الخميس 9 أيار 2019 20:58 م |
كريمة الأمين العام لحزب الله تتحدث عن علاقة السيد بالعائلة والأحفاد |
لا تتحدث ابنة الأمين العام لحزب الله عن صعوبات وتحديات. تفضل الحديث عن الصبر الجميل. وبهدوء الموقن بنصر الله تكسر جدار الصمت. تكشف كريمة الأمين العام لحزب الله في حديث لموقع "العهد" بعض جوانب العلاقة مع الوالد. من إيران الإسلامية، وعلى جانب مؤتمر حول دور المرأة في الإسلام، كان اللقاء غنيا وشيقا كاشفا لخبايا عاشتها ابنة الـ 33 عاماً تحت عباءة الأب والملهم. بابتسامة واثقة، تسهب زينب حسن نصر الله باستذكار أجمل لحظات الطفولة: " كل ما كان قبل حرب تموز كان جميلا، كنت أستطيع زيارة بيت العائلة براحة تامة حيث كنا نلتقي الوالد على الغداء أو العشاء. الراسخ في الذهن والمحفور في القلب صور جميلة كعندما كنا نعود من مجالس أبي عبد الله الحسين (ع) في الصيف، حيث كنت أجلس إلى جانبه ونرتوي سويا من أكواب اللبن البارد." لكن بعد الحرب، تغير المشهد بفعل الخطر الإسرائيلي. عن الصعوبات، تبرق عينا كريمة السيد عندما تستذكر لحظات الطفولة التي بكت فيها الابنة الوحيدة غياب الوالد وانشغاله: "في عمر 10 سنوات، كنت متعلقة به إلى حد كبير وأعيش ألم البعد عندما يطيل الغياب عنا." "أنا أفتخر بكوني ابنة فلان.. هو مصدر عزي ومكانتي التي قد لا أكون أهلا لها" عن علاقة الوالد بالابنة، تقول زينب: "بطبيعة الحال علاقتي به وحبي له هي علاقة الابنة بالأب بعيدا عن الموقعية. إلا أن طبيعة موقعه وعمله يحرمانني إلى حد كبير من كثير من الأمور التي تحب الفتاة في كثير من الأحيان مشاركتها مع والدها، لكن نأمل أن يكون كل ما نتحمله كعائلة بعين الله." "بالنسبة لي تتداخل شخصيتا الأب والقائد معا. كل ما يمكن أن يتبناه من مواقف أو يطلبه من الناس كأب أو قائد هو مصدر التزام بالنسبة لي. وأبعد من ذلك إذا ما كان هناك أمر ما طبيعي أو عادي بالنسبة لأي إنسان ولكنني أعلم انه قد يزعجه فأنا أتجنبه. فهو القدوة والنموذج". الدرس الأكبر الذي تعلمته من والدي هو التواضع. هو إنسان متواضع جدا وعنده من الحياء الكثير وهي صفة أهل البيت وكبار العلماء. فلنأخذ الإمام الخميني النموذج. فمع كل العظمة التي يتمتع بها، انظروا إلى حيائه وبساطة حياته، وهو ما أحبه في والدي. وأعتقد أنها الصفة التي يعشقها الناس فيه. فهم يتحدثون عن تواضعه وإحساسه بالآخرين، كما فعل عندما افتخر بكونه أصبح واحدا من عوائل الشهداء." تدحض زينب فكرة الحديث عن رفاهية ما وميزات خاصة كونها ابنة قائد غيّر ملامح المنطقة وأرهب العدو في مختلف أصقاع الأرض: "نحن أبناء طبقة متوسطة ونحمد الله الذي جنبنا الفقر. ليس بسبب كوننا أبناء فلان. فمعيشتي على سبيل المثال هي من عمل زوجي. وبافتراض أننا كنا قادرين على العيش برفاهية ما ومصدرها مالنا الخاص، يأتي "بيي" "بالجنوبي ليقول لنا هي ممنوع وهي لأ وهون بدنا نراعي". "يمكن أن يتوفر لوالدي وبحكم موقعه أن يعيش برفاهية أكبر لكنه يحب التواضع والحياة الطبيعية جدا. الذين يسعون وراء حياة الرفاهية لديهم توجهات مختلفة. "أكيد أنه لا يعيش تحت الأرض وهو ليس في سجن. كل ما يحتاجه متوفر لديه. وحياته طبيعية بكل جوانبها باستثناء ما يتعلق بحركة تنقلاته ولقاءاته التي تخضع للإجراءات الأمنية." "بالنسبة لي أعيش حياة طبيعية كأم وزوجة. أتسوق وأكمل دراستي الحوزوية وما إلى هنالك." عن هادي تقول: "ترك أثرا وفراغا كبيرين"
" كابنة اثنتي عشرة سنة عند شهادة هادي لا يمكن أن أستحضر الكثير. لكنه كان شخصا خدوما جدا ومتواضعا ومحبا. كانت تجمعه علاقة خاصة بأبي وأمي. فهو كان يحرص أن يتجنب كل ما يمكن ان يكدرهما. " أذكر أنه وبعد بدء عمله في المقاومة غاب لفترة طويلة. وفي إحدى الليالي سمعت صوته يتحدث إلى أمي. قفزت وبدأت أقبله فإذا به يحضر لي هدية. كانت عبارة عن مرآة زجاجية تصدر موسيقى. لا زلت أحتفظ بها إلى اليوم. تخايلي زمطت من القصف بحرب تموز!" وعلى الرغم من كبر الشوق ولوعة الفراق تتحدث الأخت الزينبية عن صبر كبير وجميل...عن فكر وثقافة الشهادة في المدرسة الإنسانية الكبرى " في مدرسة أهل البيت". تستعيد روعة الخطاب في فكر الإمام الخامنئي عن بر الشهادة الذي ليس فوقه أي بر وكيف أن جميع أفراد عائلة الشهيد من أب وأم وزوجة وإخوة وأولاد هم صناع الجهاد والشهادة. "على عاتق عوائل الشهداء مسؤوليات جسام وخاصة الزوجة التي يلقى عليها عبء تربية الأبناء على خطى الوالد الشهيد وبذلك تتم الوصية التي من أجلها بذلت الدماء والأنفس والمهج."
"نحن لدينا النموذج الأمثل والأقدس المتجسد بالسيدة زينب (ع) والتي أكملت درب الشهادة. وهي كمصداق لولا وجوده لما اكتملت كربلاء ولذهب الدم الحسيني هدرا لأنها شكلت رأس حربة في مواجهة المشروع الأموي الذي امتلك أداة إعلامية كبرى وصلت الى الحد الذي تساءل فيه الناس في الشام عند استشهاد أمير المؤمنين في المحراب أوَكان علي يصلي؟"
" لا يغيب أي من تقاصيل نهار شهادة هادي من عقلي. كنت في المطبخ أساعد أمي في غسل الثياب. بدأت الأخوات المقربات بالتوافد إلى المنزل. قلت لأمي هناك شيء ما.. تقوم إحدى الأخوات وتبدأ بالحديث معي عن الصبر والإيمان ممهدة لي بأنه يجب أن أساعدها بإبلاغ أمي بشهادة هادي.
المصدر :العهد |