الثلاثاء 9 نيسان 2019 09:49 ص

النائب الحريري: لترسيخ ثقافة الحوار والعمل على بناء الدولة


* جنوبيات

نظمت "لجنة جائزة المطران سليم غزال للحوار والسلم الأهلي "برعاية وحضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري، بالتعاون مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والشبكة المدرسية لصيدا والجوار، وحلقة التنمية والحوار فعاليات الجائزة للعام 2019 ، والتي اطلقتها النائب الحريري قبل سبع سنوات تخليدا لذكرى المطران الراحل، وبهدف غرس قيم الحوار والمحبة واللقاء مع الآخر التي جسدها المطران غزال في مسيرته الوطنية والانسانية في نفوس وعقول الأجيال الشابة.
وتمحورت الجائزة هذا العام حول "وثيقة الإخاء الإنساني من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، والتي وقعها قداسة البابا فرنسيس، وفضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب في شباط 2019" في أبو ظبي بالامارات العربية المتحدة .
وشارك في فعاليات الجائزة هذه السنة طلاب من 53 ثانوية ومدرسة رسمية وخاصة من كل لبنان ممن يتمتعون بمهارات الحوار، وذوي شخصية قيادية وأثبتوا ادوارا ريادية في مجالات التطوع وخدمة المجتمع من بينهم طلاب احرزوا المراتب الاولى في الشهادات الثانوية الرسمية للعام الدراسي 2018-2019 .
وانطلقت فعاليات الجائزة بورشة عمل للطلاب المشاركين في" أكاديمية القيادة والتواصل - علا "في صيدا القديمة حول "ثقافة الحوار" أدارها أستاذ ومدير ماستر الدبلوماسية والمفاوضات الدولية في جامعة الحكمة الدكتور سليم الصايغ، بحضور مدراء وممثلين عن المدارس المشاركة وعن لجنة جائزة المطران غزال، وامين عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب .
وجرت خلال الورشة مناقشة وثيقة الأخوة الإنسانية ومقاربة جميع بنودها انطلاقا من الرسالة التي وجهها المطران الراحل سليم غزال لمناسبة نيله جائزة السلام في الارض في كانون الثاني من العام 2008.
النائب بهية الحريري التي افتتحت الورشة أكدت "على الهدف من وراء اطلاق جائزة المطران الراحل سليم غزال للحوار والسلم الأهلي، والذي على اساسه يتم اختيار موضوع الجائزة كل سنة ليتناوله طلاب من ثانويات لبنان الرسمية والخاصة سواء بالمقال او الشعر او الرسم او غيره ومن نواحي مختلفة" متوقفة "عند ما يميز الجائزة هذا العام كونها "تزامنت بعد تطور كبير شهدته المنطقة، وتمثل باجتماع قداسة البابا مع شيخ الأزهر في ابو ظبي وتوقيعهما معا وثيقة الأخوة الانسانية ".
وقالت :"لان رسالتنا في لبنان في الأساس هي قبول الآخر والحوار وطالما نحن على ابواب الموعد السنوي لجائزة المطران غزال، ارتأينا خلق آلية تطبيقية لمفهوم ثقافة الحوار وفي نفس الوقت اشراك الطلاب في عيش مضمون الوثيقة والتعمق فيها انطلاقا من مسيرة المطران الراحل وانجازاته في مجال الحوار والسلم الأهلي وقبول الآخر ".
اضافت: " الحوار لا يكون الا بين وجهات نظر مختلفة، وعندما نقوم بحوار يكون ذلك لتقريب وجهات النظر لنصل الى نقاط مشتركة. ونحن في عالمنا وزماننا هذا احوج ما نكون الى ترسيخ ثقافة الحوار لمواجهة ما تتعرض له مجتعاتنا واجيالنا من تحديات ومصطلحات ومفردات غريبة عنها . نحن مجتمع متنوع يعيش فيه الناس مع بعضهم البعض، وهناك الكثير من القواسم المشتركة بيننا تحت سقف الوطن الذي يجمعنا ويحفظ لنا حقوقنا. فالدولة هي الضامن الوحيد لحقوق الناس، لذلك علينا العمل على بناء الدولة وتقويتها ".
وتوجهت الحريري الى الطلاب المشاركين بالقول: "رغم ان الواقع في لبنان هو ان الطوائف والمصالح والسياسة اقوى من الدولة لكن اياكم ان تفقدوا الامل بالدولة، فأنتم شباب لبنان من سيكمل الطريق واياكم ان تنجروا لا الى التنمر - وهو مصطلح جديد- ولا الى العنف بكل اشكاله . لقد علمتنا التجارب ان الكل يتقاتل مع بعضه، وفي النهاية يجلسون على طاولة واحدة، وهو ما نراه في بلدان كثيرة حولنا ".
وتابعت: " ان ميزة لبنان هي في هذا التنوع الذي ترونه اليوم مجسدا في الطلاب المشاركين والذين أفتخر بحضورهم جميعا الى هنا ليس فقط من اجل التعبير عن دعمهم لوثيقة الإخاء الانساني بل وايضا وهذا المهم وما نطمح اليه ان يكون مضمونها اسلوب حياة بالنسبة للأجيال" .
ولفتت الى ان " عنواننا في العام المقبل سيكون "مئوية لبنان الكبير -لبنان 2020 " داعية الطلاب للمشاركة في هذه الاحتفالية . وختمت الحريري بالعبارة التي وردت في الديباجة الأساسية لمنظمة اليونسكو "الحروب تقع في عقول البشر وفي عقول البشر تبنى حصون السلام" ، متمنية التوفيق للطلاب المشاركين .
من جهته، حيا الدكتور سليم الصايغ المنظمين لجائزة المطران سليم غزال للحوار والسلم الأهلي والطلاب المشاركين، مثمنا "اختيار وثيقة الإخاء الانساني محورا لهذه الجائزة كترجمة فعلية لمضمون الوثيقة التي رأى انها تعني الانسانية جمعاء" .
وقال" مؤسسة الحريري وبمبادرة من النائب بهية الحريري جمعت 53 مدرسة من خلال هذه المجموعة من التلامذة والاساتذة الذين يلتقون معا لإطلاق نوع من النداء للجميع في لبنان من الحكام والمسؤولين ومن كل القطاعات حتى يترجموا هذه الوثيقة الى تشريعات وسياسات وآليات عمل".
وختم :"ان المطران الراحل سليم غزال كان نموذجا حيا للحوار والإخاء الانساني في هذه المنطقة".
وتوزع الطلاب المشاركون على خمس ورش عمل متزامنة تناولوا خلالها مواضيع متفرعة من " وثيقة الاخاء الانساني " ومن مسيرة ورسالة المطران غزال في الحوار ، للخروج بتوصيات ومقترحات لخطة وآلية تطبيقية لمتابعتها مع المراجع المختصة .

المصدر : جنوبيات