شرحد الدكتور طلال حمود في المقالين السابقين المراحل الأولى التي مربها تطوير علاج امراض القلب والشرايين والتي مرت بتطوير غرف العناية الفائقة اتلي خفت بشكل كبير من حالات الموت المفاجئ عند هؤلاء المرضى نتيجة تعرضهم لإضطرابات حطيرة في ضربات القلب في الساعات الاولى من دخولهم للمستشفيات ومن ثم إكتشاف الاسبيرين وتطوير الادوية المذوبة للجلطات داخل الشرايين في حالة الذبحة القلبية الحادة والتي كانت لفترات طويلة العلاج الاوحد المتوفر و الأكثر إستعمالا في تلك الحقبة من تاريخ من علاج هذه الامراض والتي استمر إستعمالها لسنوات طويلة حتى ظهرات الطرق الأخرى التي سوف نستعرضها بتسلسلها التاريخي الدقيق والتي مرت كما يمكن ان نشرحها بشكل مبسط بأربع ثورات متتالية غلى الشكل التالي:
أ-الثورة الأولى( 1977-1986): تطور علاج أمراض القلب والشرايين بالبالون ( angioplasty Balloon):
يعود الفضل في تطوير عملية توسيع الشرايين بالبالون إلى طبيب سويسري شهير من أصل نمساوي اسمهAndreas Gruntzig)) والذي قام في سنة 1977 بأول عملية توسيع لشرايين القلب التاجية بالبالون ، وطوّر بشكل واسع جميع الأدوات التي تستعمل حتى اليوم في هذه التقنية بعد أن هاجر الى الولايات المتحدة الأميركية حيث اعتبر الأب الروحي لهذه التقنيات وعلّم الأطباء الأميركيين هذه التقنية التي لا تزال في تطور مستمر منذ ذلك الوقت. وقد عمل مهندسو وخبراء الشركات الطبية المتخصصة وبتعاون وثيق مع الأطباء على تطوير هذه التقنية وإيجاد وسائل قادرة على توسيع معظم تضيقـات الشرايين تقريباً مهما كانت درجة صعوبتها . وقد تطورت عمليات توسيع الشرايين بالبالون بشكل مهم في تلك الفترة ونافست بشكل كبير العمليات الجراحية ( القلب المفتوح ) بسبب سهولتها وقدرتها على علاج معظم الحالات المرضية. وهناك حاليا في الاسواق انواع متعددة من البالونات والتي لها احجام وطول مختلف بحسب الشركة التي تسوقها وهي تتقسم او تختلف بحسب قدرتها على تحمل ضغط معين للنفخ بحيث اننا نستعمل البالونات التي تتحمل ضغط كبير من اجل فتح الإنسدادات المتكلسة او القاسية جدا. والبالون يتم إستعماله خلال العملية ثم نخرجه من الجسم ولا يبقى في داخل الشريان مثل الروسورات. ومن الممكن للطبيب ان يستعمل خلال العملية الواحدة عدة بالونات لها احجام وانواع مختلفة بحسب ما تستدعيه صعوبة العملية.
ولكن المشكلة الاساسية لعمليات توسيع الشرايين بالبالون كانت منذ بداية إستعمالها, في معاودة الانسداد (Restenosis)التي تم دراستها ومحاولة مكافحتها من خلال أكثر من سبعين دراسة شارك فيها حوالي خمسين الف مريض او اكثر وتم خلالها اختبار عدة أدوية ومواد مضادة لتكاثر الخلايا والالتهابات ومعدلات المناعة ومضادات التخثر وغيرها, دون منفعة كبيرة في كل تلك الدراسات وقد حاول أطباء القلب أيضاً معالجة هذه المعضلة بتقنيات أخرى مختلفة تعمل على تذويب او تفتيت الكتل الدهنية او استخراجها او على منع تكاثر الخلايا الموجودة في منطقة الانسداد مثل تقنيات الليزر والاشعاعات والترددات الصوتية وغيرها (Directional atherectomy Transluminal extraction atherectomy, Laser, Brachytherapy, Rotational atherectomy, Therapeutic ultrasound….). ولكن كل هذه التقنيات لم تلق ايضا نجاحاً كبيرا وسقطت فيما بعد ولم يبق لها مكان سوى في بعض الحالات الخاصة وفي مجال الأبحاث الى ان تم في نهاية تلك المرحلة اكتشاف الرسورات والذي شكل ثورة حقيقية في هذا المضمار.
