السبت 6 تموز 2019 22:53 م |
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 6-7-2019 |
* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان" برزت اليوم زيارة وفد "الاشتراكي" لكل من معراب وبكركي، وتأكيد الوفد على أن المصالحة في الجبل مكرسة لا تهتز. في المقابل، الوزير جبران باسيل نفذ تصميمه على زيارة طرابلس، فقام بها، وشدد على التواصل مع اللبنانيين. وسط ذلك، الرئيس سعد الحريري خارج لبنان في زيارة خاصة ليومين، وبعد عودته يكون بحث في عقد جلسة لمجلس الوزراء. وقيل إن لقاء سيتم بين وزراء "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" بسعي من الرئيس بري والحريري وبدعم من رئيس الجمهورية. وقد حذرت أوساط مالية دولية من ضرورة الاسراع في البت بمشاريع مقررات مؤتمر "سيدر". في وقت ينتظر أن يعمد مجلس الوزراء، بعد انعقاده، إلى الشروع في ورشة التعيينات الادارية. وعلى خط التحرك الأميركي لرعاية ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل، يتوقع أن يبرز شيء ما في هذا المجال، وقيل إن ساترفيلد موجودا الآن في القدس المحتلة وسيعود مجددا الى بيروت. النقطة الأهم التي سيبحثها ساترفيلد هي انعقاد اجتماع الترسيم في مقر "اليونيفيل" في الناقورة، إلا أن المراجع اللبنانية تؤكد على الرعاية الدولية وليس المكان الدولي. إذا زيارة الوزير جبران باسيل للشمال اقتصرت على يوم واحد، بلقاء كوادر "التيار الوطني الحر" في معرض رشيد كرامي الدولي، ولقاء آخر في عكار. زيارة باسيل تزامنت مع اجراءات أمنية مكثفة في مدينة طرابلس، وسط بعض التحركات الاحتجاجية من قبل الاهالي. وأكد باسيل أنه لا يقبل أن يقوم أحد بالهيمنة على أي منطقة تحت مسمى خصوصية.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن" بين جبل لبنان وشماله، توزعت اتجاهات المراصد السياسية اليوم. في الجبل، شيعت بعلشميه ابنها سامر أبي فراج الذي قضى في حادثة قبرشمون الأحد الماضي، وذلك بعدما شيعت الرملية زميله رامي سلمان. وعلى غرار ما أعلن أمس، جدد رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان اليوم، المطالبة بتحويل القضية إلى المجلس العدلي، قائلا إننا سنكون بعد ذلك حاضرين لكل شيء ضمن الأصول التوحيدية وتطبيق القانون على كل من تطاول على أمن الناس. في موازاة مراسم التشييع، تستمر مساعي لملمة تداعيات الحادثة، واحتواء انعكاساتها على المستويات الأمنية والسياسية والقضائية. فعلى المستوى الأمني، سلم "الحزب التقدمي الإشتراكي" خلال الساعات القليلة الماضية اثنين من المطلوبين الرئيسيين إلى الأمن العام، تمهيدا لتسليمهما إلى شعبة المعلومات التي تتولى التحقيق في حادثة قبرشمون. وعلى المستوى السياسي، تنصب المساعي على ردم الهوة بين موقف من يطالب بإحالة ملف حادثة قبرشمون على المجلس العدلي، وموقف من يرفض هذا الأمر، وبالتالي سحب الفتائل التي ما تزال تحول دون انعقاد مجلس الوزراء الذي طار رئيسه سعد الحريري اليوم إلى باريس في زيارة خاصة. في الشمال، حط الوزير جبران باسيل على أجنحة زيارة مثيرة، انطلاقا من طرابلس. الزيارة التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة، حصلت، لكن برنامجها كان متواضعا ومختصرا، واقتصر على لقاء مع كوادر "التيار الوطني الحر" في معرض رشيد كرامي. من هناك، قال باسيل الذي واجهته اعتصامات احتجاجية محدودة، إن زمن الانقطاع عن بعضنا انتهى مع الحرب، واننا لن نقبل أن ينقسم لبنان إلى كانتونات أو خطوط حمر على اللبنانيين. وتحدث عن تهديدات تلقاها من بعض الجهات أدت إلى تغيير برنامج زيارته. رئيس "التيار الحر" غمز من قناة سمير جعجع قائلا: لسنا نحن من اغتال رئيس حكومة من طرابلس، في اشارة إلى الرئيس الشهيد رشيد كرامي. "القوات اللبنانية" ردت على السهم الذي وجهه باسيل إلى رئيسها قائلة له: لا أحد اتهمك باغتيال رشيد كرامي فما هو مبرر دفاعك عن نفسك بهذه الطريقة، وأضافت إن "من عنده مسلة تحت باطه بتنعره". رئيس "التيار الحر" رد على الرد من الشيخ طابا، حيث قال إن النكتة هي أن التيار هو الذي اغتال الرشيد. أما زعيم "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط فغرد قائلا إن طرابلس تحتاج إلى أكثر من طريق للقديسين، وهي ليست بحاجة إلى أحزاب عشوائية غوغائية.
