الثلاثاء 21 حزيران 2016 11:41 ص

الشاعر الفلسطيني خالد الجبور: نتاجي نتيجة لعزلتي في براري أهلي


خالد الجبور شاعر من فلسطين، تلعب أرضه دوراً أساسياً في نتاجه الشعري فنراها موجودة حتى حين كان يكتب للأطفال ثم مع صدور ديوانه «زغب ازرق» ثم ديوان «درويش الجبل» وهو الآن في سبيل إصدار ثلاثة دواوين يقول انها جاهزة لديه. هذا الصوت الفلسطيني الأتي من يطا جنوب الخليل كان لنا معه هذا اللقاء لـ «اللـــــواء»:

* من هو خالد الجبور؟ 
- أمتهن رعاية الأشجار منذ سبع سنوات، أي منذ تركت العمل بوزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة، وعدت إلى مدينتي (يطا) جنوب الخليل، لأنخرط على الفور في رعاية الأشجار وزراعتها كما لو أنني وجدت ملاذي في هذا العمل، حيث إن لي روحاً رعوية، تميل إلى البراري ، وتضيق بالمدن العصرية المزدحمة بكل شيء. 
* كيف يقدم نفسه للقاريء؟
- هذا سؤال مربك لي، فماذا أقول عن نفسي؟! أيكفي مثلا أن أشير إلى ما أنجزته من أعمال أدبية؟! إن كان هذا مفيداً، فقد أنجزت القليل مما أطمح إليه، ونلت جوائز مهمة في أدب الأطفال الذي اعتنيت به إلى حد مقبول لي. أما في مجال الشعر، فقد صدر لي في عام 2008 عن دار شمس للنشر والتوزيع في القاهرة ديوان (زغب أزرق)، ويُعدّ ديوان درويش الجبل هو إصداري الثاني في مجال الشعر، بينما ما زلت أستعد لإصدار ثلاثة دواوين جاهزة للنشر. 
* لماذا / درويش الجبل/ بمعنى لماذا انتظرت كل هذا الوقت لنشر الديوان؟ 
- « درويش الجبل « جاء كثمرة ست سنوات من صحبتي للأشجار، وعزلتي النسبية في براري أهلي، حيث قضيت مئات الأيام في استصلاح الأرض وزراعتها بأشجار الزيتون خاصة، وفي أرض مهددة بالاغتصاب من قبل الاحتلال الصهيوني، وخلال هذه العزلة كثيرا ما وجدتني متوحداً مع عناصر الطبيعة وكائناتها: الريح والمطر والتراب والصخور والطيور والحشرات والغزلان والثعالب... ولولا هذه التجربة لما استطعت أن أنجز ديوان درويش الجبل، علماً بأنني لم أقصد أبدا كتابته على النحو الذي ظهر عليه، فالتجربة عفوية، ولكنها شديدة الخصوصية، إذ لا أظن أن شاعراً عربيا عاش هذه التجربة، وكتبها كما فعلت في ديوان درويش الجبل.
* تأخذ الطبيعة بمكوناتها المتعددة وبالأخص الريف حيزا في قصائدك، ما هي العبرة؟
- لم تكن العبرة واردة في ذهني حين كتبت نصوص درويش الجبل، فكل نص كتبته من هذا الديوان كان أقرب إلى تفريغ حمولة من الحمولات التي أعود بها من البرية، كما لو أن النص كائن مستقل عني، وكل صلتي به أنه عبر من خلالي. 
* أين هو الهم الوطني الفلسطيني من خالد الجبور الانسان والشاعر؟
- يرى الصهاينة الأرض، ولا يرون الفلسطيني الذي يعيش فوقها، في ديواني درويش الجبل يأخذ المكان الفلسطيني دور البطل، وهو ما يمكن أن يتجلى في الجبل، كما يمكن أن يتجلى في ذرة التراب، وفي الحصاة، وفي كل عنصر من عناصر الطبيعة التي احتشد بها الديوان، أما وجود الفلسطيني في فلسطين فهو الوجود الطبيعي المتمم للمشهد، والشاهد عليه.
* هل توافق مقولة موت الشعر لمصلحة الرواية وربط موت القارئ لمصلحة مواقع التواصل الاجتماعي؟
- من هو الجريء القادر على إطلاق مثل هذه الأحكام؟! الشعر فن لا ينافسه فن آخر، وإن راجت الرواية، فلأسباب تخصها ، ولا علاقة للشعر بها، ثم إن الشعر يتخلل كل عمل أدبي، فكيف يموت؟! بالنسبة لتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الكتاب، فهو تأثير مزدوج، إذ يمكن للقارئ الاكتفاء بما يقرؤه على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكن لهذه المواقع أن تحفز القارئ على البحث عن الكتب الجيدة التي يتم الترويج لها على هذه المواقع.
* ماذا قدمت القضية الفلسطينية لنصوصك وماذا قدمت نصوصك للقضية الفلسطينية؟
- نصوصي انعكاس لخصوصية الواقع في فلسطين، لا أكثر ولا أقل.
* كيف ترى الواقع الثقافي الفلسطيني في الداخل والخارج؟
- لعله لا يختلف عن الواقع الثقافي في العالم العربي، وإن بقيت خصوصية الأدب الفلسطيني مرتبطة بالمقاومة ضد الاحتلال الإحلالي الأخير على وجه الأرض.
* هل من كلمة اخيرة؟
- ومن أين أجيء بكلمة أخيرة؟! ليتني أملك كلمة أولى لأقولها. 
حاوره: ميسر نعمان 

المصدر : جنوبيات