الخميس 18 نيسان 2019 12:47 م |
د.طلال حمود: واقع الجراحات القلبية في لبنان والعالم في مطلع العام 2019 |
* جنوبيات لقد تطورت الجراحات القلبية والشريانية بشكل كبير في السنوات الأخيرة بحيث أصبحت من أكثر الجراحات إنتشاراً. وقد شملت التطورات الحاصلة في هذا المجال إستراتيجيات أخذ القرار الجراحي، الخبرات والتقنيات الجراحية المتنوعة، فهم أكبر لمتابعة المريض ما بعد الجراحة بهدف تخفيض الوفيات والأختلاطات الجانبية قدر الأمكان وبهدف الحصول على أفضل هدف على المدى البعيد. وفي خط متوازي فقد طور أطباء وجراحوا القلب الطرق الغازية أو التدخلية (Interventional or Invasive Theray) التي أخذت حيزاً كبيراً في مجال علاج مرض القلب وكذلك تقنيات جراحية أقل غزواً أو تغلغلاً في الجسم ( Minimally invasive heart surgery) وهذا ما يسمح بأن تتوسع الجراحات والعمليات القلبية لكي تشمل مرضى أكثر تقدماً بالسن أو يعانون من أمراض أخرى متعددة لم تكن تسمح بعلاجهم في الماضي.
2- لمحة تاريخية: وفيما بعد سمح تطور الجراحات الشريانية الرفيعة بتطوير جراحة شرايين القلب التاجية أو الأكليلية مع إستعمال أوردة الساقين على يد ( Falvaro) والشريان الداخلي للثدي (الصدر) على يد ( Green) وقد ظهرت هاتين الوسيلتين في سنة 1967. وفي سنة 1977 أحرز الطبيب السويسري من أصل نمساوي ( Andreas Gruntzing) تقدماً هائلاً في مجال علاج أمراض القلب مع إبتكاره تقنيات البالون (الغير جراحية) لتوسيع شرايين القلب وهذا كان بمثابة ثورة أولى كبيرة في مجال علاج أمراض القلب وسمح بحدوث ثورات أخرى متتالية في هذا المجال كما سنرى لاحقاً. في موازة التقدم الحاصل جراحياً كان جراحون آخرون يعملون في مجال زراعة القلب بحيث تمت أول زراعة للقلب على يد الطبيب الجنوبي أفريقي (Christian Barnard) في سنة 1967 وفيما بعد مع إكتشاف الأدوية المعالجة للمناعة ( Ciclosporin) في سنة 1980 حدثت تطورات كبيرة في مجال زراعة القلب في موازة تطوير أجهزة متعددة لمساندة القلب وتطور عمليات البحث عن القلب الإصطناعي الكامل. وحالياً من الممكن القول أن جراحة القلب والشرايين أصبحت منتشرة بشكل كبير في معظم الدول المتقدمة وفي العالم العربي ولبنان وأن عدد العمليات التي تحصل في لبنان مثلاً في إزدياد مستمر منذ سنوات (حوالي 4000 إلى 4500 عملية سنوياً) وأن حوالي %80 من هذه العمليات تجري مع إستعمال جهاز القلب والرئة الإصطناعي الذي يسمح بتحويل الدورة الدموية إلى خارج الجسم من أجل شحنة بالأوكسجين والتمكن من توقيف القلب من أجل إجراء الجراحة بشكل دقيق. ونشير إلى أن حوالي %45 من جراحات القلب هي جراحات شريانية (جسور أبهرية -تاجية) و %45 منها هي جراحات في الصمامات (تغيير أو ترميم الصمامات) و %7 منها هي من أجل إصلاح التشوهات الخلقية للقلب. وأخيراً هناك %3 من الجراحات المختلفة ومن ضمنها عمليات زراعة القلب. وقد شهدت جراحة الشرايين تطورات مهمة بين سنة 1970 وسنة 1980 في حين أن أسباب جراحات الصمامات تغيرت بشكل كبير مع إنخفاض نسبة المرضى المصابين بالحمى الرثوية أو الروماتيزمية ( Rhumatismal valvular disease) وزيادة نسبة المرضى المصابين بترهل الصمامات ( Degenrative vlavular disease) بسبب التقدم الحاصل في سن المرضى الذين يعانون بسبب ذلك من إصابات أكثر خطورة ومن أمراض أخرى متعددة مثل القصور الكلوي أو الرئوي أو ترقق العظام وغيره. وهذا مايجعل العمل الجراحي أكثر صعوبة لديهم.
