الخميس 6 حزيران 2019 23:32 م |
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 6-6-2019 |
* جنوبيات * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان" تتحرك مياه السياسة الداخلية الراكدة بعد العيد، بفعل شروع مجلس النواب بدرس مواد مشروع قانون الموازنة العامة مطلع الأسبوع المقبل، وسط توقعات بمناقشات حامية لاسيما بعد حادثة طرابلس التي أعادت الحديث عن موازنة الجيش على قاعدة أن الأمن لا يزال يتصدر الأولويات. الجريمة التي هزت طرابلس ولبنان أثارت القلاقل، ووزير الدفاع الياس بو صعب قال لا شك انها ارهابية، مشددا على توجيهات الرئيس عون بكشف الحقيقة. هذا وقد شعيت برعشيت الشهيد حسن فرحات وسط حزن عارم. دوليا، احتفالية إنزال النورماندي تحولت منصة لإطلاق الرئيسين الأميركي والفرنسي مواقف من إيران، وعلى الرغم من لهجتها الحادة إلا أنها بقيت تحت سقف الاستعداد للتفاوض، إذ اتهم ترامب طهران برعاية الارهاب، لكنه استطرد: "نحن مستعدون للحوار معها". هذا ويزور وزير خارجية المانيا ايران الأسبوع المقبل، في اطار جولة بمنطقة الشرق الأوسط تشمل ثلاث دول، يبحث خلالها سبل الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني. تزامن ذلك مع كشف البنك الدولي عن ركود إقتصادي ستعانيه إيران، واصفا إياه بأنه أسوأ مما كان متوقعا من قبل. في هذا الوقت، أشارت معلومات ديبلوماسية إلى تقديم الامارات والسعودية والنروج نتائج تحقيق مشترك حول عمليات تخريب الشهر الماضي في الخليج، لأعضاء مجلس الأمن الدولي. إذن برعشيت تشيع شهيدها حسن فرحات، وبو صعب يؤكد فتح تحقيق وعدم السكوت، قائلا: من المبكر تحديد الوضع النفسي للارهابي.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن" لا صوت اليوم يعلو على صوت الزغاريد الممزوجة بالغصة والحرقة. كل الجهات تحولت جنوبا، وكل العيون شخصت نحو بلدة برعشيت التي استقبلت عريسها الشهيد الملازم أول حسن فرحات ومعها كل أخواتها، من برج رحال وبرج قلاويه وصريفا، حيث احتشد أبناؤها في ساحات الوفاء وأدوا بعضا من واجب لمن ارتقى بشرف وتضحية في سبيل واجبه الوطني. عاد الشهيد الملازم أول حسن فرحات إلى بلدته عريسا ومكرما ومحمولا على أكف رفاق السلاح والأهل، ومغطى بعلم لبنان، فرفعت له المآذن وقرعت له أجراس الكنائس. وزير الدفاع الياس بو صعب قدم التعازي لذوي الشهيد فرحات في برعشيت، وأشار إلى ترقية الشهيد فرحات إلى رتبة نقيب بعد انتهاء عطلة العيد، كما سيفتح التحقيق في اعتداء طرابلس من جديد. ومن ملازم أول إلى نقيب، حمل له الترقية وزير الدفاع الياس بو صعب الذي أعلن مجددا فتح التحقيق في اعتداء طرابلس. أما التدقيق بأسباب اشتعال فتيل الأزمة بين "الوطني الحر" و"المستقبل"، فينتظر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري لترميم التصدعات التي تعرضت لها العلاقة بين التيارين، وبرزت معها مخاوف من الإطاحة "بالتسوية الرئاسية" خصوصا في غياب مبادرات من زعيمي التيارين، وبرودة حرارة الهاتف بينهما مقابل إرتفاعها على مستوى التخاطب. وإلى الواجهة تقدمت اليوم إفتتاحية رئيس تحرير "المستقبل- ويب" وعضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" جورج بكاسيني النارية، والتي اتهم فيها جهة سياسية لا تريد الحريري في السلطة لغايات ونيات وتطلعات، وبقوة صوب بكاسيني سهامه إلى الوزير جبران باسيل ومن خلفه العونييين، متكلما بلسان حال الحريري: اللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم. وعليه فإن الأنظار إلى ما بعد عطلة العيد، وعودة الحياة السياسية إلى زخمها، ولا سيما مطلع الأسبوع من باب الموازنة.