من يسمع موجات الردح والقدح والسجال السياسي التي تطرق آذان اللبنانيين، يتأكد له أن العصفورية السياسية اللبنانية في أسوأ تجلياتها. ومن يعتقد أن استحضار خطاب الإنقسام والعصبيات وفرز المكونات اللبنانية بين مكون آدمي وبين مكون أزعر، يستحق وسام الجنون السياسي عن جدارة واستحقاق. بدل التداعي لوقف مسلسل التصعيد الكلامي والعمل على توسيع رقعة التهدئة وضبط الفلتان السياسي، شهدت الساعات الماضية مباراة عنيفة بالمصارعة الخطابية، من شأنها أن تضع أكثر من علامة استفهام على نوايا الكثيرين تجاه معالجة الأحداث الأمنية الأخيرة وتداعياتها السياسية. فهل المقصود هو استدراج البلاد إلى مأزق أمني، يعيدنا إلى مناخات الانقسام الأهلي والتقاتل الداخلي؟، أم المقصود هو شل العمل الحكومي وتعطيل انطلاقة الدولة نحو البرنامج الموعود للاستثمار الاقتصادي والانمائي؟، أم أن هناك من يجد الفرصة سانحة للانقضاض على التسوية السياسية، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟. الشيء المؤكد في ضوء هذه الأسئلة، أن الناس في واد وبعض القيادات السياسية في واد آخر، وأن الكلام العالي الذي يصم الآذان، يحجب عن اللبنانيين صوت العقل والحكمة، لتحل مكانه أبواق الاحتقان وتأليب النفوس على تعميم الكراهية بين أبناء الشعب الواحد والملة الواحدة. في هذا الوقت، بقي الرئيس سعد الحريري يعزف على أوتار التهدئة، دون أن يخفي انزعاجه الشديد من مواصلة الشحن بكل الاتجاهات، وتحذيره من مخاطر الاستمرار في الخطاب السياسي العشوائي وارتداداته الخطيرة على الشأن الاقتصادي. واذا كان الرئيس الحريري قد غادر اليوم في زيارة عائلية لمدة 48 ساعة، وابتعد عن ضجيج الكلام وقعقعة مكبرات الصوت في غير مكان، فإنه اعتبارا من الأسبوع المقبل يفترض أن يحدد التوجهات المطلوبة على صعيد انعقاد مجلس الوزراء، الذي لم يعد من الممكن تركه أسيرا لاعتبارات سياسية من هنا وهناك.