ب- الثورة الثانية (1986-2001): اكتشاف الروسور ( Stent ) كان من أهم الوسائل التي ساعدت في منع معاودة انسداد الشرايين :
لاحظ أطباء القلب تدريجياً أن عمليات البالون لها اعراض وإختلاطات جانبية مثل إمكانية حدوث تمزق في جدار الشريان قد يؤدي أحياناً إلى انسداده جزئياً أو كلياً وأن المنطقة الموسعة بالبالون يمكن أن تكون عرضة لتكاثر غير طبيعي للخلايا العضلية وخلايا متنوعة أخرى موجودة في جدار الشريان، مما يؤدي إلى معاودة الانسداد بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% خلال الأشهر الستة التي تلي عملية التوسيع ، فعمد الباحثون إلى تطوير تقنيات جديدة لمعالجة هاتين المشكلتين وحدث ذلك لأول مرة سنة 1986 على يد طبيب فرنسي مشهور يدعى (Jacques Puel) الذي وضع جسرا" معدنيا" بشكل روسور أو لولب في المنطقة التي تم توسيعها بالبالون, وقد كانت تجربته ناجحة نسبيا في ذلك الوقت مما كان يسمح بتدعيم جدار الشريان ومنعه من الاطباق السريع بعد التوسيع ويحد ايضا من امكانية معاودة الانسداد عن طريق منع التكاثر الخلايا في تلك المنطقة من الشريان.
ومنذ ذلك الوقت توالت الاكتشافات وطور الأخصائيون بمساعدة تقنيات الليزر أشكالا" هندسية مختلفة ومتنوعة من الروسورات أدخلوا فيها معادن مختلفة: (Stainless steel, Cobalt Chromium, Platinium, Nitinol)، وتبين نتيجة لأبحاث واسعة أن هذا الاختراع لعب دوراً كبيراً في تخفيف العوارض الجانبية لعملية توسيع الشرايين وخفّض بشكل كبير إمكانية معاودة التضييق الى نسب تتراوح بين 10% إلى 20% حسب الدراسات المتعددة التي اجريت في تلك الفترة. وقد أصبحت هذه القطع المعدنية منذ ذلك التاريخ وتحديدا" منذ سنة 1988 الخبز اليومي لأطباء القلب المختصين في عمليات توسيع الشرايين، حيث يقوم الاطباء حاليا بوضع الروسور في حوالي 95% من الحالات وذلك توخياً للفوائد الكبيرة لهذه التقنية واصبح استعمال الروسور شبه الزامي في كل الحالات التي من الممكن فيها تمريره الى مكان الانسداد لان وجود الكلس او الاعوجاجات في الشرايين قد يمنع تقدم الروسور في بعض الحالات.
ج-الثورة الثالثة (2001-2010): تطوير الروسورات المطلية بالدواء أو ما يعرف بالروسورات الذكية (Drug eluting stent or Coated stent):
عمل أطباء القلب في هذه الفترة على تطوير أسلحتهم الذكية وقد عمدوا الى استعمال أدوية مختلفة شملت عدة عوائل من الادوية التي ضمّت مضادات حيوية، مضادات للالتهابات و معدّلات للمناعة ( Interferon, M-Prednisolone, Cyclosporine, Tacrolimus, Transilat, Dexamthazone,)، أدوية تستعمل في علاج السرطانات(Sirolimus, Biolimus, Everolimus, Zotarolimus, Novolimus, Myolimus, Methothrexate, Vincristine,)، ومواد أخرى مشجعة او مسرعة لالتحام جدار الشريان وتغطيته بواسطة الخلايا الجدارية ومواد أخرى لمنع هجرة الخلايا (Paclitaxel, Batimastat, Probucol VEGF, NO donors Estradiol ) وأدخلوها في المعدن المكون للروسور حيث يقوم الروسور باداء دوره المطلوب منه كالعادة ويتسرب الدواء الموجود على غلاف الروسور الى جدار الشريان في المنطقة التي تم توسيعها ويقوم بدوره بمنع الالتهابات او منع تكاثر الخلايا وهجرتها او منع تخثر الدم في هذه المنطقة مما يزيد من فعالية الروسور في مكافحة عوامل معاودة الانسداد ويحد منها. وبفضل هذه الروسورات الذكية هبطت نسبة معاودة الانسداد الى معدلات تتراوح فقط بين %0 الى 5%.
