السبت 27 تموز 2019 19:45 م

المؤتمر الشعبي يحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو الناصرية في طرابلس بمشاركة السفيرين المصري والفلسطيني


* جنوبيات

أقام المؤتمر الشعبي اللبناني في الشمال مهرجاناً شعبياً حاشداً في الذكرى السنوية لثورة 23 يوليو الناصرية في فندق كواليتي إن في طرابلس بحضور: مقبل ملك ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، سفير جمهورية مصر العربية نزيه النجاري، سفير فلسطين أشرف دبور، خلدون أيوب ممثلاً الوزير حسن مراد، طنوس فرنجية ممثلاً رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية والنائب طوني فرنجية، جيف الدويهي ممثلاً الوزيرة السابقة نائلة معوض والنائب ميشال معوض، احمد الخير ممثلاً النائب السابق كاظم الخير، محمد هرموش ممثلاً نقيب المحامين في طرابلس محمد المراد، رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في الشمال طه ناجي، عبد الله الشمالي ممثلاً رئيس حركة الناصريين المستقلين- المرابطون مصطفى حمدان، ابو جهاد فياض ممثلاً أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، وحشد من ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية و فعاليات نقابية وتربوية وشعبية ووفود من عكار وبيروت واقليم الخروب والعرقوب والجنوب، وتلقت قيادة المؤتمر الشعبي في الشمال برقية تهنئة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون تمنى فيها " دوام النجاح والتوفيق للمؤتمر في أعماله الوطنية وأنشطته في مختلف المجالات".

استهل المهرجان بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد اتحاد قوى الشعب العامل، ورحبت المحامية لاراماندا السحمراني بالحضور قائلة "طرابلس كانت دائماً تتصدر راية الكفاح ضد الصهيونية والاستعمار ومهما تعرضت الى محاولات إهمال وإضعاف و تآمر على دورها الوطني فإن أحرارها يظلون خزاناً نضالياً للدفاع عن وحدة لبنان وعروبته واستقلاله وعن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين".

 

المصري

وألقى مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس المحامي عبد الناصر المصري كلمة جاء فيها" ليس غريباً على طرابلس أن تحتفل بذكرى الثورة الناصرية، وهي التي خرجت بشيبها وشبابها ونسائها في شوارع المدينة وأزقتها، يوم الرحيل المفاجئ لقائد الثورة، وهي التي زحف أبناؤها الى الشام لإستقباله زمن الجمهورية العربية المتحدة، لقد كانت تتابعه في كل خطواته وتنتظر خطاباته الثورية كأي مدينة عربية أخرى آمنت به قائداً عربياً ملهماً رفع من شأن العرب ووحد شعوبهم، وهي التي وقفت ضد مشروع حلف بغداد الذي أراد أن يحاصر عبد الناصر فكان لها كلمتها ضد الحكم الشمعوني المعادي لعبد الناصر، كما لا ننسى  الصداقة التي جمعت دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي والقائد الخالد جمال عبد الناصر، وهنا اسمحوا لي أن ألفت أن الانجازات اللبنانية المؤسساتية الرسمية التي يتغنى بها اللبنانيون، أقصد مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أنشئت في عهد رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب ورئيس حكومته الشهيد رشيد كرامي يوم العز القومي، يوم كان للأمة قائد يدعم أحرارها ويقف الى جانب فقرائها.

وأضاف" في زمن صفقة القرن المشؤومة وترامب المجنون، نؤكد أن لا خوف على فلسطين الا من المهرولين نحو التطبيع، فطالما أن هناك أمهات تلدن الأبطال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، لا خوف على القضية، وما نحتاجه اليوم قبل الغد هو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام، أما عن موضوع الأخوة الفلسطينيين في لبنان، فنقول لوزيري العمل والخارجية، لا يا سادة، الشعب الفلسطيني ليس أجنبياً، إنهم أشقاؤنا المظلومون المطرودون من أرضهم، وعلينا واجب حسن معاملتهم واكرامهم فهم بيننا منذ 70 عاماً، ومن حقهم أن يعيشوا بكرامة ويكون لهم تشريعات خاصة توفر لهم حياة حرة كريمة وعملاً لائقاً وسكناً انسانياً، فكفاكم مزايدات طائفية بغيضة وتحججاً بالقانون الذي تتهدم قواعده يومياً بممارسات أهل السلطة وليس بسبب التاجر والعامل الفلسطيني".