هل صحيح أن هناك أكثر من جهة داخلية وخارجية، تعمل على إضعاف الرئيس سعد الحريري ومحاصرة موقعه في المعادلة السياسية والوطنية؟. السؤال مبرر، في ظل ما شهدته الساحة الداخلية في الأسابيع الأخيرة، وفي ظل الهجمة التي تتعدد أطرافها وغاياتها على اختلاف مشاربها السياسية والاعلامية. وفي الآراء التي تتردد في هذا الشأن، أن هناك جهة تريد من الرئيس سعد الحريري أن يكون جسرا تعبر فوقه لتعود بالبلاد إلى الوراء، وتجد في التفاهم معه فرصة للتطاول على صلاحياته وتفريغ دوره في النظام السياسي. وهناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري، تتحين الفرص لرصد هجمات الآخرين والدخول منها على خطوط التهجم عليه والاساءة إلى دوره من مواقع الدفاع عنه. هؤلاء يهجونه في معرض المدح أو يمدحونه في معرض الهجاء... لا فرق. المهم أن يصاب الرئيس الحريري ولا بأس أن تصاب معه كرامة أهل السنة، إذا كانت النتيجة أن تتهيأ لهم من بعده بيارق الزعامة. الرئيس سعد الحريري اقتحم أسوار تعطيل المؤسسات الدستورية، وأقدم بشجاعة رجل الدولة المسؤول على انجاز تسوية رئاسية، انتشلت البلاد من القعر السياسي لتضعها فوق سكة المصالحة الوطنية واعادة الاعتبار لسلطة الدولة. وهو لن يخجل في ما أقدم عليه ولن يتراجع عن ما اقدم عليه، ولن يتردد في حماية أية فرصة تتيح للبنان الخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعانيه، لكنه في المقابل لن يتهاون في التصدي لسياسات الاستقواء واخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها إلى سكة الاستئثار ومد الأيدي على مواقع السلطة يمينا ويسارا. تجربة الأسبوعين الأخيرين عينة بسيطة عن حالة التذمر التي نشأت عن تلك السقطات السياسية والقضائية، والتي وضعت الاستقرار السياسي في مهب السجالات، وعن الارادة التي يمثلها الرئيس سعد الحريري في مواجهة محاولات الالتفاف على موقع رئاسة الحكومة والحصار الذي تلتقي جهات داخلية وخارجية على القيام به. أما الجهة التي تتصرف بما هو أدهى وأسوأ، فإنها تخرج مع الأسف الشديد من أوكار اعلامية وسياسية تقيم على الرصيف السياسي ل"بيت الوسط"، ولا تكاد أن تلمح تعديا على صلاحيات رئاسة الحكومة حتى تنبري لرفع الصوت بدعوى الدفاع عن الصلاحيات وحماية حقوق السنة في النظام السياسي، وتحميل الرئيس سعد الحريري المسؤولية تجاه هذه الهجمة أو تلك. ولسان حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمة القائلة "أللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فانا كفيل بهم". من ينسى كيف فرشوا للرئيس سعد الحريري دروبا من الورود ليمشي فوقها إلى التسوية الرئاسية وانتخاب العماد ميشال عون، وهناك من ينسى أن الرئيس سعد الحريري هو الذي دفع الاثمان الباهظة لسلوك هذا الطريق، وأن البعض الآخر كانوا من جناة الثمار والأدوار والمواقع. المتطوعون لهذه المهمة يعتلون المنابر، ويستخدمون بعض الأقلام لنشر الأفكار الدنيئة وإشهار الخوف من أن يتحولوا إلى ماسحي أحذية في جمهورية جبران باسيل. من أين لهؤلاء عزة النفس، ومن أين لهم صلاحية الادعاء بأنهم يدافعون عن حقوق أهل السنة إذا كانوا يعتقدون لثانية واحدة، أن في مقدور أي قوة في العالم أن تجعل من مكون لبناني، ماسح أحذية عند هذه الجمهورية أو تلك؟. هدفهم فقط الاساءة للرئيس سعد الحريري، حتى ولو اضطروا إلى أن يكونوا ماسحي احذية. بئس هذا المنطق وهذه النفسية وهذا الشعور الدوني وهذه الأقلام التي تجعل من المواقف الوطنية للمفتي ورؤساء الحكومات السابقين، خناجر لطعن الرئيس سعد الحريري في الظهر. أركان السنة في لبنان متراس في ظهر الرئيس سعد الحريري، وهو على خط واحد وقلب واحد مع دار الفتوى، ومع رؤساء الحكومات السابقين، أما الباقي، فأضغاث أحلام ومحاولات لقنص الفرص.