3- المضخة القلبية – الرئوية الإصطناعية( Extra corporel circulation) :
4- أهم أنواع الجراحات الحالية: هناك عدة أنواع من الجراحات التي سوف نتكلم عنها بشكل مختصر:
2- جراحة تغيير الصمامات ( Valves replacement): 3-جراحة الشرايين التاجية للقلب (Coranary Artery Baypass Grafting): وهي جرحات نلجئ إليها في حال كانت الإصابات الشريانية منتشرة كثيراً ومتعددة أو متكلسة جداً بحيث لايسمح ذلك بالعلاج بواسطة تقنيات التوسيع بالبالون والرسور. ويقوم مبدأ هذه الجراحة على مد جسر لإيصال الدم إلى المناطق المحرومة من وصول الدم ( By-pass or graft) وخلال هذه الجراحة من الممكن إستعمال أوردة الساقين التي يستعملها الجراح لمد جسر من الشريان الأبهر إلى الشريان التاجي في المنطقة الموجودة تحت الإنسداد وهذه الأوردة تستعمل لمد جسر إلى أحد الشرايين الفرعية من الشريان الأيسر للقلب ( Marginal or Diagonal aerteries) أو إلى الشريان الأيمن للقلب. وفي الحالات الأخرى يتم إستعمال شريان الصدر أو الثدي الداخلي الأيسر أو الأيمن ( Left or right internal mammary or thoracic artery) بحيث يتم تشريج هذا الشريان في داخل الصدر وزرعه على الشرايين التاجية للقلب تحت المناطق المسدودة. وفي غالب الأحيان يتم زرعه على الشريان الأمامي النازل (Left Anterior Descending artery) وقد يتم أيضا في بعض الحالات إستعمال الشريان الصدري أو الداخلي الأيمن الذي غالباً ما يتم زرعه على الشريان الخلفي أو الشريان المنعكس(Circunflex artery) أو الشريان الأيمن للقلب.( Right coronary artery) وفي بعض الحالات الأخرى يتم إستعمال الشريان الكعبري ( Radial artery) الذي يتم إستخراجه من المعصم أو الشريان المعدي – الثربي (Gastro-Epiploic artery)وهو أحد الشرايين التي توجد في البطن وتغذي المعدة. لكن إستعمالات هذين الشريانين الأخيرين نادرة ولهما مضاعفات وسلبيات كثيرة. ولذلك من المعروف حالياً أن الجراحة الأفضل للشرايين التاجية للقلب تستعمل الشريانين الداخليين للثدي (الأيسر والأيمن) وعدة أوردة من الساق بحسب حاجة المريض. ومن حسنات إستعمال الأوردة هي كون هذه الجراحات بسيطة نسبياً ومن الممكن إستعمال الأوردة لزرعها على كل الشرايين التاجية للقلب تقريبا،ً بينما من أهم سيئاتها هي إمكانية معاودة مرضها وإنسدادها بسرعة خاصة بعد مرور عشر سنوات على زراعتها وأنه لايمكن أن نستعملها إذا لم تكن متوفرة مثل عند المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية بسبب الفاريس أو عند الذين يعانون من مرض أوردة متقدم (فاريس متقدم مع أو بدون وجود تقرحات في الساق). أما الشرايين الداخلية للثدي فهي تدوم أكثر بحيث أنها تبقى فعالة لمدة أكثر بنسب قد تصل إلى %90 على مدى 10 سنوات. وأما سلبياتها فكونها عدد أثنين فقط في الجسم وكون طولها قصير نسبياً بحيث أنه لايمكن زرعها على كل الشرايين التاجية للقلب. وأخيراً قد لانستطيع إستعمالها في حال كان المريض يعاني من تصلب أو إنسداد في الشريان الماتحت ترقوي ( Sub clavian artery).
المصدر : جنوبيات |