وفي ما بعد, اجريت دراسات اخرى اكدت انه يمكن استعمال هذه الروسورات الذكية بشكل فعال عند توسيع الشريان الأمامي للقلب خاصة في منطقته القريبة من الشريان الأبهر وعند المرضى الذين يعانون من معاودة انسداد داخل أحد الروسورات العادية التي استعملت عنده من قبل وعند المرضى المصابين بمرض السكري وفي الانسدادات الطويلة والمعقدة. لكن المشكلة الأساسية المحدودة التي لا تزال تواجهنا حتى اليوم هي الكلفة المرتفعة لهذه الروسورات بحيث يبلغ سعر القطعة الواحدة منها حوالي 1400 الى 1600 دولاراً أمريكياً ولكن هنا نشير ايضا الى ان الجهات الضامنة في لبنان اصبحت ومنذ فترة طويلة تعترف بهذه الروسورات وتغطي كلفتها مما سهل كثيرا استعمالها على نطاق واسع في لبنان حيث يستعمل منها سنويا حوالي 12000 الى 15000 قطعة. وفي عام 2019 يمكننا القول أنّ كل المرضى تقريبا" في لبنان وفي الدول المتقدمة يستفيدون من هذه الروسورات المطلية بالدواء ولم يبقى سوى القلة القليلة من المرضى الذين نستعمل عندهم الروسورات العادية الغير مطلية بالدواء(المرضى اللبنانيون المعدمين او الفقراء جدا",النازحين السوريين,بعض اللاجئين الفلسطنيين الذين لا يستطيعون تأمين تغطية كاملة لكلفة العملية عبر الأنروا).
د-الثورة الرابعة ( من 2010 حتى تاريخ اليوم):
وهي المرحلة التي حاول فيها أطباء القلب استعمال الروسورات او الدعامات البيولوجية او المتأكلة حيويا أي أنها مكوّنة من مواد غير معدنية تذوب تدريجيا" بعد زرعها داخل الشرايين (Bioresorbable Stent) والتي شهدت ايضا تطوير الروسورات المطلية بالدواء من الجيل الثالث:
ذلك لأن أطباء القلب لاحظوا أن استعمال المعادن في تركيبة الروسورات من الجيل الاول والثاني كان السبب في حدوث بعض المشاكل الجانبية اللاحقة بسبب امكانية حدوث ما يسمى بالانسداد المفاجئ المتاخر في الشريان الذي يوجد فيه هذا النوع من الروسورات المعدنية وذلك بعد مرور سنتين أو ثلاثة على تركيبه داخل الشريان وأن هناك امكانية لأن يكون المعدن غير مغطى كلياً بخلايا جدارية شريانية وأنه توجد بعض بؤر الالتهابات في بعض الأماكن التي توجد فيها هذه الروسورات مما يعرض المريض أيضاً لمشاكل ثانوية أخرى لاحقة. هذا بالاضافة الى أن وظيفة الشريان الذي يوجد فيه روسور معدني لا تكون طبيعية من ناحية تأثره بعوامل الارتخاء او الانقباض لذلك عمد اطباء القلب والخبراء العاملين في هذا المجال الى تطوير نوع ثوري وجديد من الروسورات البيولوجية التي تؤدي وظيفة الروسور العادي المعدني من حيث تدعيمها لجدار الشريان الذي قد يتمزق في بعض الاحيان بعد عمليات البالون و لكن هذه الروسورات الحيوية المكونة من مواد بيولوجية تتآكل وتذوب تدريجياً بعد تركيبها ابتداء من 4 ال 6 اشهر من تاريخ استعمالها الى ان تختفي كليا بعد مرور سنتين من اجراء العملية بحيث لا يبقى لها أي أثر في داخل الشريان وتكون قد أنجزت ما أطلق عليه الأطباء مصطلح التقنيات الترميمية والتصليحية للشرايين (Vascular reparative therapy) وقد استحق هذا الانجاز أن يطلق عليه اسم الثورة الرابعة لأن هذا الروسور يقوم بعمله ويختفي كليا من جدار الشريان مما يسمح للمريض أن يتم علاجه بكل التقنيات المتوفرة في الوقت الحاضر بما فيها الجراحة فيما بعد وأن يعود الشريان الى حالته الطبيعية حيث يعود ليتأثر كما في السابق بعوامل الانقباض والارتخاء وأخيرا يسمح هذا الانجاز باستعمال كل تقنيات التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي دون أي عائق عند المريض وأخيرا يمكن القول انه نظريا,لا يعرض هذا النوع من الروسورات المريض لحالات الانسداد المفاجئ المتأخر التي قد نراها مع الروسورات المعدنية وهذا ما قد يسمح بالمستقبل القريب في تخفيف العلاجات وخاصا تقصير فترة العلاج بالادوية المضادة للتخثر.
