افتتح مسؤولون من وزارة التربية والتعليم العالي والاتحاد الأوروبي حفل في مدرسة العدوسية المتوسطة الرسمية، بعد شهور من إعادة تأهيلها في إطار مشروع "العودة إلى طريق الدراسة"، بدعم من الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي الإقليمي استجابة للأزمة السورية، صندوق "مدد" والذي تم تنفيذه من قبل كل من منظمة AVSI ومنظمة طفل الحرب الهولندية (War Child Holland) ومنظمة أرض الإنسان الايطالية (Terre des Hommes Italy) ومنظمة أرض الإنسان الهولندية (Terre des Hommes Netherlands).
عرض حفل افتتاح المدرسة التي تم إعادة تأهيلها نتائج التأهيل والأثر الإيجابي على الطلاب. تضمنت الأعمال إعادة تأهيل مرافق عديدة في المدرسة وترميم المبنى بالإضافة إلى إنشاء ملعب لكرة السلة مما يخلق بيئة تعليمية سليمة آمنة ومحفّزة للطلاب، تعد مدرسة العدوسية المتوسطة الرسمية واحدة من ثماني مدارس رسمية في مناطق مختلفة من لبنان تم إعادة تأهيلها كجزء من مشروع "العودة إلى طريق الدراسة".
شارك في الحفل النائب الدكتور ميشال موسى، رئيس المنطقة التربوية في محافظة الجنوب في وزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ باسم عباس، ممثلة برنامج "طريق العودة الى المدرسة" في الاتحاد الأوروبي في لبنان جورجيا غالاتي، ممثلة جمعية AVSI في لبنان الدكتورة مارينا مولينو لوفا، قائد المنطقة الإقليمية في قوى الأمن الداخلي في الجنوب العميد غسان شمس الدين ممثلاً بالنقيب نصري سليقة، رئيس حلف العودة إلى طريق المدرسة دافيد اموري، كاهن رعية مار يوسف - العدوسية الأب يعقوب صعب، رئيس بلدية العدوسية يوسف لبس وأعضاء المجلس البلدي وممثلون عن المجتمع المحلي والشركاء المنفذون ومديرة المدرسة وحشد من المعلمين والأهالي والطلاب.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الاتحاد الاوروبي، ثم كانت كلمة ترحيب بالحضور من ثروت خليل.
وألقت مديرة المدرسة عبير الشباب كلمة استعرضت فيها تاريخ المدرسة وقالت" مرت السنوات الى ان انتقلنا الى هذا المبنى الجديد في العام 2002- 2003 وكان جيدا من حيث المساحة اكان بالنسبة للغرف وسعتها والتهوءة والانارة والمكتبة والمختبر وغرفة المعلمين والادارة ولكن بقي في النهاية نهاية مطافها من دون ملعب رياضي او قاعة او مسرح. وبعد الكشف الذي اجراه مشروع العودة الى طريق الدراسة AVSI والذين تبين من خلاله بعض المشاكل التي تعاني منها المدرسة على سبيل المثال لا الحصر بعض التصدعات والشقوق في سطح المدرسة وعدم تصريف المياه بشكل صحيح مما سبب خطرا على سلامة اطفالنا وأمنهم وبما ان جمعية AVSI هي جمعية تعنى بشؤون التربية وتهتم بمجالات التنمية قررت دعمنا لحل هذه المشاكل وذلك حرصا منها على الاهداف التي تحققت على اكمل وجه ومنها على سبيل المثال تعزيز البيئة السليمة للطفل وخاصة منه في المدرسة والاخذ في الاعتبار تنظيم المكان وحمايته اضافة الى خلق فرص تعليمية افضل للطفل والمعلمة والانشطة الترفيهية حتى. وكان نتيجة ذلك المجهود زيادة في عدد طلابنا كما انجزت وتحققت كل ما ذكرنا سابقا جميع الاهداف المرجوة، اضافة الى بناء ملعب جديد للمدرسة والذي زاد فرصة التشبيك مع مدراء المدارس المجاورة لاستعماله انشاءالله. لذلك لا يسعنا الا ان نقدم كل الشكر والتقدير لمن ساعدنا ووقف الى جانبنا. الشكر كل الشكر الى مشروع العودة الى طريق الدراسة بجميع اعضائه والقيمين عليه من وزارة التربية ومنظمة AVSI والاتحاد الاوروبي. وكل انجاز وانتم بالف خير".
وبعد عرض مرئي عن مشروع اعادة التأهيل في المدرسة، تحدث ممثل وزارة التربية رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، فأوضح انه "مع بداية الازمة الدستورية بادرت منظمة AVSI بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبتمويل من الاتحاد الاوروبي اضافة الى تمويل من منظمة اليونيسيف ووكالة التعاون الايطالي، الى دعم المدارس الرسمية الى جانب دعم الالتحاق في التعليم الرسمي للاطفال المتسولين".
ولفت الى انه "في محافظة الجنوب قامت منظمو AVSI باقامة نشاطات دعم تربوية للمدارس الرسمية وتم ذلك في خمسة عشرة مدرسة مع اقامة دورات تدريبية للمعلمين فيها. اضافة الى تاهيل وترميم 4 مدارس وتجهيز 3 مدارس منها كل تلك النشاطات تقع ضمن اطار خطة ريتز المدرجة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي. الشكر الكبير لمنظمة AVSI بجميع مسؤوليها والعاملين معها".