النجاري

وألقى سفير جمهورية مصر العربية نزيه النجاري كلمة جاء فيها" يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم في مدينة طرابلس العزيزة للمشاركة في هذا الاحتفال الخاص بذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو بدعوة كريمة من الأخ كمال شاتيلا الذي نعتز به كثيراً كأحد أهم رموز العمل القومي العربي وأحد المخلصين لمبادئ ثورة يوليو وإرث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويأتي هذا الاحتفال بعد أيام قليلة من الاحتفال الرسمي الذي تشرفت باستضافته في ذكرى الثورة بحضور رفيع من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين ليمثل إضافة متميزة لاحتفالات الثورة هذا العام لاعتبارات عديدة أولها لأنه يقام في مدينة طرابلس التي نعتز بها كثيراً وتحظى مصر بمكانة خاصة في وجدانها، والتي نلمس فيها دائماً مشاعر الحب والتقدير الكبيرين لمصر، ونشعر فيها أننا وسط أهلنا واشقائنا، يضاف إلى ذلك أن هذ الاحتفال يحمل طابعاً شعبياً يكمل الاحتفال الرسمي ليؤكد على خصوصية العلاقات التاريخية بين مصر ولبنان على كافة المستويات الرسمية والشعبية، وإن وجودنا هنا اليوم يؤكد أن ثورة يوليو لم تكن حدثاُ مصرياً فقط بل كانت حدثاً عربياً بامتياز، وأن صدى الثورة الذي امتد إلى كافة المدن العربية لا يزال يتردد حتى الآن ويمثل مصدر الهام لأجيال متعاقبة من العرب بما تجسده من أحلام الاستقلال الوطني والإصلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وأضاف" واليوم وإذ يمر عالمنا العربي بلحظة تاريخية فاصلة تتحدد فيها مصائر الدول والشعوب أمام مخاطر متنامية تهدد بقاء مؤسسات الدولة الوطنية والحفاظ على وحدة شعبها واراضيها، فإننا بحاجة ماسة إلى استدعاء عروبتنا لنتمكن من التصدي لكافة المشروعات الدخيلة التي تستهدف النيل من بلادنا العربية وتسعى لتقسيمها على أسس طائفية وعرقية ومذهبية وتصدر لنا، بدعم أطراف داخل وخارج العالم العربي، إرهاباً وتطرفاً يهدد أمن واستقرار بلادنا ووحدة شعوبها. 

إن مصر تعمل على مواجهة هذا الوقع العربي والإقليمي الدقيق تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي انطلاقاً من رؤية وسياسة مصرية واضحة تغلب مبدأ الحلول السياسية ودعم مؤسسات الدولة الوطنية وفي طليعتها الجيوش الوطنية التي تخوض حرباً ضروس مع جماعات وتنظيمات إرهابية مجرمة، وهنا يجب أن أتوقف لتحية جيش مصر الباسل وجيش لبنان الشجاع اللذان يقفان في خندق واحد ويخوضان معركة واحدة دفاعاً عن أمننا، ويقدمان شهداء عن الوطن نحتسبهم عند الله سبحانه وتعالى، فتحية كبيرة منا لأرواحهم ولذويهم الكرام"

