الثلاثاء 4 حزيران 2019 11:54 ص |
فضل الله ام المصلين ودان العملية الإرهابية التي استهدفت الجيش: على القوى السياسية وقف سجالاتها وتصويب الموازنة لمصلحة الفقراء |
* جنوبيات ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي عيد الفطر المبارك من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بعدما أم حشود المصلين الغفيرة الذين غصت بهم ساحات المسجد الداخلية والخارجية، ومما جاء في خطبته: "عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نؤدي واجبا لا يتم الصيام إلا به، وهو زكاة الفطرة، فقد ورد في الحديث: إن من تمام الصوم إعطاء الزكاة، فمن صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له". وفي ذلك إشارة واضحة إلى مدى اقتران العلاقة بالله بخدمة الناس ومساعدتهم، فلا يمكن أن تكتمل علاقة الإنسان بربه إلا بأن يكون عونا لعباده. ولذلك، نجد في الكثير من النصوص الدينية اقتران الصلاة بالزكاة، فلا ذكر للصلاة إلا وهي مقرونة بالزكاة.. وهنا نجد اقتران الصيام بزكاة الفطرة... أن تقف بين يدي الله لصلاة العيد، وقد دفعت هذه الزكاة، يعني أن تدخل الباب الذي يوصلك إلى الله وإلى قربك منه.. فالله لا يريد لعباده أن يعيشوا الأنانية بأنفسهم، وأن لا يبالوا بأن يعيدوا هم ويلبسوا الجديد ويأكلوا ويشربوا والآخرون لا عهد لهم باللبس أو النعم، بل لا بد من أن يمدوا إليهم يد العون بما استطاعوا إلى ذلك سبيلا".
تابع: "لهذا، نقف اليوم لنعلن وقوفنا مع الطبقات الفقيرة في هذا البلد، وهي الَتي لم تنحصر معاناتها بالظرف الاقتصادي الصَعب الذي تعيشه، بل يراد لها أن تزداد فقراً ومعاناةً بفعل الأعباء التي فرضت عليها لسد العجز في الخزينة، والتي أقرت من مجلس الوزراء وينتظر أن تقر في المجلس النيابي، ونأمل أن تحدث تعديلات عليها، وإن كنا غير متفائلين، بعدما وافقت عليها كل القوى الأساسية المتمثلة بالحكومة. نعم، سنسمع خطابات وانتقادات، ولكنها لن تسد رمق الفقراء ولن تقيهم أثر هذه الضرائب. وقال: "هذا العيد يدعونا إلى التمسك بكلِ شبر من الأرض الجنوبية، والتي بذل الشعب اللبناني بمقاومته وجيشه كل غالٍ من أجل تحريرها، وندعو الدولة إلى التمسك بمواقفها التي عبرت عنها بخصوص ترسيم الحدود البرية والبحرية، بما لا يمنح العدو أي تنازل في الأرض ولا في السياسة. وهنا لا بد من أن ندين بشدة العملية الإرهابية التي استهدفت الجيش اللبناني والقوى الأمنية والتي تشير إلى ان لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف والخطر ونحن تدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم والكف عن السجالات والخرتقات والمناكفات لحساب الوطن وإنسانه. وهو يدعونا أيضا إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم لأخطر المؤامرات عليه، من خلال ما بات يسمى صفقة القرن، التي تهدف إلى استكمال العمل لتصفية القضية الفلسطينية وإدخال العدو في النسيج العربي والإسلامي، من دون أن يحدث هذا العدو أي تعديل في سياسته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية ولا في أهدافه التوسعية".
واضاف: "إن هذا الشعب بحاجة إلى تقديم كل ألوان الدعم والعون إليه، وهو لن يكتفِ، كما يراد له، بالبيانات الصادرة عن المؤتمرات، هو يريد المواقف الجادة والفاعلة، بحيث يشعر من يريد إسقاط هذه القضية بأن هذا الشعب لا يقف وحده، بل تقف معه كل الشعوب العربية والإسلامية ودولها، وأن الإساءة إليه إساءة إليها.
وختم فضل الله: "إننا نكرر أن المنطقة لن تحظى بالاستقرار والأمان من خلال قرع طبول الحرب، ولا بالاستقواء بالخارج، ولا بصفقات السلاح.. فالحرب لن تسهم إلا بزيادة المآزق الموجودة حاليا، والدول الكبرى لا تريد إلا مصالحها وثرواتها، وهي لن تقف معنا إلا لتأخذ، ودائما ما تأخذ أكثر مما تعطي، ولكن من دون أن تحل مشكلاتنا إن لم تعمل على تفاقمها.. ولا مدخل للحل إلا الحوار إن أراده الجميع.
المصدر : جنوبيات |