ليس جديدا على الجنوبيين وداع الشهداء، وليس غريبا أن يوارى شهداؤه العسكريون قرب شهدائهم المقاومين. هكذا كان اليوم المشهد في بلدة برعشيت، مع تشييع الشهيد النقيب حسن علي فرحات الذي جمع مسار وفاء انطلق من الجنوب إلى الشمال، ثم عاد نبراس شرف وتضحية إلى أرض تحتضن تلاحما ماسيا وتكاملا في الانجازات. التشييع المهيب الذي شاركت فيه القرى الجنوبية، لا يطوي فصل جريمة طرابلس الارهابية، بل يفتحها على مصراعيها على قضايا أخرى، مع اعلان وزير الدفاع الياس بو صعب من برعشيت، أن تحقيقا سينطلق غدا لمعرفة أسباب وخلفيات اخراج الارهابي عبد الرحمن المبسوط من السجن، بعد أن أكد ملفه الأمني تورطه بالارهاب. رفع الملابسات المحيطة بالجريمة التكفيرية مطلوب، والتحقيقات منتظرة، أكد النائب حسن فضل الله من تشييع الشهيد فرحات، أما الوطن فيسبقى محميا، ولكن على الأجهزة الأمنية اليقظة والاستنفار على مدار الساعة. ساعات تفصل لبنان عن نهاية عطلة العيد، والعودة بالتالي إلى خضم السياسة وأعطالها وملفاتها التي تتصدرها خلال الأيام المقبلة مناقشة مشروع الموازنة في مجلس النواب بما يحمل من عقد وخروق غير مرغوب بها سجلت في الجلسات الحكومية.
بعد تطورات الأيام الأخيرة، سياسيا وأمنيا، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية: أولا: لا تزال الأخطار الأمنية والسياسية محدقة بلبنان، على رغم أن الوضع الاقتصادي المأزوم استقطب الأنظار في المرحلة الماضية، في موازاة درس مشروع قانون الموازنة، وما رافقه من طروحات ومزايدات. ثانيا: لا يزال اللبنانيون على تصميمهم على حماية لبنان، بالوقوف صفا واحدا خلف الجيش والقوى الأمنية لمواجهة الإرهاب، وبالحفاظ على تفاهماتهم الوطنية العابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، تكريسا لشبكة الأمان. وفي هذا الإطار، تتجه الأنظار اعتبارا من الأسبوع المقبل نحو دار الفتوى، التي ستشهد وفق معلومات الـ OTV حركة زوار ومواقف تصب في هذا الاتجاه. ثالثا: لا تزال مسألة النزوح السوري ترخي بظلالها على المشهد الداخلي، اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، وبمنسوب يرتفع أكثر فأكثر يوما بعد يوم. ولعل في ما جرى أمس في دير الأحمر من اعتداء على سيارة تابعة للدفاع المدني اللبناني، جرس إنذار جديد، لا يمكن لأي مسؤول، كما للحكومة مجتمعة، أن تتجاهله بعد اليوم. رابعا: لا يزال الهم الاقتصادي أولوية، وفي هذا الإطار، يرتقب أن يعود ملف الموازنة إلى دائرة الضوء، مع مواصلة لجنة المال والموازنة لعملها، تمهيدا لإحالة المشروع على الهيئة العامة لإقراره، تماما كمواصلة البحث في سبل الانتقال بالاقتصاد الوطني من الريع إلى الانتاج. خامسا وأخيرا: لا يزال لبنان الرسمي والشعبي، يعول على موسم صيف واعد، أولى تباشيره غدا مع التئام مؤتمر الطاقة الاغترابية في نسخته السادسة، حيث يشارك رئيس الجمهورية في جلسته الافتتاحية، في رسالة جديدة إلى العالم بأن لبنان وطن حي، وأنه يتحدى الموت يوميا بحب الحياة.