وأشار" إن مناسبة كهذه لا يجوز أن تمر دون أن نحيي الشعب الفلسطيني العظيم الذي لا يزال صامداً رغم كل الظروف والتحديات، وينبغي علي هنا أن أؤكد التزام مصر التاريخي بدورها حيال اشقائنا الفلسطينيين وللقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية، واستحضر دائماً الموقف الذي الذي يتبناه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضوح في كل المحافل، عندما يؤكد على أن أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يتم وفق ثوابت المرجعيات الدولية وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، وعلى نحو يضمن حقوق وآمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وهو الموقف الذي نحرص دائماً على التعبير عنه لدحض أية مزاعم خبيثة تطرحها بعض المنابر والأقلام أحياناً للإيحاء زوراً بتراجع الدعم المصري والعربي للقضية الفلسطينية، كما أود أن أؤكد أن مصر لن تتخلى يوماً عن دورها الرئيسي في السعي نحو مصالحة وطنية فلسطينية تنهي الانقسام ايماناً منا بأن وحدة الشعب الفلسطيني هي خط الدفاع الأول أمام ما يحيق بهذا الشعب العظيم من مخاطر وتحديات".

وختم" أجدد التعبير عن سعادتي بهذا الاحتفال الكبير، وأتوجه بالتحية إلى طرابلس وإلى شعب لبنان العظيم المكافح الذي قدم ولا يزال يقدم الكثير إلى أمته العربية، واسمحوا لي نهاية أن اتوجه بشكر وتقدير خاص للسيد كمال شاتيلا الأمين على عهد الوطنية والعروبة والذي نعلم علم اليقين تعلقه وحبه لمصر متمنياً دوام الصحة والتوفيق".

 

دبور

بدوره سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور قال في كلمته" في هذا اليوم، يوم عبد الناصر الذي استقبل الرمز ياسر عرفات بعد معركة الكرامة عام ١٩٦٨ وخلال اللقاء سأله ماذا فعل المقاتلون الفلسطينيون في هذه المعركة وانتصروا، فرد عليه الرمز ابو عمار: اطعمنا لحومنا لجنازير الدبابات وقلنا لن نركع عندها خاطبه الزعيم جمال عبد الناصر ان هذه الثورة وجدت لتبقى وهي أنبل ظاهرة عرفها التاريخ، وهنا نقول لهذا الزعيم الخالد والذي منذ ان وعينا على هذه الدنيا وعينا على كلماته والتي انغمست  في ادمغتنا: ستبقى في قلوب الملايين  يا جمال كما نقول للزعيم ابو عمار وبالتأكيد ومن عرفه وقد كان هنا في هذه المدينة البطلة التي احتضننه وتحتضن الشعب الفلسطيني اليوم نقول له: انت يا ابا عمار باقٍ فينا وفي قلوبنا ابدا"

وأضاف"23 يوليو، ثورة نَقلت الأَمر ليد صاحب الأمر، الشعب المصري العظيم، أصبح قرارُه بتقريرِ مصيره بنفسِه، وبتحقيقِ أمانيه بإدارة ثرواته، والإمساك بحقِّ إتخاذِ قرارِاتِه دون تدّخل من أي جهة خارجية كانت، وكان التحوّلُ الإستراتيجي الأساسي الذي أَحدثته ثورة يوليو بأن حوَّلت مصر من مرحلةِ التجربة الثورية القومية الى مرحلة تغيير معادلة الصراع مع المشروعِ الصهيوني الممتدّ على كافّة الجَبَهات العربيّة، وغيّرت الوضع العربي العام من حالةِ الإستِلاب الكامل للإرادة السياسية إلى الإمتلاك الكامل للإرادة السياسية، وإسترداد الحريّة المفقودة نتيجةً للإستعمار، واستقلال القرار وتعزيز الإيمان بتحقيق الوحدة العربيّة المفقودة وصولاً لتحقيقِ الأهداف بتحرير فلسطين التي تصدّرت الأجندة الأساسية للثورة قولاً وفعلاً".

