السبت 8 حزيران 2019 23:47 م

الفلسطيني جزء من محاربة الإرهاب في لبنان.. صابر مراد نموذجا


* وسام أبو زيد

 

أكدت حادثة تصدي الشاب الفلسطيني اللاجئ في لبنان، صابر مراد لمنفذ الاعتداء الارهابي ومنعه من ارتكاب المزيد من القتل ضد ضباط وعناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي عشية عيد الفطر المبارك، ان الفلسطيني يمتلك ثقافة محاربة الارهاب بالفطرة كونه يواجه منذ اكثر من سبعين عاما ارهاب الدولة المنظم الذي تمارسه دولة الاحتلال بحقه.

ولعل منح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وسام ميدالية الشجاعة للشاب صابر مراد هو خير تعبير عن نبذ شعبنا وقيادتنا لكل مظاهر الارهاب، وتأكيد بأننا جزء اصيل في محاربة الارهاب والتصدي له، وان دعم امن واستقرار لبنان هو مصلحة فلسطينية وطنية، وان العلاقات اللبنانية الفلسطينية راسخة وثابتة واولوية في سياسات القيادة الفلسطينية التي تعمل دائما على تعزيزها.

 وفي حديث لـ"وفا" قال صابر: "قمت بهذا التصرف من دافع انساني بحت، وهذا ناتج عن تربية وثقافة وطنية تربينا عليها في عائلتنا، بحيث نعتبر ان الدفاع عن لبنان وامنه هو واجب مقدس لان لبنان احتضن القضية الفلسطينية وشعبنا وثورته منذ انطلاقتها".

واكد صابر ان تكريم الرئيس محمود عباس له ومنحه وسام ميدالية الشجاعة هو فخر لعائلته وللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشيرا الى ان الرئيس محمود عباس يثمن ويقدر جيدا شجاعة واهمية هذا العمل.

وختم صابر: "ان الوسام يؤكد اننا كعائلة هي جزء من شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان، لديها مرجعية وطنية وشرعية تهتم لأمورهم وتتابع اوضاعهم على كافة الاصعدة وبأدق التفاصيل".

وفي هذا السياق، اعتبر امين سر نقابة محرري الصحافة اللبنانية جورج شاهين، ان ما قام به صابر كان بدافع انساني، وان تدخله السريع جاء من دافع اخلاقي ايضا يتخطى كونه فلسطينيا او لبنانيا او من أي جنسية، مؤكدا انه لم يتحمل ان يرى مجرما يطلق النار على العسكريين والمدنيين من دون ان يتدخل لمنعه في التمادي بارتكاب جريمته.

واشار شاهين الى ان صابر تصرف دون ان يعير اي اهتمام لما يمكن ان يتعرض له، حيث كان من الممكن ان يتحول بين لحظة واخرى، شهيدا خامسا يضاف الى لائحة شهداء الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.

واكد شاهين ان ما قام به صابر ترجم رد فعل ابناء بلده الذين يعانون يوميا من الارهاب الاسرائيلي، وهي تجربة انسانية تتعدى ماهية هويته او عمره او جنسه.

وختم شاهين "يستحق صابر الوسام الذي قدمه له الرئيس محمود عباس الذي يؤكد دائما ان فلسطين وشعبها جزء من محاربة ومكافحة الارهاب في العالم."

بدوره، قال نائب رئيس حزب الاتحاد اللبناني احمد مرعي: "ان منح الرئيس محمود عباس وسام ميدالية الشجاعة للشاب صابر مراد نابع من شعور قومي عربي اصيل بان هذه الامة واحدة، وعندما دافع هذا الشاب الفلسطيني عن لبنان فإنه دافع عن فلسطين ايضا وحقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة، فالتحية لكل من ادرك هذه المعاني السامية لهذا التصرف البطولي."

واكد مرعي ان تصرف الشاب مراد ليس غريبا على ابن فلسطين في ان ينحاز الى لبنان في تصديه الى هذا الارهاب الذي اراد ان ينال من امن لبنان واستقراره، مشيرا الى ان هذا الشاب الفلسطيني المقدام تحرك تلقائيا انطلاقا من ثقافته في مقاومة الارهاب.

