أكد مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم في كلمة له خلال حفل تخريج "دورة سلاح المعرفة للضباط الاختصاصيين المتمرنين وتلامذة الضباط" في مبنى الكلية الحربية – الفياضية، أنه "يسعدني ان نلتقي بكم اليوم في رحاب الكلية الحربية. هذا المكان العظيم الذي له في عقلي ووجداني ذكريات لا تنتسى. نجتمع لنحتفل معا بتخريج ضباط اختصاصيين وتلامذة ضباط بعد انتهاء دورتهم العسكرية المسماة "دورة سلاح المعرفة"، مشيرا الى أن هذه الكلية خرجت ضباطا كانوا مفخرة للبنان في الأداء والتضحية والعطاء، لكي نستحق وطنا جديرا بالحياة في مواجهة الموت المدفوع من الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري".
ولفت ابراهيم الى أن "احتفالنا هذا، يكتسب أهمية وقيمة مضافة كونه يجسد التعاون والتكامل بين مؤسستين شقيقتين، تعملان بالتكافل والتنسيق لحماية لبنان التنوع، لبنان الرسالة ولبنان الحياة. تشكل هذه المناسبة لحظة مهمة ومطمئنة، وبقعة ضوء في الجمود الذي يضرب البلد ويشله جراء الواقع المرير الذي نمر فيه. يزداد ألق المناسبة توهجا ونحن نمضي في تطوير المديرية العامة للأمن العام بالخبرات والكفاءات المتخصصة، من ضمن الأهداف الوطنية التي وضعناها لبناء وطن آمن بالحرية والكفاءة والمواطنة، وليس بالقمع والالغاء".
توجه الى الضباط موضحا أنه "سبق ان تخرجتم في جامعاتكم بعد مسيرة من التحصيل العلمي، وبفضل شغفكم ومواطنيتكم نحتفل مرة ثانية بتخرجكم للعمل في الحقول الأمنية والقانونية والإدارية. ها انتم تخرجون ضباطا من رحم المؤسسة العسكرية. تنتقلون إلى حضن المديرية العامة للامن العام لتضخوا دما وجهدا نوعيين، متسلحين بخلقية وطنية ومعرفية، وتشكلوا مع رفاقكم جسدا متماسكا يعكس حيوية نوعية ومستدامة لخدمة كل الوطن والمواطنين، وجميع المقيمين، بناء على القوانين والأنظمة، من دون محاباة او تمييز لأي سبب كان. عكس ذلك يعني فشلكم ونهايتكم، ونحن في الأمن العام ليس في قاموسنا فشل وتقاعس وتردد.تخرجكم ضباطا، كل منكم في اختصاصه، يعني انكم طويتم الحياة المدنية التي عهدتموها، وتطوعتم لخدمة لبنان مع ما في ذلك من أكلاف ومشقة تفترضها المهمات التي ستكلفون اياها او الواجبات التي ستؤدونها. كونكم ضباطا اختصاصيين يعني أنكم رافد تقني، وأساس ثابت لا يتزعزع ولا يهتز، في بنيان حفظ الأمن وحفظ وطنكم من خلال احترام قسمكم ومؤسستكم انى كنتم، واينما تواجدتم، ولا هم لكم إلا احترام القوانين والإنسان وكرامته وحقوقه، والتزام السلوك العسكري الذي يبقى ملازما لكم في مسيرتكم التي اخترتموها وانتم اهل لها، واضفاء الحرفية في عملكم لأنكم جزء من الآمال المعقودة على المديرية العامة للأمن العام".
وأشار الى "انني سأكرر على مسامعكم لمرة اخيرة، ستنتقلون من الحياة المدنية إلى فضاء الحياة العسكرية وانضباطها، حيث يمنع انتقال فيروسات الطائفية والمذهبية والمناطقية والمصالح الشخصية والعائلية. ولاؤكم للبنان والانسان فيه اولا واخيرا. اعلموا ان امن لبنان واللبنانيين والمقيمين على أرضه حق لكل هؤلاء. هو واجب سنؤديه ببسالة ومناقبية خصوصا في ظل الظروف التي يواجهها وطننا على كل المستويات الامنية والسياسية الاقتصادية والبيئية وخصوصا الإنسانية منها، كقضية رفاقنا العسكريين المخطوفين، فضلا عن ملف الوافدين السوريين وامور اخرى. كلها عوامل حساسة ومسائل يمنع منعا باتا التهاون في التعاطي معها او التغاضي عنها".
وشدد على أن "تخرجكم جزء من كل. وضعناه في خطة تطويرية منذ تولينا مهماتنا في المديرية العامة للأمن العام، الساعية دوما الى تطور نوعي وكمي في خدمة لبنان، ومن اجل بناء الثقة بالدولة ومؤسساتها.ثقوا بأن المستقبل لن يعطينا اياه أحد. فهو انجاز سنبنيه بالعرق والدم أيا تكن التضحيات. لن نتهاون مع ارهابي او مع عدو".
ومن ثم شكر ابراهيم قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد الكلية الحربية العميد فادي غريب وضباط الكلية والمدربين، وكل من ساهم في انجاح هذه الدورة.