وأشار" كان لإنطلاقة الثورة الفلسطينية الإنعطافة لدى الشعب الفلسطيني بالتحوّل من حالة اللجوء إلى جمرة الثورة، ولقد شكل التفاف الشعب العربي الواسع حولها سواءً بالإنخراط في صفوفِها ودعمها إضافةً نوعيّة للفكرة التي جسّدتها ثورة يوليو ممّا أوجد حالة عربية متماسكة من التصدّي للمشروع والحلم الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، إنَّ محاولات تحقيق الحُلُم الصهيوني لم تتوقّف بعد حيث إعتبرَت انّ ما شهدته منطقتنا العربية من أزمات ومرورا بمراحل دقيقة وحسّاسة، تمهيداً في الطريق لتحقيق هدفها، وتوّهم التحالف الصهيوأمريكي بأنّ الأجواء أصبحت مؤاتية لطرح صفقات ووُرش بهدف إعادة تعريف الصراع وطُرق حلّه بعيداً عن القانون والشرعية الدولية، محاولاً بذلك تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الأرض الفلسطينية والأراضي العربية المحتلّة وإستبداله بواقع جديد يلّبي مصالح وطموحات المُخَطط الصهيوني ودولة الإحتلال الهادفة لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني برّمته وضرب وحدة الوطن وتجزئته، وتمادي الكيان الصهيوني بإجراءاته العنصرية التعسفيّة على الأراضي الفلسطينية بتكثيف الإستيطان ومصادرة الأراضي والاعتداء على المقدسّات الإسلامية والمسيحية، في محاولة لتهويد القدس العاصمة وطمس هويتِها الوطنية وإفراغها من سكّانها الأصليين، وخاصةً ما قامت به دولة الإحتلال مؤخراً وصلت ذروتها بهدم وتدمير عشرات الأبنية دفعةً واحدة وبطريقة  ممنهجه ومُنظّمه مدعومة  من الإدارة الأميركية، وخلال انعقاد  جلسة لمجلس الامن الدولي لاصدار بيان يدين هذا العمل، صوتت ١٤ دولة مع فلسطين بينما  امريكا لوحدها وقفت الى جانب الاحتلال، وهذا أحد أوجه الإرهاب المنظّم وخرق وتحدي واضح للقانون والشرعية الدولية. هذا الأمر لا يمكن تصنيفه إلاَ بإعتباره تطهيراً عرقياً وجريمة ضدّ الإنسانية لا يمكن السكوت عليها. إننا لن نرضخ للإملاءات وفرض الأمر الواقع على الأرض بالقوّة الغاشمة وتحديداً في مدينة القدس، وإنّ كل ما تقوم به دولة الإحتلال فيها من إجراءات غير شرعي وباطل وكما قال السيد الرئيس محمود عباس خلال كلمته امام القيادة الفلسطينية والتي حدد بها الموقف الفلسطيني" .

وأكد" إنّ لبنان الذي إستقبل إخوته الفلسطينيين إثر نكبتهم في وطنهم وطردهم من أرضهم وإقتلاعهم من منازلهم قسراً ولجوئهم إلى هذا البلد الشقيق وانتم تعبير عن هذا الاحتضان اللبناني لابناء شعبنا الفلسطيني ونحن عايشنا وشهدنا كم قدم لبنان للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونعلم ما تكنون لشعبنا فلكم منا كل التقدير . ولا يمكن للشعب اللبناني الذي إستقبل وإحتضن شعبنا إلاّ أن يكون كما عهده شعبنا وبعد 71 عاماً من وجوده القسري يقف دائماً الى جانبه ويدعم حقوقه الانسانية بان يحيا كريماً عزيزاً كما اقرت المواثيق والاعراف الدولية لاي لاجئ في العالم  كما يدعم حقه بالعودة الى فلسطين الوطن الذي لا بديل عنه ويتمسك به شعبنا كما تدعمونه  من منطق الحق لا من منطق اذهبوا وغادروا وايماناً منكم بان فلسطين وطننا الذي يجب ان نعود اليه ونهنئ وأطفالنا به كما اي شعب اخر".

وختم" إنني أُحيي شعبنا الفلسطيني في لبنان على تماسكه ووحدته وحدة موقفه وحفاظه على المظهر الحضاري في التعبير عن معاناته واليوم شاهدنا ذلك في كافة المخيمات، ومطالبه بحياةٍ كريمة وإلتزامه بالقانون وحرصه على تكريس وتعزيز العلاقة المتينة التي تجمعه بأشقائه اللبنانيين على كافّة المستويات، وتأكيده على التلاحم اللبناني-الفلسطيني الذي ظهر جليّاً من خلال المواقف الرافضة لصفقة القرن وورشة المنامة ومن الكل اللبناني دون إستثناء، وفعلاً كان الموقف اللبناني المتميز الداعم الاساسي للشعب الفلسطيني في رفض هذه الصفقة، وهذا الموقف مُقدّر منّا جميعاً، بل وساهم في دعم الموقف الفلسطيني الذي عبّر عنه فخامة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وكافّة شرائح المجتمع الفلسطيني".