واعتبر مرعي انه كما يقاوم الشعب الفلسطيني ارهاب الدولة المنظم للاحتلال الاسرائيلي وكيانه الغاصب الذي ينتهك الحقوق والمقدسات، فإن هذا الشاب انطلق في تصديه للإرهابي من ثقافة فلسطينية عامة تعتبر ان الارهاب مصنع من اعداء فلسطين ويخدم الكيان الصهيوني الغاصب الذي يريد عبر هذا الارهاب تفتيت الوحدة الوطنية، كي تنعم دولة الاحتلال بالأمن على حساب وحدة مجتمعاتنا العربية.

الى ذلك اعتبر عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء ابو كروم ان ما قام به الشاب صابر مراد يعكس حقيقة أن الفلسطيني في لبنان ورغم حرمانه من كثير من الحقوق هو شريك في حماية الأمن والاستقرار ويتطلع إلى التضحية بذاته من أجل هذا الاستقرار لأنه شريك فيه.

واضاف: "وهذا الأمر ليس غريبا عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وليست المرة الأولى التي يحدث بها ذلك، فالتعاون لمحاربة الارهاب بين القيادة الفلسطينية في لبنان وأجهزة الدولة اللبنانية قائم ونجح في استباق كثير من محاولات العبث بالأمن في لبنان."

 واكد ابو كروم ان الثقافة الفلسطينية هي ثقافة غير طائفية وغير مذهبية وليست متطرفة، وذلك رغم كثير من الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في لبنان ورغم المحاولات الكثيرة لتوظيفه واستثماره في الصراعات الدائرة.

وتمنى أن تدفع هذه البادرة بعض الاطراف اللبنانية الى الافراج عن حق اللاجئ الفلسطيني في العمل والتملك، مشيرا الى ان وجوده المؤقت في لبنان لا يتناقض مع سيادة الدولة ولا مع استقرارها بل هو يُكمّلها لأن الصراع مع العدو الإسرائيلي هو من مسؤوليّة الجميع ومواجهة صفقة القرن تتطلّب التكامل ما بين الموقفين اللبناني والفلسطيني، وهذا التكامل موجود وقائم بين الشعبين بدليل ما قام به الشاب.

وحول وسام الشجاعة الذي منحه الرئيس محمود عباس لصابر اكد ابو كروم ان هذا تأكيد فلسطيني من اعلى المستويات على فكرة محاربة الفلسطيني للإرهاب بكافة اشكاله سواء ارهاب الدولة المنظم الذي يمارسه كيان الاحتلال او الارهاب الذي يضرب مجتمعاتنا العربية ويحاول تمزيق وحدتها ولحمتها الداخلية.

من جانبه، اعتبر الكاتب والصحافي اللبناني غسان جواد ان ما قام به الشاب الفلسطيني صابر مراد في مواجهة الإرهابي، عمل شجاع وبطولي وفيه احساس عال بالمسؤولية.

واكد ان هذه صفات الرجل الشجاع الذي تحرك انطلاقا من وعيه الفلسطيني وصفاته الفلسطينية، مشيرا الى ان هذا العمل يساعد في كسر الصورة النمطية التي يحاول البعض رسمها حول الفلسطينيين في الداخل، وفي دول الشتات ويظهر حقيقة الشعب الفلسطيني المحب للبنان وشعبه والمستعد للتضحية من اجلهما.

واكد جواد ان الشعب اللبناني بمختلف فئاته ينظر باحترام وإعجاب لهذا العمل الشريف والشجاع، الذي يعبر عن التلاحم والتضامن بين الشعبين في مواجهة الإرهاب والاحتلال، معتبرا انه سلوك لطالما درجت عليه القيادة الفلسطينية بتوجيهات الرئيس محمود عباس الرافضة للإرهاب الذي يشوه قضايا العرب والمسلمين ويضر بحقوقهم المشروعة في فلسطين والأراضي التي تحتلها إسرائيل.

واشار جواد الى ان الإرهاب هو أحد أوجه تشويه المنطقة، وان الشاب الفلسطيني قام بفطرته بمواجهة عمل يضر بلبنان بقدر ما يضر بقضايانا العربية المحقة.

المصدر :وفا