على أعتاب المهل المنتهية التي أعطتها ايران للأوروبيين للوفاء بتعهداتهم، يقف الخليج ومعه المنطقة. فالستون يوما تنتهي غدا، ويبدأ كلام ايراني جديد، تؤكد من خلاله طهران أنها مقتدرة في نزال الكبار والدفاع عن حقوقها حتى النهاية، بعيدا عن أصوات التهويل وقرقعة التصريحات الأميركية وغير الأميركية. متمسكة بحقوقها تمضي الجمهورية الاسلامية الايرانية، مرتكزة إلى القوانين والأعراف الدولية وبنود الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الست معها، وعادت لتنقضه أميركا مباشرة، وأوروبا مواربة، بحسب التصريحات الايرانية. وبحسب المعطيات، فإن الكلام الفصل سيكون للرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني غدا، الذي سيرسم آلية ايران الجديدة للتعامل مع الاتفاق النووي، ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم. في لبنان، تخصيب سياسي مرتفع زاد من الاشعاعات المضرة للأزمة، وعلى مفترق تاريخي ارتفع الكلام الفئوي والتحريضي. "الحزب الديمقراطي اللبناني" دفن شهيده الثاني سامي أبو فراج في حادث قبرشمون، فأعطى مساهمات إضافية لدفن الفتنة، مع التمسك بمطلب إحالة الملف إلى المجلس العدلي، وحق معرفة الحقيقة ومحاسبة المتورطين، كما أكد رئيسه النائب طلال ارسلان، فيما نفخ متورطون قدامى وجددا في أبواق الفتنة والتهديد والوعيد ضد زيارة الوزير جبران باسيل للشمال، فأطلوا بتصريحات مذهبية فئوية، رد عليها الوزير باسيل من طرابلس بأن حزبه ليس من قطع الطرقات إلى المدينة، وليس هو من قتل ابنها رئيس حكومة لبنان رشيد كرامي، رافضا ما سماه مفهوم الكانتونات الطائفية والخطوط الحمر التي يريدها البعض بين اللبنانيين. وما يريده الجميع هو الهدوء وطي هذه الصفحة، التي أربكت الوطن والمواطن، والسير بالبلاد لمواجهة الكثير من التحديات والاستحقاقات، داخلية كانت أم خارجية.
منذ أسبوع والمشهد الداخلي يتحرك على وقع وايقاع ما حصل في عاليه. لا أحد يتحدث عن الموازنة ولا أحد يحدد موعدا لانعقاد مجلس الوزراء، ولا أحد يأتي على ذكر النفايات، ولا أحد يجرؤ على كشف عدد الوفيات الناتجة عن السرطان والتلوث وحوادث السير والانتحار ونكبة المخدرات والتفلت الأمني والفلتان الأخلاقي والكذب في العالم الافتراضي، وكميات البخور التي تحرق أمام نواطير القبور وسادة القصور ومحترفي الفجور. ملهاة جديدة يؤخذ بها اللبنانيون، كما فعل الامبراطور الروماني فيسباسيان حين بنى الكولوسيوم في روما للترفيه واسكات الناس وصرف أنظارهم عما تقوم به الامبراطورية في الخارج وفي الداخل. لكن ما حصل في عاليه ليس ملهاة بل مأساة: سقوط شهداء، تصدع الوحدة الداخلية، ترنح المصالحة، عودة الخطاب التخويفي، انبعاث الاقطاع بعد قليل انقطاع، احياء نماذج قديمة من الكانتونات والادارات الذاتية من دون استحياء. لكن الأخطر هو وضع هيبة الدولة على المحك، وجعلها موضع شك، واستحضار الشارع مقابل الشرعية والدويلة في وجه الدولة والجنون مقابل القانون. ما يحصل منذ أيام يعكس