لطالما جمعت محاربة الإرهاب والإرهابيين كل اللبنانيين على مختلف مشاربهم، ولطالما تفاخرت الدولة بأن العصبة المتينة بين أبنائها وبين سياسيها، منعت قيام بيئة تحتضن هذه الآفة في ربوعنا، فهل يعقل أن ينسف إرهابي من وزن المبسوط دعائم الحكومة والطبقة السياسية معا، فيبسط أساريره في جهنم حيث هو ويفرح مشغلوه إن وجدوا، بأن جريمته الرباعية أنتجت هذا الكم من الخلافات والإنقسامات؟، وهل هناك ما يضاعف ألم الشهداء ويصور الجريمة وكأنها قضت على مئات أبطال الجيش والقوى الأمنية، أكثر من تناتش التحقيقات واشتعال السجالات السياسية والطائفية العقيمة، كما هو حاصل الآن؟. طبعا لا. إذا وكي لا تكون الطبقة السياسية في شركة مع المبسوط، عليها سلوك طريق التعاون، إنقاذا للمصلحة العليا القائمة حتى الساعة على الإنجازات الأمنية فقط، والعمل على تحقيق نظيف لا يترك نقطة رمادية واحدة في متنه، كي لا يستسهل الإرهابيون تكرار جرائمهم. إنجاز تحقيق نظيف وغير مسيس تنفذه الأجهزة الأمنية مجتمعة برعاية القضاء، يتيح لأهل الحكم والحكومة التفرغ للملفات الحياتية والإقتصادية الملحة، التي خففت العطلة من وهجها ولم تلغها. فبدءا من الأسبوع المقبل على الحكومة التعالي على الخلافات الناشئة، فتعقد جلسة لمجس الوزراء، ما يزيل كل الالتباسات حول مستقبل الحكومة، والتي نشأت بفعل الجفاء الذي أصاب العلاقة بين الرئيس الحريري والوزير باسيل. بعد تجاوز هذا المطب، هناك ورشة الموازنة التي على ما يبدو ستتعرض بندا بندا إلى نقاش عميق وغير سهل، خصوصا إذا صدقنا لجنة المال رئيسا وأعضاء، بأنهم لن يكتفوا بإجراء تعديلات تجميلية طفيفة عليها، بل قد يذهبون إلى حد إحداث تعديلات إصلاحية أساسية في بنيتها، بما يجعلها أكثر رشاقة وفعالية. ولا تنته التحديات هنا، فملف التعيينات الإدارية بركان قائم قد يفجر ما بقي سالما من وحدة أهل الحكم، إذا ظل الجنوح إلى التعاطي معه بفئوية وكيدية وتوغل، قائما.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي" ودع لبنان اليوم الشهيد الرابع للجريمة الإرهابية في طرابلس، النقيب الشهيد حسن فرحات. وإذا كان يفترض بالجريمة الإرهابية أن تشكل حافزا لوضع المماحكات جانبا لاستكشاف مضاعفات ما تسبب به "الذئب المنفرد" مبسوط، وما إذا كان فعلا منفردا أو لديه "رفقة"، فإن ما بعد الجريمة فتح الباب على مصراعيه لسجالات غير منفردة ولاسيما بين طرفي "التسوية الرئاسية"، وقد جاءت الجريمة لتشكل بندا إضافيا من بنود الخلافات المتراكمة. إنها ببساطة، النار فوق الرماد، وقد تأججت اليوم بعد الكلام العالي السقف الذي أدلى به وزير الدفاع، موحيا بأن شيئا ما ما زال مخفيا، قائلا: "لن نسكت عن شيئ نعرفه، والحقيقة يجب ان تظهر". وبلغ سقف بو صعب حد التشكيك بكلام المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان عن الاضطراب النفسي للإرهابي فقال: "من المبكر أن نقول ما إذا كان الإرهابي لديه حالة نفسية". رد "المستقبل" جاء لافتا، إذ نشر نص الحكم الصادر بحق الإرهابي عبد الرحمن مبسوط، وهو الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة بتاريخ 20 كانون الثاني 2017، والذي قضى بتوقيفه سنة ونصف سنة. وبهذا النشر يكون "المستقبل" قد رد على طروحات تعتبر ان الإرهابي حصل على رعاية أو عناية أو تخفيف من تيار "المستقبل". وهذا المساء كان لافتا أن تلفزيون "المستقبل" هاجم من وجدوا في التفاهم مع الرئيس الحريري فرصة للتطاول على صلاحياته. كما هاجم جهات هي من البيئة السياسية للرئيس الحريري. السؤال هنا: كيف ستتطور الأمور؟، وكيف سيكون الوضع على طاولة مجلس الوزراء بين طرفي التسوية، إذا كان الوضع متفجرا إلى هذا الحد؟. وفي ظل أي جو سيتواصل مسار الموازنة؟. ورشة الموازنة تعاود الإثنين المقبل، وسيتم تكثيف اجتماعات لجنة المال والموازنة حتى رفع مشروع القانون إلى الهيئة العامة. وفي الإنتظار اللهيب السياسي بين أفرقاء السلطة التنفيذية متواصل.
