يبدو ان دار الفتوى في البقاع، اصبحت هدفاً لعرقلة مشاريع مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، من قبل مجموعة من المشايخ المتشددين، الذين يحاولون وضع عصيهم في دواليب عجلة المفتي بأي طريقة، من دون النظر الى نتائجها، وإن كانت «لا تخلو من العمالة».
فبعد الانتقادات التي وجهت إلى الميس، والسعي إلى تعكير صفو العلاقة بينه وبين النائب السابق عبد الرحيم مراد، أتت محاولة فاشلة أول امس من قبل مجموعة من المشايخ السلفيين، بتحريض من العميل المفرج عنه زياد الحمصي، لإفشال حفل توقيع كتاب «زلزال الموساد... في قبضة العدالة»، للزميل هيثم زعيتر في دار أزهر البقاع، ما أحدث هزة في الوسط البقاعي، أعادت ذاكرة البقاعيين الى لحظة الافراج عن الحمصي، واعتداء شبيحته على الزميل عفيف دياب.
وألغيت كلمة الكاتب، واكتفي بكلمة المفتي الميس، راعي المعرض الحادي عشر للكتاب العربي الاسلامي. وحث بعض الحاضرين الكاتب على الانسحاب من الحفل والغاء التوقيع، بعدما رأى عريف الحفل القاضي الشيخ عبد الرحمن شرقية، المحسوب اساسا على قوى الثامن من آذار، أن الكتاب يحمل في مضامينه بعضاً من الاحداث التي «لا يمكن ان نتبناها لأن هناك اكثر من وجهة نظر حيالها». وبحسب أحد المشايخ فإن «اسم الكاتب أوحى للمشايخ المتشددين بأنه من الطائفة الشيعية، فأتت فكرة حذف الكلمة لتخفيف حالة الاحتقان، نتيجة لما سمعناه من البعض عن محتوى الكتاب».
هنا تدخل الميس وحسم الامر، قائلاً: «المؤلف ضيف الازهر»، منوهاً في كلمته بأهمية الكتاب وما يتضمنه. وأضاف: «هذا معرض للكتاب العربي الاسلامي، وهذه ليست المرة الأولى التي يوقع فيها الكاتب في الازهر»، وقال: «إلعبوا غيرها. الكاتب صحافي فلسطيني».
وبحسب مصادر في دار الفتوى، فان الاشكال بدأ عندما أعلن عن توقيع الكتاب وما يحمل في فصوله من وصف الحمصي بـ«العميل البريمو». ويتضمن الكتاب سرداً لملف التحقيق مع الحمصي، مع تأكيد الكاتب ان العميل المزدوج يجب ان يحصل على اذن خطي من النائب العام، لا ان يكتفي بما يحاول هو ان يقوله ويبرره في الوسط الشعبي البقاعي.
وبعد الاشكال، انتقل الكاتب الى معرض الكتاب العربي الثالث والعشرين، في مركز عمر المختار التربوي في الخيارة البقاع الغربي، التابع للنائب السابق عبد الرحيم مراد، موقعاً الكتاب. ولفت زعيتر في كلمة له، إلى دور الامن في احباط وتفكيك شبكات التجسس ونشاطها، الذي بلغ ذروته بعد اغتيال الاخوين محمود ونضال المجذوب في صيدا عام 2006.
من جهة أخرى، أكد زعيتر لـ «الاخبار» أن الهدف من الكتاب، هو ألا تصبح الخيانة وجهة نظر. ولفت إلى ان الاشكال في دار الفتوى فاجأ الجميع كما المفتي.
وقال: إن هذه ليست المرة الاولى التي يوقع فيها كاتب مؤلفاته في الازهر، «انما اتت المحاولة من قبل متضررين لما يتضمنه الكتاب من معلومات تؤكد عمالة الحمصي، لهذا ارتفعت حدة الضغوط على الجهة المنظمة، وأُلغيت كلمتي في الاحتفال، واكتفيت بتوقيع الكتاب». ويذكر ان الكتاب يتحدث عن العشرات من العملاء، ومن ضمنهم علي الجراح من بلدة المرج البقاعية، ورجال دين وضباط من الجيش اللبناني.