الإجهاد المزمن يجعلك أكثر عرضة للأمراض. تسعون في المئة من زيارات الطبيب هي للشكاوى الصحية المرتبطة بالتوتر. إن الارتفاع المستمر لهرمونات الإجهاد لا يجعل جسمك مريضا" فحسب ، بل يؤثر سلبا" على دماغك أيضا".

بعض أعراض التوتر المرتبطة بالدماغ ستكون واضحة لك ، مثل فقدان الذاكرة ، وضباب الدماغ ، والقلق.ولكن معظم هذه الآثار من الإجهاد على الدماغ هي "وراء الكواليس".

عندما يصبح الإجهاد مزمنا" ، فإنه يغير وظائف دماغك وحتى هيكلها إلى مستوى الحمض النووي. أنت لا تلاحظ حدوثها ولكنك ستلاحظ الآثار الجانبية في النهاية..

قام باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن ، باستكشاف تأثير التوتر على الدماغ ونشروا هذه التأثيرات في مجلة علم الأعصاب.

في دراستهم ، عمل الباحثون مع مشاركين بمتوسط عمر 49 وغير مصابين بالخرف.

طلب المحققون من كل مشارك الخضوع لفحص نفسي. كما قاموا بتقييم ذاكرة كل مشترك وقدراته على التفكير. لغرض الدراسة ، قاموا بتقييم هذه القدرات مرة أخرى بعد فترة 8 سنوات.كما  قدم جميع المتطوعين عينات الدم.

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من هرمون الكورتيزول في الدم لديهم ذاكرة أفقر بكثير بالمقارنة مع أقرانهم الذين لديهم مستويات كورتيزول طبيعية. الأهم من ذلك ، كان ضعف الذاكرة موجود في هؤلاء الأفراد حتى قبل الأعراض الواضحة من فقدان الذاكرة .

ظلت هذه النتائج ثابتة حتى بعد تعديل الباحثين لعوامل التعديل ، مثل العمر والجنس وعادات التدخين ومؤشر كتلة الجسم (BMI).ويقول مؤلف الدراسة الدكتور جوستين"الكورتيزول يؤثر على العديد من الوظائف المختلفة ،لذلك من المهم التحقيق تماما" كيف المستويات العالية من هذا هرمون تؤثرعلى الدماغ."

كما وافق 2018 مشاركا"، على الخضوع لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي ، بحيث يتمكن الباحثون من قياس حجم دماغهم.

في المجموعة التي لديها مستوى عالي من الكورتيزول، يبلغ  حجم دماغها88.5 في المائة من إجمالي حجم الجمجمة مقابل 88.7 في المائة من إجمالي حجم الجمجمة في الأشخاص الذين يعانون من مستويات الكورتيزول العادية.

وتقول الدكتورة إشوفو تشوغوي:"لقد كشف بحثنا عن فقدان الذاكرة وتقلص الدماغ لدى الأشخاص في منتصف العمر قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور" .

وينصح فريق الدراسة ،أن يستشير الأطباء جميع الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكورتيزول.