقة من العملية الجنسية وعند بعض الأشخاص قد نحتاج إلى 200mg منه وعند غيرهم 50mg منه يكفي من أجل الحصول على النتائج المرتجاه. ومن الممكن في أقصى الحالات نتناوله جرعة من هذا الدواء كل يوم. ولا يجب تناول المواد الموسعة لشرايين القلب من عائلة الـ Nitrates مع هذا الدواء وكذلك الأدوية من عائلة Alpha Blockers وعند الحاجة إلى تناول هكذا عائلة من الأدوية يجب إنتظار حالة الأستقرار والبدء فقط بحوالي 50mg من هذا الدواء. كذلك يجب تفادي تناول هذا الدواء مع الأدوية التي توقف عمل أنزيم CYP3A4 مثل ( Ketconazole, Ritnavir, Atazanvir, Clarithromycin, Itraconazole etc…) وهنا يجب عدم إستعمال هذا الدواء. وكذلك يجب إستعمال فقط 50mg من هذا الدواء مع الأدوية التي توقف عمل هذا الأنزيم بشكل معتدل مثل ( Erythromycin, Diltiazem, Verapamil, Fluconazole, Amprenavir etc...)
وهو متوفر بثلاث جرعات من هذا الدواء 50mg-100mg-200mg وقد يأخذ مرتين باليوم بحسب الحاجة. ويجب عدم إستعماله قطعاً مع كل مشتقات الـ nitraets لأن ذلك قد يتسبب بهبوط خطير في الضغط الشرياني وعندما نحتاج إلى إعطاء هكذا أدوية في حالات القلب الحرجة يجب إنتظار مرور 12 ساعة على الأقل لكي يختفي مفعول هذا الدواء من الدم قبل البدء بإعطاء الـ Nitreats ويجب أن يكون ذلك تحت مراقبة طبية مشددة وخاصة مع مراقبة الضغط الشرياني وضربات القلب.
أخيرا من الممكن طمأنة مرضى القلب والشراين أنه يمكن أستعمال هذه الأدوية بأمان عند المرضى اللذين يتناولون مختلف أدوية مرض أرتفاع الضغط الشرياني ماعدى عائلة الـ Alpha-blockers وأن لا خطر على هؤلاء المرضى من أزدياد نسبة الذبحات القلبية أو الوفيات بسبب أستعمال هذه الأدوية كما أثبتت درسات مهمة وواسعة في هذا المجال شرط إستعمال هذه الأدوية بعد مراجعة الطبيب المختص وشرط أن تكون حالة المريض مستقرة. وهناك أيضا درسات كثيرة أثبتت فعالية هذه الأدوية في علاج بعض الحالات الخاصة من مرضى القلب اللذين يعانون من مرض أرتفاع الضغط الرئوي أو قصور عضلة القلب وقد بدأ أطباء القلب بوصف هذه الأدوية عند المرضى اللذين يعانون من هذه الحالات .

د طلال حمود - طبيب قلب تدّخلي - رئيس جمعية عطاء بلا حدود وملتقى حوار وعطاء بلا حدود . هاتف : 03832853