وقد تم حتى تاريخ اليوم تطوير اكثر من 15 نوع مختلف من هذه الروسورات البيولوجية التي أدخل في تركيبتها مواد بيولوجية مختلفة (Poly-L- Lactic Acid, Magnesium, Poly-Tyrosine, Polymer Salicylate, Adipic Acid + Salicylate) ومنها انواع مطلية بادوية فعالة في محاربة معاودة الانسداد مثل مادة (Everolimus) وقد اختبرت جميعها عند الحيوان واستعمل بعضها عند الانسان حيث جرى تطوير فعاليتها خلال الثلاث سنوات الماضية وتم التسويق العالمي لنوع منها يدعى (Absorb stent ) من قبل شركة (Abbott) في شهر أيلول 2012 وقد استعمل منه عند المرضى آلاف القطع في مختلف انحاء العالم في لبنان .لكن الشركة التي سوّقت لهذا النوع من الدعامات تحديدا" اضطرت منذ حوالي سنتين الى سحبه كليا" من الأسواق في كل دول العالم لأنّ أطباء القلب لاحظوا وبعكس المتوقع حالات وفيات مفاجئة ناتجة عن ذبحات قلبية سببها انسداد مفاجئ للشريان الذي زرع في هكذا نوع من الراسورات وذلك بعد مرور سنتين الى ثلاث سنوات من زرع هكذا دعامات. لكنّ الخبراء لم يقطعوا الأمل بعد بأن يحلوا هذه المعضلة وقد سوّقت شركة (Biosensors) راسورا" مكونا" من مادة الماغنيزيوم تحت اسم (Magmaris) والذي بدأ استعماله في مختلف دول العالم وفي لبنان منذ حوالي السنة.وتعتبر النتائج الأولية التي ظهرت حتى اليوم مع استعمال هذا الروسور مبشرة وايجابية مما دفع شركات اخرى منها شركة (Abbott) التي سوّقت الروسور البيولوجي الاول في العالم الى الاستمرار في البحث عن الروسور البيولوجي المثالي الذي يذوب بسرعة اكثر ولا يترك بؤر التهابات في جدار الشرايين مما قد يعرض المريض لمخاطر الانسداد المفاجئ والذبحة القلبية المفاجئة. في المقابل وبعد الفشل النسبي لهذا النوع من الدعامات استمر الخبراء في تطوير دعامات مطلية بالدواء من الجيل الثالث وهي خالية كليا" او عليها جزئيا" طبقة خفيفة من الطلاء (Polymer) مما يمنع حدوث ردة فعل سلبية في جدار الشريان عند زرع الراسور ومما يتسبب بحدوث التهابات موضعية فس هذا الجدار ويتسبب بالتالي بحدوث انسدادات مفاجئة ناتجة عن تخثّر الدم على تلك البؤر الملتهبة.وقد شكّل تطوير هذه الدعامات من الجيل الثالث ثورة مهمة أخرى في علاج مرض تصلب شرايين القلب لان هذا الجيل من الدعامات يسمح بايقاف الادوية المضادة للتخثر خلال فترات قصيرة قد تتراوح بين شهر الى ثلاثة اشهر حسب نوع الراسور المستعمل وهذا ما قد يسمح لأطباء القلب بتخفيف جذري لحالات النزيف التي قد نشاهدها عند الاستعمال المطوّل للادوية المضادة للتخثر.
