رعى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان الدكتور حمد سعيد الشامسي، طاولة حوار حول "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقّعها البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب في أبوظبي، وذلك في ثانوية راهبات القلبين الأقدسين ـ البوشريّة ضمن مبادرات "عام التسامح". وتقدّم الحضور النائب الياس حنكش، وقائمقام المتن مارلين حداد ورئيس بلدية البوشرية وأعضاء البلدية وأكثر من 300 مشارك.
بداية النشيدين اللبناني والسلام الوطني الإماراتي، ثم كلمة ترحيبية من الإعلامية ندين كفوري، تلاها إنشاد "الله أكبر، مع "يا مريم البكر فُقتِ"، ثم تم عرض ريبورتاج عن زيارة البابا فرانسيس إلى أبوظبي وتوقيع الوثيقة التاريخية.
ثم بدأت جلسة الحوار التي شارك فيها السفير د. الشامسي، والأمين العام للقاء الإسلامي ـ المسيحي "حول مريم" الشيخ محمد النقري، ومديرة مركز الأبحاث والدراسات في العلاقات الإسلامية ـ المسيحية في جامعة القديس يوسف الدكتورة رلى تلحوق، ومنسّقة قسم الإلتزام المجتمعي في مؤسّسة "أديان" آنا ماريا ضو.
الشامسي
وقال السفير الشامسي: "لو بحثنا عن معنى التسامح لوجدنا أنه من أسمى المعاني الإنسانية فعندما يتمكن الانسان من التغلب على ذاته ويتنازل عن ميله الى الانتقام من أخيه الانسان ويستطيع أن يسامح، يكون بذلك قد وصل الى أعلى درجات الشعور بإنسانية، واعرفوا أن المبادر الى المسامحة هو القوي في نفسه وفي تحكمه وقدرته على السيطرة".
أضاف: "تولي القيادة الإماراتية العيش المشترك أهمية كبرى وتعمل على تعميمه على مستوى العالم، وقد تُرجم ذلك عندما استقبلت أبوظبي البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، في لقاء تاريخي نتجت عنه "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة"، وأنا أدعوكم الى قراءتها والتعرف الى معانيها العميقة وقيمها الإنسانية لأنها تتضمن أُسسًا مهمة لحياتكم ولمستقبلكم".
وتابع: "نموذج العيش المشترك موجود في لبنان بحكم تركيبة هذا الشعب الطيب وبالتالي فأنتم مسؤولون عن الحفاظ على هذا النموذج، نعم أنتم الشباب تقع على عاتقكم مسؤولية صون هذا النموذج التعددي الفريد من نوعه في محيطه".
وشدد على أن "الإنتقال الى المستقبل الواعد لا يمكن أن يتحقّق إلا بالعلم والمعرفة، وأنتم مدعوّون في هذه المدرسة الرائدة الى أن تثابروا على طريق الإجتهاد لاكتساب المعارف والعلوم لتصنعوا الأمل في المستقبل. فالعلم مدخل للعيش الكريم والمجتمعات المتعلّمة هي الأقدر على صنع السلام المبنيّ على ثقافة التسامح".
النقري
وركّز فضيلة الشيّخ النقري على أنّ الإرهاب الذي يُلاحق المجتمعات ليس نتاجاً للدّين بل هو نتيجة فهم خاطئ لنصوص الدّين، ودعا إلى الالتزام بقيم الوثيقة لتكون باباً يلجُه الإنسانُ إلى مجتمع بنّاء تسودُه ثقافة التّسامح والإنفتاح والمحبّة.
تلحوق
أمّا الدّكتورة تلحوق، فحثّت على تحرير المجتمع من العنف الذي ليس من الضّرورة أن يكون ثمرة الفقر والبؤس والشّقاء، واستوحت الوثيقة بأبعادها الخلقيّة، موزّعةً أفكارها على أهميّة السّلام بين المكوّنات الاجتماعيّة.
وأكدت أن "الوثيقة هي الاولى من نوعها وهي سباقة الى بناء الحوار ولانها جديدة جدا فهي ستأخذ وقتا وهي تقدمية وجريئة"، مشيرة الى أن هناك "حاجة لدولة الامارات لانها قطب مسالم ومنفتح خاصة أنها ستعمل على تطبيق الوثيقة التي لن تكون حبرا على ورق".
ضو
أما السيدة آنا ماريّا ضو فتحدثت عن ضرورة إيلاء الوضع التربويّ حقّه من قيم الوثيقة ليكون هناك تعلمٌ دينيّ حيّ يُعلي من كرامة الإنسان ورُفعته وعلو مكانته.
وأشارت إلى أن مؤسسة "أديان" تعمل مع منتدى تعزيز السلم ومركز "صواب" في الامارات من خلال دعم مبادرات عديدة تصب في هذا الإطار.
وأجمع المنتدون في نهاية الجلسة الحوارية على أن الوثيقة تؤسّس لإنسانية جديدة، إذ تدعو إلى لقاء البشرية في رحاب التسامح والإيمان والتصافي وأخوة القِيَم.
وأمل الجميع أن تصبح هذه الوثيقة واقعاً ملموساً في وطننا الحبيب لبنان، وأملاً مرتجى في التربية، إسهاماً منها في بناء الإنسان، والتزاماً عملياً في مؤسّستنا التربوية تنقلها إلى ضفاف العصر.
ثم كانت شهادة حياة مع فريق "وجوه حوارية، وبعدها كانت أسئلة للجمهور، ثم قراءة شرعة الأخوّة الإنسانية وتقديمها إلى المنتدين، فكلمة الختام للأخت المديرة في الثانوية كارولين الراعي.
وفي الختام، قدم السفير الشامسي الى إدارة الثانوية درع "عام التسامح"، فيما منح السفير شرعة المدرسة المستوحاة من وثيقة الاخوة الانسانية.