الخميس 4 نيسان 2019 09:44 ص

النحّالون يطالبون بالدعم والتصدير وتوفير مقوّمات التربية


* سامر زعيتر

يشكّل إنتاجاً متنوّع الفوائد لمشتريه، لكنه في الوقت نفسه لا يشفي غليل منتجيه، إنّه العسل ومنتوجاته، حيث تنتشر تربية النحل في لبنان، لكن تعدّد المشاكل في ظل غياب الدعم، الذي يحرم النحّالين من تطوير مهنتهم...
"اللـواء" سلطت الضوء على تربية النحل ومشاكله، من خلال لقاء مع القائمين على "جمعية مملكة مربّي النحل في صيدا والجوار"، وعادت بهذه الانطباعات..

الحفاظ على الإنتاج

نائب رئيس الجمعية علي الصياد أوضح أنّه "تم تأسيس الجمعية منذ عام ونصف العام برئاسة محمود الملاح، وهي تضم حوالى 150 نحالاً، من أصل أكثر من 2000 عامل في هذا المجال، وذلك بهدف دعم النحّالين".
وقال: "النحّال يحتاج إلى عدّة مقوّمات كي يستطيع مواصلة عمله، جرّاء ضعف موسم العسل بفعل رش المبيدات من قِبل البلديات، وكي نستطيع مواصلة عمل النحّالين يجب تأمين الدعم لهم بشتى الوسائل، لكن لا نجد جهات داعمة للنحّالين. ونحن تواصلنا مع وزارة الزراعة التي أعلمتنا بأنّها لا تؤمّن دعماً للنحّالين، فعلينا القيام بهذا الجهد بأنفسنا من خلال التواصل مع السفارات والجهات الداعمة".
ولفت إلى أنّ من أهداف الجمعية "نشر الوعي حول أهمية تربية النحل والحفاظ عليه، لذلك يجب أنْ تبدأ هذه الخطوة من خلال توعية طلاب المدارس، ونحضّر مشروعاً في هذا المجال عبر تعريف الطلاب على أهمية الحفاظ على النحل، والتفريق بين العسل الأصلي والمغشوش، من هنا أهمية توعية طلاب المدارس والزبائن".
وعن مراحل تربية النحل أوضح أنّ "عملية تربية النحل تمر بعدّة مراحل، وهنا أهمية الدعم الدائم لمربّي النحل خلال كل هذه المراحل، حيث يبدأ القطاف مع موسم الليمون، خصوصاً أنّ الزبائن يقبلون أكثر على عسل الصيف، لأنّه لا يتبلور كعسل الشتاء، والبداية لا تكلّف أكثر من 200 دولار، وتصل بأقصاها إلى 10 آلاف دولار، فهناك أراضٍ واسعة لوضع المناحل فيها، والنحل لا يؤذي الناس، إلا إذا قام الإنسان بأذيته، فهو يدافع عن نفسه، ولا يهاجم الناس باستثناء النحل اللبناني الهجين الشرس، الذي اعتاد الدفاع عن نفسه من الدبابير، لذلك نسعى إلى التخلص منه، والحصول على سلالات أفضل".

فوائد متعدّدة

وبخصوص فوائد إنتاج النحل قال: "يمكن الحصول من النحل على العسل والغذاء الملكي وحبوب اللقاح والعقبر، والأخير مفيد للإنسان، فضلاً عن سم النحل، الذي هو عبارة عن عقص النحل، ويتم استخراجه بآلات محدّدة، ويستخدم لعلاج الأمراض السرطانية، لكنه مرتفع الثمن، ينتشر في مختلف الدول، لكن في لبنان لا توجد توعية حول الاستفادة من هذا الأمر، من هنا أهمية شراء أجهزة متطوّرة وتدريب الناس عليها، فهناك أجهزة لزراعة ملكات النحل من خلال التلقيح، وأخرى لاستخراج الغذاء الملكي وحبوب اللقاح، وكل ذلك يعد تكلفة مرتفعة على النحّال، من هنا فإنّ الجمعية تسعى إلى تأمين الدعم للنحّالين، لكن نحتاج إلى دعم للجمعية كي تدعم النحالين".
وحول مصادر الحصول على النحل، قال: "تتعدّد مصادر الحصول على النحل، وتتراوح جودته بين الجيد والمتوسط والسيئ، وللأسف فإنّ بعض النحل اللبناني يُعد شرساً، ونسعى للتخلص منه، والاستعاضة عنه بنحل هادئ، فالدول الأوروبية والعربية تمكّنت من استخراج هجين من النحل يتمتّع بمواصفات جيدة، فيما لبنان لم يفعل شيئاً في هذا المجال، لذلك أهمية وجود مراكز تقوم بتهجين النحل من خلال التلقيح الصناعي، الذي نسعى لتوفيره للنحّالين بإيجاد سلالة مقاومة للمرض وإنتاج جيد، ففي لبنان أصحاب الخبرة تعلّموا من خلال التجارب، وليس من خلال الاعتماد على الدراسات العلمية".

تعدّد مشاكل المربّين

وفي ما يتعلق بالمشاكل الأخرى التي تواجه النحّالين قال: "نحتاج إلى معمل شمع يُعيد تدوير الشمع المستخدم في المرحلة الأولى، فنُعيد إنتاجه مجدّداً كي لا يكون هناك هدر، وبالتالي التوفير على النحّالين، فضلاً عن أنّ الشمع المستخدم مرّة ثانية، يكون قد اكتسب شمعاً طبيعياً من النحل، وهذا الأمر يحسّن إنتاج العسل".
وأشار إلى أنّ "باكستان تبرّعت بـ200 صندوق نحل للجمعية، لكن رفضت وزارة الزراعة استلامها، لأنها منعت دخول النحل من مصر، فضلاً عن عدم السماح باستيراد النحل من دول أخرى رغم جودة النحل هناك، فيوافقون على استيراد ملكات النحل فقط، وإذا كان سبب المنع المرض، فإنّ المرض سيكون أيضاً لدى الملكات، فكيف يتم السماح بدخول ملكات النحل دون النحل، فيجب السماح أو المنع للجميع، ونحن مع دخول النحل الجيد وإجراء فحوصات مخبرية عليها للتأكد من جودتها ومراقبة هذا الأمر، فالجمعية تريد توزيع نحل على النحّالين، ولكن بسبب منع دخول التبرعات العينية لم نستفد من منحة باكستان".
وشدّد على ضرورة حماية الإنتاج الوطني بالقول: "العسل الذي يتم استيراده من الخارج على أنّه بديل لطعام النحل، يتم بيعه في السوق على أنّه عسل بسعر رخيص، ما يضر بموسم النحّالين، فنطالب بسياسة حمائية للعسل اللبناني، وعدم رش المبيدات الضارّة بالنحل، فضلاً عن الإفراج عن أدوية النحل من قِبل الوزارة في الوقت المناسب، وليس قرب انتهاء مدّتها بشهر أو صرف نصف حجمها، الأمر الذي يحرم المربّين من الاستفادة من هذه التقديمات، فضلاً عن الترويج للمنتج اللبناني في الخارج وتصدير منتجاته عبر العلاقات الاقتصادية مع الدول، فالنحل يعطي أكثر من مُنتّج غير العسل يمكن تصديره للخارج، ولكن هذا الأمر غائب عن سياسات الدولة".

 

تربية النحل تواجه العديد من الصعوبات

 

العمل على إيجاد سُلالات جديدة للنحل

 

النحل ينتج أصنافاً متعدّدة من بينها العسل

 

المصدر :اللواء