بأمانة وواقعية المثل القائل: رضي القتيل وليس يرضى القاتل. تحول قطاع الطريق ضحايا وتحول سالك الطريق جلادا. سياسي ورئيس حزب ووزير ونائب يتهم بالاستفزاز لأنه شكر بلدة بطلة على تاريخها ووقفاتها التي حمت الشرعية والجمهورية وكل ذي نفس أبية، فتنطلق حملة ممنهجة من الابتزاز وهدرالمقامات ونحر الكرامات وبتر المصالحات على مذبح الزعامات. ليست القصة زيارة أو جولة أو موقف. كل القصة ميشال عون. معه بدأت الحكاية ومعه تستمر الرواية. بعيدا عن التبسيط والتسطيح: جبران باسيل رئيس "التيار الوطني الحر"، والتيار هو ميشال عون ورئيس الجمهورية هو الذي وقع أول تفاهم مكتوب بين طائفتين، وهو الذي أجرى تسوية سياسية تاريخية مع شريك أساسي، وأول من حظي باحترام مكون مؤسس للبنان الكيان، وأول من أعاد أبناء جلدته ليس إلى الدولة بل إلى السلطة، وأعاد حضورا كريما لهم في مؤسساتها واداراتها وحكومتها وبرلمانها واغترابها من دون منة ولا صدقة ولا استتباع. كل القصة بدأت معه، ومنذاك الحين بدأت متاعبه ولما تزل. الذين اعتادوا لوي الرقاب وثني الركاب والتسكع على الأبواب، هم أنفسهم الذين وضعوا شبابنا في المقابر أو دفعوهم إلى المهاجر، وثكلوا الأمهات، وكانوا أزلاما لمخابرات وسماسرة استثمارات ومتعهدي صفقات ومنفذي اغتيالات. اليوم، ولسخرية الأقدار وسوء طالعنا ونحسنا، أن نستمع إلى رجال الدم يتلبسون سيمون بوليفار وبسمارك وبطرس الأكبر، لكنهم يشبهون أكثر بوكاسا وبينوشيه وستالين وعيدي أمين. كل القصة ميشال عون من الألف للياء، ومن البداية للانتهاء، وما عدا ذلك تعمية والهاء. المعادلة السليمة سهلة: لا عيش مشترك من دون توازن ولا توازن من دون شراكة ولا شراكة من دون ندية، وما عدا ذلك شعارات وترهات ونفاق وكانتونات. يروي الراحل عميد الصحافيين لويس الحاج عن الرئيس الأمير فؤاد شهاب، قبيل انتخابه رئيسا العام 1958، أنه سيضطر إلى مداراة فلان واعطائه ما يريد في عهده المقبل لاسكاته ودرء لسانه. ميشال عون لن يكرر ما فعله الأمير الكبير. هذه المرة التاريخ لن يعيد نفسه.
في السياسة، لا يشبه حق المرور في أرض أو منطقة، حق المرور في مفهومه العقاري، أي أن أحدا لا يمكنه منع مرور أحد الى أرضه، ولو كانت طريقه تمر إلزاميا في أملاك الغير. هذا التشبيه يصح فقط في حال غياب التناغم بين المار ومالك الأرض، فعندها تحمي القوى الأمنية والقضائية أي عابر، تطبيقا لحق المواطن في حرية الإنتقال التي يكفلها الدستور. هذا ما حصل في قبرشمون الأحد الفائت، حيث لم يحظ الوزير باسيل بالحمايات المنوه عنها أعلاه فوقع المحظور، وهذا ما حصل اليوم في طرابلس حيث جنب الجيش الصغير الذي رافق باسيل إلى الفيحاء تكرار حادثة قبرشمون. لكن، هل هذا هو المبتغى من العمل السياسي، أي أن تبنى المتاريس بين الناس والطوائف والمناطق؟. طبعا لا، فبكل بساطة، إن للبنان خصوصية وليس لمناطقه فقط، فدستوره ملبنن وتطبيق القوانين فيه ملبنن، يمتزج فيه الطائفي بالإنساني بالإجتماعي، من هنا تعابير: الصيغة والميثاق