هل ستعود أزمة النفايات لتنفجر بوجه اللبنانيين من جديد، مع ما يُحكى عن تكديس لأطنان النفايات من دون معالجة في مرفق «الكوستا برافا» ومكب برج حمود؟ وهل فعلاً تتجه بلدية بيروت إلى ترحيل نفايات العاصمة إلى إحدى الدول الأفريقية، بعدما أبلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق مجلس الوزراء قرار بلدية بيروت الانسحاب من المناقصات، ونيّتها إطلاق مناقصة لمعالجة النفايات في نطاق بيروت الإدارية بشكل منفرد؟ ما مدى صحة ما نُشر في تقرير لـصحيفة جنوب أفريقيا (التايمز) حول مفاوضات تجري بين لبنان ومدينة «Umdoni» في جنوب أفريقيا لاستيراد النفايات الصلبة من لبنان عبر شركة الخدمات اللوجستية «veriworkz trading» ومقرها في ديربان؟ ومن المسؤول عن تلك المفاوضات؟ وهل سيقف اللبنانيون أمام «شينوك» جديدة؟ تلك الأسئلة وسواها طرحها ناشطو حملة «طلعت ريحتكم» أمس في مؤتمر صحافي عقدوه أمام السرايا الحكومية في ساحة رياض الصلح.
التقرير الذي عرضه ناشطو الحملة نُشر في 16 حزيران، ويكشف عن صفقة تُحضر لترحيل 2.4 مليون طن من نفايات لبنان إلى جنوب أفريقيا مطلع العام المقبل، ما سيؤدي إلى نقل 52 في المئة من النفايات العضوية و12 في المئة من البلاستيك و16 في المئة من الورق و6 في المئة من الحديد و4 في المئة من الزجاج و10 في المئة نفايات أخرى إلى جنوب أفريقيا شهرياً. أمام ذلك بات مجلس بلدية بيروت الجديد مطالباً بتوضيح ما يحدث، عبر تأكيده أو نفيه. وفيما لم يُجب رئيس بلدية بيروت الحالي جمال عيتاني على اتصالاتنا، تواصلت «السفير» مع الرئيس السابق بلال حمد الذي نفى ما ذُكر في المقال جملةً وتفصيلاً، موضحاً أن «آخر قرار اتخذه المجلس البلدي القديم كان التكليف والتعاقد مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدتنا على وضع دفتر شروط لتلزيم ومعالجة نفايات بيروت الإدارية وإعداد توصيف مسبق للشركات التي يمكن لها أن تشارك في هكذا مناقصة، وبالتالي جعل قرارات مدينة بيروت منفصلة عن قرارات الحكومة في ملف النفايات»، مشدداً على أن «خيار الترحيل غير وارد لأنه مكلف جداً ويشوبه الكثير من العوائق».
وعليه، سأل الناشطون في «طلعت ريحتكم»: «من يضمن عدم عودة النفايات إلى الشارع أو إعادتها في حال استشعار عرابي المافيا أن حصصهم غير كافية؟»، مجددين المطالبة بـ «اعتماد آليات لحل الأزمة بعيداً عن نهج الفساد، أي عبر توزيع الأموال المستحقة للبلديات من دون اقتطاع، وتكليف البلديات إدارة النفايات وفقاً لدفتر شروط واضح يقوم على الفرز وإعادة التدوير، واستعادة بقايا النفايات من البلديات على أن تتم معالجتها وطمرها مركزياً».
وعرضوا خلال المؤتمر الصحافي أمس صوراً قالوا أنهم أخذوها يوم الخميس الماضي تُظهر عملية رمي النفايات بشكل عشوائي في بحر صيدا، «ضاربين عرض الحائط ادعاءات شركة «سوكلين» بأن النفايات أُزيلت مئة في المئة من الشوارع». وأكدوا أن «أزمة النفايات هي أزمة حوكمة شاملة لا يمكن أن تحل من دون وضع آليات تنفيذ ومراقبة شفافة، فضلاً عن كونها مشكلة محلية وحلها يبدأ محلياً وليس عبر الترحيل».
وتطرق الناشطون إلى مشروع سد جنة مؤكدين أنه «من خلال إجراء بحث بأقل من ساعتين على الانترنت، يمكن اكتشاف فضيحة الشركة البرازيلية الفاسدة التي يتبجح المعنيون تكلفيها تنفيذ المشروع»، سائلين «أين هي أجهزة الرقابة؟ وما حقيــقة تضــارب المصالح ما بيــن بعض أعضاء مجلس إدارة مشــروع سد جنة والشركة المكلفة إنشاؤه؟ ومن سوف يراقب ويتأكد من تنفيذ جميع الإجراءات المتفق عليها لتخفيف الضرر البيئي؟»
ودعت الحملة جميع المواطنين إلى المشاركة في طاولة «حوار الشعب» غداً في ساحة رياض الصلح من الخامسة حتى الثامنة مساءً، لبحث قوانين الانتخابات.