لا يتوانى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إصدار القرارات التي تُساهم بتكريس يهودية الكيان الإسرائيلي، وفرض سيطرته الاحتلالية والاستيطانية، بانحياز تام لم يسبقه إليه أي رئيس أميركي.
وقدّم الهدايا، من حساب غيره إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال ولايته الرابعة، من الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الإسرائيلي وتنفيذ نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، التي احتفل بها، وصولاً إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السوري المحتل، وممارسة الضغوطات والحصار على السلطة الوطنية الفلسطينية في محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية.
كل ذلك يتم قبل إعلانه "صفقة القرن" التي يلوّح بها، والتي تعزز مكانة الاحتلال، وتتعامل مع القضية الفلسطينية من زاوية اقتصادية وإنسانية.
وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض الصفقة قبل الإعلان عنها، لأن ملامحها تُشير إلى حل غير عادل للقضية الفلسطينية، بل محاولة شطبها.
ولم يتم تحديد موعد دقيق للإعلان عن "الصفقة"، لكن آخر ما أعلن عنه كبير موظفي البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، أنه سيكون بداية شهر حزيران المقبل، بعد انتهاء شهر رمضان - أي بعد تشكيل نتنياهو حكومته.
وكان كوشنر يتحدث خلال اجتماعه بمجموعة من سفراء الولايات المتحدة، فرأى أن "الخطة تتطلب تقديم تنازلات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وسيكون علينا جميعاً النظر في تنازلات معقولة تتيح تحقيق السلام، ويجب التحلي بذهن منفتح تجاه مقترح ترامب للسلام في الشرق الأوسط".
ويتوقع أن تطرح الإدارة الأميركية الصفقة على مراحل، تشمل الأولى، الإجراءات الاقتصادية التي تتعلق بالاتفاق، على أن يتم الإعلان عن الخطوات السياسية التي تشملها الخطة في وقت لاحق.
وعمل على صياغة "الصفقة" فريق خاص ضم كوشنر والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي لدى "إسرائيل" ديفيد فريدمان، وهو منحاز للكيان اليهودي.
وواصل ترامب تقديم هداياه الى نتنياهو قبل تشكيل الحكومة، حيث أصدر تعليماته إلى جميع الوكالات الأميركية "لتتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق قراره الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان"، بما في ذلك الوزارات والمؤسسات الحكومية.
ومن بين هذه الخطوات، إعادة رسم جميع الخرائط الدولية لتشمل هذه المنطقة ضمن حدود دولة "إسرائيل".
وأعلن مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات أن "الإدارة الأميركية غيّرت الخرائط الدولية، ونشرت خرائط جديدة تقع بموجبها هضبة الجولان تحت سيادة إسرائيل".
يشار إلى أن هذه التعديلات تأتي امتداداً لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل زهاء ثلاثة أسابيع بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على منطقة هضبة الجولان.
إلى ذلك، تقدمت الادارة الأميركية بطلب رسمي إلى بلدية الاحتلال في القدس، من أجل تجهيز "حقل ألنبي" في حي بقعة (وهي منطقة كان فيها سابقاً معسكر ألنبي البريطاني) لبناء المبنى الدائم للسفارة الأميركية في القدس.
وطلب البيت الأبيض من بلدية الاحتلال في القدس، زيادة مساحة الحقل، لأنه تتم دراسة خيار إنشاء قرية دبلوماسية في القدس، يقيم فيها جميع الدبلوماسيين الأميركيين.
وكان الرئيس ترامب قد أعلن اعترافه بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الإسرائيلي، وتنفيذ قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس (6 كانون الأول 2017)، قبل أن يتم افتتاح المقر الرسمي الجديد للسفارة في حي أرنونا بالقدس (14 أيار 2018).
وأمس، كلف رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين رفلين، نتنياهو، بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الـ35، حيث سلمه كتاب التكليف الرسمي، الذي وقع عليه خلال استقباله في ديوان رئاسة الدولة في القدس، لتنطلق المفاوضات لتشكيل الحكومة.
وجاء تكليف نتنياهو في ضوء الأغلبية اللازمة لذلك، والتي بلغت 65 صوتاً من أصوات اليمين المتطرّف من أصل 120 تتمثل منها "الكنيست".
فيما أوصى 45 بتكليف رئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس بتشكيل الحكومة، ولم يوصِ 10 نواب يمثلون الأحزاب العربية المنتخبة على أي منهما.
وكان رفلين، قد تسلم النتائج الرسمية لانتخابات "الكنيست" الـ21 من رئيس "لجنة الانتخابات المركزية" القاضي حنان ميلتسر، والتي لم تختلف عن النتائج التي أعلنتها اللجنة أمس الأول (الثلاثاء).
إلى ذلك، ما زالت نتائج الانتخابات الإسرائيلية، تُرخي بظلالها على الأحزاب، سواء لجهة مطالبتها بحصص في الحكومة، أو ممن لم تتمكن من تأمين الحاصل الانتخابي.
وفي هذا الإطار، قرر زعيما حزب "اليمين الجديد" اييليت شاكيد ونفتالي بينيت، أنهما سيفككان تحالفهما السياسي ويفترقان، إثر النتائج التي اعتبراها مُفاجئة في الانتخابات العامة، حيث لم يحصل الحزب فيها على الحد الأدنى من الأصوات الضرورية لدخول "الكنيست"، وهي 3.25% من الأصوات السليمة.
ويتوقع أن تنضم شاكيد إلى حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو.
وعلى الصعيد الفلسطيني، حققت "كتلة الشهيد ياسر عرفات"، الذراع الطلابية لحركة "فتح" أمس (الأربعاء) فوزاً بانتخابات مجلس طلبة "جامعة بيرزيت" في الضفة الغربية، بفارق عدد الأصوات.
وحصلت "كتلة الشهيد ياسر عرفات" على (4065 صوتاً) بـ(23 مقعداً)، و"كتلة الوفاء الإسلامية" على (3997 صوتاً) بـ(23 مقعداً) أيضاً، و"القطب الديمقراطي الطلابي" على (538 صوتاً) بـ(5 مقاعد).
وبالتالي فإن فارق الأصوات (68 صوتاً) لصالح "الشبيبة" يجعلها تحصل على رئاسة المجلس، بعدما تنافست 5 كتل طلابية، وهي إلى الفائزين الثلاثة، "كتلة الوحدة الطلابية" و"كتلة اتحاد الطلبة التقدمية".
وكانت "الكتلة الإسلامية" قد فازت بانتخابات المجلس في العام الماضي، حيث حصلت "كتلة الشهيد ياسر عرفات" على (23 مقعداً)، فحافظت على عدد المقاعد ذاته، فيما خسرت "الكتلة الإسلامية" مقعداً لصالح "القطب الطلابي الديمقراطي" الذي كان يتمثل بـ(4 مقاعد).
شارك في الاقتراع (9230 طالباً) من بين (11830 طالباً) يحق لهم الاقتراع في برنامج البكالوريوس، من أصل 14000 طالب هم عدد طلبة الجامعة، لتبلغ بذلك نسبة المشاركة في الاقتراع 78%.
"كتلة الشبيبة" الفتحاوية تحتفل بفوزها بانتخابات "جامعة بيرزيت" على "كتلة حماس"