والمناصفة، والديموقراطية التوافقية، ومن لا يرى هذا الواقع ويعمل في هديه، وأحب التجريد، أوقع نفسه والبلاد في ما هما فيه الآن. في مقابل النتائج الأمنية لحادثة قبرشمون والتي عولجت وتعالج من قبل الأجهزة المختصة، الحكومة مصابة بعطب كبير، لا علاج له حتى الساعة، في وقت تحتاج فيه إلى أن تكون في أعلى درجات الأداء. كيف لا، ولبنان يسابق الزمن والدول المقرضة والمانحة، ويتخفى عن عيون مؤسسات التصنيف، وتجلده تقارير البنك الدولي، وتذوب أمامه مكتسبات "سيدر". وبعد، هل يمكن الاتكال على لجنة المال التي تعمل ليل نهار، هل في قدرتها الحلول مكان الحكومة وأجهزة الدولة المعطلة؟. تزامنا نقطتان مضيئتنان: الأولى، إعلان الفاتيكان بطريرك لبنان الكبير، الياس الحويك، مكرما على مذابح الكنيسة، هذا البطريرك، ابن حلتا البترونية، قاد طائفته وكل اللبنانيين على درب الاستقلال، رغم ضربات العسكر العثملي وعضات المجاعة في الحرب الكونية الأولى، وصولا إلى لبنان الكبير الذي نعيد مئويته الأولى العام المقبل. المضيئة الثانية، "يوم مع الوطن"، يوم تلفزيوني طويل مع الجيش اللبناني كما لم تعرفونه، غطته الـmtv جوا وبرا وبحرا، في تمارين ومناورات حية، عرف من خلالها الجيش عن نفسه، وتعرف الناس إليه وإلى اسلحته، بالعين واللمس والشروحات، وتفاعلوا مع رجال قواته الخاصة وافتخروا بهم وتماهوا معهم.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي" إذا كان الكل متفق أن عودة الحكومة إلى العمل حتمية، فلماذا هدر الوقت؟. بمعرفة الجميع، لبنان كله أمام أشهر قليلة مصيرية، من المفترض أن تؤخذ خلالها قرارات كبيرة على المستوى الاقتصادي، والأمني الاجتماعي، والأمني والسياسي، وإلا سنصل والبلد إلى جدار مسدود، وربما إلى ما هو أبعد من ذلك. هدر الوقت خطير إذا، والاقتراب من الخط الأحمر اقتصاديا كذلك، وأحداث الجبل أدخلت البلاد في "كربجة" يعمل أكثر من فريق على الخروج منها، على الرغم من تصاعد الخطاب السياسي. اليوم، غادر الرئيس سعد الحريري لبنان في رحلة خاصة تستغرق ثمان وأربعين ساعة، وهو أعطى نفسه مهلة زمنية لا تتعدى نهاية الأسبوع المقبل لعقد جلسة حكومية غير قابلة للانفجار، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وعبر التواصل مع الأفرقاء كافة، تحضيرا لهذا المناخ الذي يفترض حسر موجة التصعيد، فيما البلد يدار عبر microphones، تقول أوساط قريبة من تيار "المستقبل". صحيح أن حوار الـ microphones تنقل في أكثر من منطقة اليوم، لكن الأصح أن الكل يعي أن تخطي التسوية السياسية ممنوع، ما يجعل كل الصراخ تجميعا لأوراق التفاوض، متى حان وقت الجلوس إلى الطاولة، تحت سقف الثلاثية التي رسمها رئيس الجمهورية: تثبيت القانون، تسيير عمل القضاء، والحلحلة السياسية. إلى حينه، لماذا هدر الوقت؟، فلا مصلحة لأحد بحرق البلد، ولا قدرة أصلا لأحد على القيام بذلك، والاستدارة المطلوبة الآن هي نحو mini تسوية، تتناغم مع التسوية الكبرى، التي أعادت الحياة السياسية إلى لبنان.
نجحت العملية ومات المريض. أتمت زيارة جبران باسيل مسارها بين طرابلس وعكار، نزح زعماء المدينة كل في اتجاه، ودبروا سفرات لزوم التخفي. تمكن الوزير القوي من كسب الجولة التي لم يسقط نتيجتها ضحايا خلال العبور إلى الشمال، لكن وزير الخارجية ترك خلفه أضرارا في الأرواح والممتلكات السياسية وفي هيبة الأمن والدفاع. وعلى رأس لائحة الضحايا الذين سقطوا بسبب التدافع، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب الذي قرر أن يشكل مفرزة سباقة إلى رئيس التيار، فهو وصل إلى معرض رشيد كرامي متنكرا بزي "البادي غارد" الذي يفتدي الزعيم، وسبقه إلى تأدية "التجنيد الإجباري": وزير الاقتصاد منصور بطيش الرجل الذي ما ترك وزيره مرة وآزره في كل المحن فصرف له منذ الأمس إذنا بالعبور إلى معرض الرشيد، خلافا للقرار الإداري المتخذ منذ سنوات والقاضي بمنع استثمار المعرض سياسيا. والوزير "الحنون" استخدم بدوره سلطته على رئيس مجلس إدارة المعرض، فكلفت هذه الزيارة سقوط عدد من الشهداء السياسين الذين وقعوا بين قتيل في الحب وجريح في المزايدة. وكان يمكن للفرقاطة الأمنية ألا تتقدم، وللوزراء ألا ينبطحوا، وللمديرين ألا يستزلموا، وعندئذ كانت الزيارة قد مرت بأقل الأضرار الممكنة، لأن الجولات والزيارات، وإن جاءت على شكل عراضات، هي حق مشروع لكل سياسي في أي بقعة أو دسكرة من الوطن، وليس لأي جهة أن تفرض خوات سياسية وعنابر وحواجز على الزائرين. وللوزير كما لغيره حق التنقل و"القفز" أسبوعيا وربما يوميا بين المحافظات، وما من خصوصيات لأحد، ولا تشريع لنظام الملل والمحميات. وبموجب حق إبداء الرأي، فتح باسيل من معرض الرشيد جرح الكرامة، عندما قال: "مش نحنا يلي قتلنا رئيس حكومة لبنان من طرابلس". لكن هذه العبارة أيقظت معراب من سباتها السياسي، وذهبت بعيدا في نقل الاتهام باغتيال كرامي إلى "التيار" نفسه، وقالت لباسيل: "لم يتهمك أحد باغتياله، فما مبرر دفاعك عن نفسك بهذه الطريقة؟ إذ يبدو أن "من لديه مسلة تحت إبطه تنعره"، أو ليصح المثل القائل: كاد المريب يقول خذوني". والرد بحد ذاته كان مريبا، وقد أخذ باسيل فعلا ودفعه إلى استخدامه "كنكتة اليوم". استحضر الشهيد كرامي من سمائه، ولم يأخذ حقا بل نال الباطل مرة جديدة، وأنكر عليه الفعل والفاعل، فيما أهل مدينته غابوا اليوم عن التصريح أو التلميح، وأخذ بعضهم بدس التحذير من الفتن وبتقديم الإرشادات الصحية في أسلوب الزيارات السياسية، كحال الرئيس نجيب ميقاتي، المفتي في الأزمات. وفي مواكب الذين قرروا المغادرة في زمن الجولات، كان رئيس الحكومة سعد الحريري الذي "أخذ بعضه" وذهب في زيارة خاصة لثمان وأربعين ساعة، يتفادى فيها الدعوة إلى مجلس الوزراء، فلا يقيم في منطقة حرجة ولا يتهم بأنه "باش كاتب" منزوع الصلاحيات المستخدمة بتصرف في قصر بسترس. والحريري النازح إلى إجازة في الخارج، سيعود بعد حين إلى جلسة مجلس الوزراء، وسيجتمع الشمل الحكومي، وستكون الأمور "تحت السيطرة"، لكن ليس قبل استكمال عملية الابتزاز السياسي التي أصبحت في كل اتجاه، وآخر عناوينها اصطفاف "الاشتراكي"- "قوات"، وزيارة وفد جنبلاط الموسع لمعراب، مع التأكيد من الوزير أكرم شهيب الضنين على العمل الحكومي، أن الجميع حريص على الحكومة. مجلس الوزراء على "شوار" المساومات، والشارع لم يتأثر بالزيارات، وإلى الجنوب در حيث يتم التحضير لزيارة وزير الخارجية الأسبوع المقبل لمناطق التحرير، ويقوم "حزب الله" هذه المرة بدور المؤازرة لتقديم صورة لائقة بالحليف، و"يا حبيبي يا جنوب". المصدر :وكالات |