وفي آحر المعطيات العلمية المتوفرة من متابعتي لآخر المؤتمرات والمقالات العلمية في هذا المجال يمكننا الحديث عن إستمرار تطوير انواع جديدة من الروسورات من الجيل الثالث بهدف الحُصول على انواع جديدة من الرُوسورات تسمح بفعالية كاملة وغير مشكوك بأمرها , بإيقاف مضادات التخثّر بشكلٍ سريع اي بعد شهر او شهرين فقط من زرع الروسور. إضافة الى تخفيف سماكة المعدن الذي يتكّون منه الروسور وقد وصلت عدة شركات فعلاً الى سماكة 60 ميكرو متر ، وطوّرت أشكال هندسية رائعة تسمح بتمرير هذه الروسورات إلى اكثر الأماكن تكلُّساً واعوجاجاً وذلك باللعب على الشكل الهندسي للروسور وجعله يسير بشكل لولبي سريع داخل الشرايين . كذلك هناك نجاح وسعي مُستمر للحصول على روسورات من المُمكن توسيعها ببالونات قُطرها أوسع. وهي قد تكون مُخصصة مثلاً لزرعها في النهر الكبير الأيسر ((Left main كما شرحنا في مقالات سابقة لأن قُطر هذا الشريان كبير ولكنه يتفرَّع بسرعة الى شريانين او ثلاثة قُطرها اصغر. ولذلك هناك حاجة لتوسيع فوّهة الشريان ببالون اكبر.
واللافت في هذا المجال ايضا, ان معظم الشركات الكبرى اصبح لديها روسورات من الجيل الثالث ودخول تقنيّات النانو في هذا السباق. فقد طورّت شركة اميركية روسور اسمته Cobra) ) وطورت شركة صينية اخرى روسور آخر اسمته (Nano+ TM ) والأكيد ان شركات كثيرة اخرى اخذت او هي سوف تأحذ هذا المسار الذي يسمح بواسطة تقنية النانو بتشكيل ثقوب صغيرة جداً في جدار المعدن الذين يُكوّن الروسور ، ومن ثم بوضع المادّة الفعّالة التي تمنع تكاثر الخلايا وتمنع بذلك مُعاودة إنسداد الشريان دون إستعمال مواد صناعية مُختلفة لتغليف الروسور او طلائه بها وليتم بعد ذلك غرس الدواء في داخل هذا الطلاء . هذه المواد تُسمى ال (Polymers) وهي مواد يشك الأطباء بأنها تبقى في جدار الشريان لفترات طويلة وقد تُشكل بؤر للإلتهابات ولتجمُّع خلايا المناعة في هذا المكان وبالتالي قد تُعرّض المريض لأن يُصاب بحوادث قلبية حادّة في حال تمّ إيقاف مُضادات التخثّر بشكل مُبكر. ولذلك فإن الشركات اتجهت لإستعمال تقنيّات تُخفف قدر الإمكان من إستعمال هذا الطلاء او ال (Polymer) او إستعماله بأقل كمّيات مُمكنة او وضعه فقط على الروسور من الناحية التي تكون على تماس مع جدار الشريان . او عمدت إلى إستعمال انواع من هذه المواد تذوب تدريجياً في الجسم (Biodegradable polymers) او لجئت وهذا ما هو الإتجاه السائد حالياً إلى إبتداع طُرق لا تستعمل ابداً هكذا مواد (Polymer free stents ) والهدف من كل ذلك هو تقصير فترة العلاج بواسطة مُضادات التخثّر الى اقل فترة مُمكنة والتخفيف قدر الإمكان من حالات النزيف التي قد تنتج عن تناول هكذا ادوية خاصة عند المرضى المتقدمين بالسنّ او الذين يعانون من مشاكل تزيد من مخاطر النزيف عندهم: المرضى المتقدمين بالسن، مرضى القصور الكبدي، القصور الكلوي, او الذين يعانون من مشاكل في الدم او من قرحة المعدة اوغيرها او المرضى الذين يتناولون ادوية أخرى مضادة للتجلط.