ارتقوا في الشهادة، ورصعوا بالنجوم، لكن عريس الجنوب زف اليوم إلى المثوى الأخير، على وعد من ولي الدم بأننا لن نسكت عن شيء نعرفه، ومهما علت الأصوات فلا شيء سيوقفنا. في الرسالة برقية عاجلة إلى من أطلق الحكم قبل التحقيق. نيشن وزير الدفاع على اللواء، حدد الإحداثيات وأطلق موقفا أصاب الموقع الأمني وغطاءه السياسي بالقول: إن ما حدث في طرابلس عملية إرهابية، ومن المبكر التحديد ما إذا كان الإرهابي يعاني وضعا نفسيا أم لا، وهناك تحقيق. وإذا ما سلك التحقيق طريق الحقيقة، ولم يتوار خلف خطوط التوظيف السياسي، عندها تكون الدماء التي أريقت على إسفلت طرابلس لم تذهب "فرق" عملة بين أمن يدار "بأم العريف"، وقضاء ممسوك بخطوط سياسية ساخنة، وسجون يدخلها المتهم "فرخ إرهابي" ويتخرج منها بشهادة عليا في الإرهاب، وبكفالة مالية قدرها ولاء للزعيم ومواكب مرافقة "وحبة مسك". من وجع المجزرة، تجددت صرخة المحاربين القدامى، فأعلنها العسكر ثورة على الحكومة ببلاغ ناري من العيار الثقيل، ساواها بالحذاء، وحذرها من مصير ينتهي بحاويات النفايات، وأعد لها مفاجأة في المكان والزمان والحشد، كل ذلك مؤجل إلى ما بعد عطلة العيد. في وقت انقسمت فيه رؤية هلاله بين معسكرين، فأعاد هلال شوال خلط الأوراق السياسية في المنطقة وبين المحاور، ضم دولا وفرز أخرى. الانقسام العربي الإسلامي التمس هلاله من المرصد الإيراني، وثبت بوجه العداء والولاء لطهران، التي كانت اليوم محور الإنزال الذي قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في النورماندي، والتقى على هامش الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكاد ترامب يقول للإيرانيين: فاوضوني. أما الغائب الأبرز عن احتفال النصر على الفاشية، فكانت روسيا، وللقيصر في رده شؤون، إذ فتح أبواب الكرملين ليدخلها العملاق الصيني، في قمة ثنائية أنتجت اتفاقيات تسمن وتغني عن عقوبات. أما ما لم يثبت مستقبله بالوجه الشرعي فهو السودان الذي دخل مرحلة خيارات أحلاها مر، وباتت المواجهة بين الحراك والعسكر أمرا لا مفر منه، على الرغم من الوساطة الأثيوبية، فإما العسكر وخيار القمع مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات سياسية وعسكرية خطرة، وإما انقلاب من داخل الجيش على المجلس العسكري يقوده الضباط الشباب المناصرون لشعبهم، وإما الفوضى، وجمعة التظاهرات غدا لناظرها قريب.
المصدر : جنوبيات |