وتمنى "ان يتسع مجال مساعدات AVSI ليشمل معظم مدارس الجنوب، التحية لمديرة المدرسة على نشاطها وحرصها كما احيي افراد الهيئة التعليمية على اخلاصهم".
اضاف: "نحن في الجنوب استعدنا الثقة بالتعليم الرسمي بنسبة عالية جدا ولا تراجع في هذا الامر الذي ادى الى هذه الثقة عوامل عدة، اولها اننا استطعنا بابعاد السياسة عن التربية وهذا الامر الكل مقتنع به كل الجهات السياسية في الجنوب مقتنعة بابعاد السياسة عن التربية.الجميع يشجعوننا باستمرار على ضرورة ان تاخذ الكفاءة دورها".
وتحدثت مديرة برنامج "العودة الى طريق المدرسة " في الاتحاد الاوروبي في لبنان جورجيا غالاتي، فقالت: "من دواعي سروري ان احضر احتفال افتتاح مدرسة العدوسة الرسمية بعد اعادة التاهيل، ضمن اطار مشروع العودة". وأوضحت ان "هذه هي المرة الاولى التي ازور فيها المدرسة لكنني تفاجئت بكم ان البيئة في المدرسة بيئة نظيفة وملائمة ودافئة للاطفال اضافة الى الانشطة المتعددة التي قام بها هذا المشروع، لذلك فأنا اتأمل في ان نكون قد خلقنا بيئة سليمة للطفل من اجل ان يستطيع متابعة مستقبله".
وأكدت ان "المدرسة هي اكثر من مبنى او بنى تحتية فهي عبارة عن اشخاص وعلاقات واصدقاء ومعلمين وتلامذة وانطلاقا من خبرتي، لاحظت في لبنان كم ان هناك الماما والتزاما من قبل المعنيين والوزارة التربية للنهضة التربوية".
وشددت على ان "الاتحاد الاوروبي يواصل دعمه الى لبنان خصوصا في ظل الازمة السورية خصوصا الدعم لوزارة التربية اللبنانية ومنهاجها وللقطاع التربوي وذلك بهدف زيادة استقطاب الاطفال في المدارس الرسمية وتحسين نوعية التعليم في المدرسة الرسمية والنهضة بمنهاج وزارة التربية".
وختمت بالقول: "سعيدة جدا بانني ابارك معكم نتائج تنفيذ هذا المشروع العودة الى طريق التعلم فان اعادة التاهيل الذي يعد هذا جزء منه لكن هناك اهداف عدة في المشروع من بينها دعم الفروض المدرسية ودعم المواصلات الهدف ان نبني بيئة سليمة ومنظمة للاطفال ونعزز وصولهم الى التعليم وبناء مستقبلهم".
وختاما، قدمت مدرسة العدوسية درعا تذكاريا الى منظمة AVSI، ثم جرى قص الشريط اعلانا عن افتتاح ملعب كرة السلة.
واعقب الاحتفال انشطة فنية وتراثية ورياضية قدمها تلامذة من المدرسة احتفاء بانجاز مشروعي تأهيل المبنى وتدشين الملعب .
وعلى هامش الحفل قالت منسقة المشروع ولاء دندشلي انه "يهدف لإيصال الأطفال الى التعليم الرسمي واعادة تأهيل المدارس الرسمية والتعليم غير الرسمي للأطفال الذين هم خارج نطاق المدرسة . " وقالت: "نحن هنا نعيد تاهيل المدرسة ، وبدأنا باعادة تاهيل المبنى والبنى التحتية في كانون الثاني 2018 وانتهى العمل في ربيع 2018 ثم انتقلنا الى انشاء ملعب رياضي لكرة السلة للأطفال وانجز مطلع 2019 " لافتة الى ان المدرسة تضم 240 طالبا (180 لبنان و60 غير لبناني غالبيتهم سوريون او فلسطينيون ".
واضافت " ان الهدف من اعادة التأهيل هو خلق بيئة سليمة للطفل وحمايته من اي مخاطر يمكن ان يتعرض لها خلال المسار الدراسي وخلق بيئة جيدة للتعلم من خلال الصفوف وكل البنى التحتية والملعب سيكون مساحة للترفيه للأولاد والتعبير عن طاقاتهم الجسدية بالاضافة للتشبيك مع المدارس الرسمية المجاورة باي انشطة يمكن ان تقوم بها".
برنامج "العودة إلى طريق الدراسة"
"العودة إلى طريق الدراسة"هو برنامج إقليمي، يموله صندوق مدد" التابع للاتحاد الأوروبي وينفذه اتحاد من أربع منظمات غير حكومية دولية تتألف من منظمة AVSI ومنظمة أرض الإنسان الايطالية (Terre des Hommes Italy) ومنظمة أرض الإنسان الهولندية (Terre des Hommes Netherlands) ومنظمة طفل الحرب الهولندية (War Child Holland).
بشكل عام، دعم المشروع لمدة ثلاث سنوات حوالي 22000 طفل من اللاجئين و المستضعفين من المجتمعات المحلية من خلال الأنشطة التعليمية؛ وكذلك إعادة تأهيل 22 مدرسة رسمية في لبنان والأردن. إضافة إلى جلسات التوعية والمناهضة التي طالت 50000 شخص.
في لبنان، تمكن المشروع من دعم حوالي 19000 طالب لبناني وسوري للعودة إلى المدرسة أو البقاء فيها. على سبيل المثال، من خلال تعليم الطفولة المبكرة وأساسيات اللغة والحساب ودورات اللغة الأجنبية والدعم المدرسي.
تصوير: أسامة غدار