![]() |
الجمعة 19 نيسان 2019 10:22 ص |
غبش في «الدائمة» والأسير في «التمييز»... لطّوف: «هيدي مِش دكانة» |
* ناتالي اقليموس
ماراثون من نوع آخر عاشته المحكمة العسكرية أمس قبل الدخول في عطلة عيد الفصح، إذ انقسم المشهد بين المحكمة الدائمة التي يُحاكم فيها المقرصن إيلي غبش بتهمة فبركة ملف التعامل مع إسرائيل للمسرحي زياد عيتاني، ومحكمة التمييز التي يحاكم فيها الشيخ أحمد الأسير ومجموعته في ملف أحداث عبرا، وفي المحاكمتين كان الإرجاء سيّد الموقف. «محكمة!» أدّت مجموعة من الأمنيين التحية العسكرية اهتزّت لصداها جدران القاعة، في لحظة «كب الابرة بتسمع رنّتها»، إلتزم المتهمون مع الأسير الصمت في قفص الاتهام، فيما هو بقي يتأملهم على بُعد أمتار منهم، إذ أُجلس في المقعد الثالث من المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة. نادى لطوف على الأسير باسمه الثلاثي، فاقترب إمام مسجد بلال بن رباح، مرتدياً عباءة بنية وقلنوسة بيضاء، وحذاء رياضياً أسود. من خلف نظّاراته الطبية «عضم أسود»، غزلت عيون الأسير تمشط حنايا القاعة وتتأمل وجوه أفراد المحكمة بينما كان يقف أمام قوس المحكمة. وقد تقدّم وكلاء الدفاع عنه، وهما المحاميان محمد صبلوح وعبد البديع عاكوم. ثمّ انتقل لطوف إلى تعداد المتهمين، وهم: عبد الباسط محمد بركات، خالد عدنان عامر، حسين محمد فؤاد ياسين، محمد ابراهيم صلاح... ربيع محمد الناقوزي الذي تبيّن انّ وكيله لم يحضر، بلمح البرق إسوَدّ وجه لطوف وعقد حاجبيه مستفسراً عن السبب، فرد صبلوح: «أبلغني المحامي أحمد سعد صباحاً أنه خضع لعملية جراحية»، فقاطعه لطوف: «أين المعذرة الطبية؟ أين التقرير الطبي؟ ألم يوكّل من ينوب عنه؟».
«كل مرّة بتتعرقل»! موقف المحامين «زاد الطين بلّة» فانفجر لطوف: «3 جلسات وأنا عم إمهلكن، 3 جلسات وبعد ما بلّشنا استجواب، بتتعرقل الجلسة، ما تجبروني آخد قرار». وأضاف بنبرة حاسمة: «الذي يغيب عليه ان يرسل معذرة طبية خطية، «هيدي محكمة مش دكانة»! من دون جدوى حاول المحامون تهدئة الأجواء والتعبير عن احترامهم وتقديرهم للمحكمة، إلا انّ لطوف بقي عاقد الحاجبين، وقال: «لا أحرم أحداً من حقه في الدفاع ونعمل بكل طاقتنا لتأمين المناخات الملائمة، «شو المطلوب»؟ وأكّد: «الدفاع حق مقدس في المحكمة ولا بد ان نبدأ من مكان ما في الاستجواب... إلّا إذا إنتو ما بدكن تتحاكَمو!». في المحصّلة، قررت المحكمة توجيه كتاب إلى نقابة المحامين لتوكيل محامي دفاع عن الناقوزي، مع احتفاظها بحقها في توكيل محام عسكري في الجلسة المقبلة عن أي متهم يمتنع وكيله عن الحضور، ثم أرجأت الجلسة إلى 12 حزيران 2019.
محاكمة غبش عند الساعة 11:55 دقيقة، إفتتح عبدالله الجلسة، ونادى على غبش الذي يُحاكم بأكثر من قضية بتهمة فبركة التعامل مع إسرائيل. فارتبطت الاولى بفبركة ملف بحق العسكري المتقاعد إيزاك دغيم، ولكن سرعان ما انتهت الجلسة لأنّ وكيل الدفاع عنه المحامي جهاد لطفي إستمهل للاطلاع على الملف، وأرجأت المحاكمة إلى 15 أيار. بعدها، إنتقل عبدالله إلى ملف ثان وهو فبركة غبش تهمة العمالة للمسرحي زياد عيتاني الذي كان حاضراً لمواكبة مجريات الجلسة.
إلى الصفر؟ بعدها، أرجئت الجلسة إلى 15 أيار. وعلى هامش الجلسة، أعرب درباس لـ«الجمهورية» عن ارتياحه وحذره في الوقت نفسه، قائلاً: «نثق بالقضاء، ومن حق المحامي الاطلاع على الملف، ومنذ البداية طالبنا بأن يوكّل غبش محامياً ليتسنى له مراجعة الملف باكراً، وبالتالي لا نستهلك الوقت. ولكن التوكيل جاء متأخّراً فاضطر المحامي لطفي الى الاستمهال. على أي حال سنحاول قدر المستطاع حصر الوقت، خصوصاً انّ كل الأمور باتت مكشوفة و»مُملة» من المسرح الكوميدي والعرض الممل». وتعليقاً على «المفاجآت» التي وعد بها لطفي على هامش انتهاء الجلسة، قال درباس: «كل الالاعيب باتت خلفنا، ومن المُعيب التحدث عن مفاجآت فهذا ليس عمل محكمة ومحاكمة، لسنا في «سيرك». وختم مستغرباً: «كيف يتحدث عن مفاجآت وعلى حد قوله لم يطلع على الملف!... على كلٍّ أفلام Hitchcock صارت démodé». المصدر :الجمهورية |