 

ناصر الدين

وألقى الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين قصيدة من وحي المناسبة جاء في أبياتها:

" يا ترامب صفقتكم بدءٌ لصفعتكم     

من فلسطين يأتي أول الشرر

نحتاج قرناً لتطهير الأماكن من

  أنجاسكم ومن الاسفاف والبطرٍ

كذلك نحتاج قرناً آخراً ولما

  ألحقت بالكوكبٍ الأرضيٍ من ضررٍ

وأمة العلم والدولار أمتكم

  بفضل قرنيك عادت أمة البقرٍ"

 

شاتيلا

وألقى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا كلمة جاء فيها" نحتفل بالثورة ليس فقط إحياء لذكراها وتمجيداً لإنجزاتها، نحتفل بـ 23 يوليو 52 لانها تراث نضالي مجيد، ومبادىء صالحة للحاضر والمستقبل، فالناصرية دعوة حضارية تستمد شرعيتها من مبادئها وأهدافها والتي تتصدى للتحديات الراهنة على الأمة وهويتها العربية العروبية"."ان ثورة 23 يوليو هي مبادىء وأهداف وتجربة، فالتجربة قدّمت انجازات رائعة، من تأميم قناة السويس والذي يصادف اليوم تحديداً ذكراه الثالثة والستون، الى تنمية صناعية وزراعية شاملة. وقعت في نكسات واخطاء لكن ايجابياتها كانت مدوّية، فساهمت بتحرير معظم الدول العربية من الاستعمار، من الجزائر الى اليمن الجنوبي، وقاتلت الصهاينة وصمدت، وأصبح جمال عبد الناصر بطلاً للعالم الثالث يتردد اسمه حتى الآن في افريقيا وفنزويلا ولدى أحرار آسيا".

وأضاف" ان ثورة يوليو واجهت الاستعمار بالتحرير والحرية، وواجهت الاستبداد والاستغلال بالتنمية والعدالة الاجتماعية، وواجهت التجزئة بالتضامن والوحدة العربية، رفضت الثورة سلطة الطبقة أي طبقة بالدعوة لتحالف قوى الشعب العاملة والمنتجة والمحرومة، أي سلطة الاغلبية الشعبية الديمقراطية، وواجهت الناصرية التبعية الاجنبية والقواعد الاستعمارية بحرية القرار العربي وبالاستقلال الوطني عن الاجنبي. ان الامة اليوم بأمس الحاجة الى هذه المبادىء على قاعدة العروبة هي الحل.ان مبادىء ثورة يوليو الناصرية تتلخص في الايمان الديني بلاتطرف ولا عصبية، ثم الوطنية والعروبة الحضارية هوية وانتماء، أهدافها مستمدة من معاناة الامة في التحرر والحرية، وفي التصدي للتجزئة والانقسام بالوحدة التكاملية العربية، فالولاء للعروبة هو المعيار،لا اليمين ولا اليسار، فهل هذه المبادىء والاهداف تحتاج الى تبديل أو تغيير أو الغاء؟. ان الناصرية ثوابت وتجربة انها اساس مشروع نهضوي عربي متجدد يستفيد من الاخطاء ويقدم اجتهادات للتطوير بما يواكب العصر ونحن من الذين يساهمون في هذه الاجتهادات"

وأشار" لقد قالها القائد جمال عبد الناصر نراجع اساليبنا ونتمسك باهدافنا، إن الناصرية تحتاج الى التزام واحياء لمسيرتها، لانها الرد القومي العربي على ما نشهده من محاولات تدمير الوحدات الوطنية وضرب العروبة الجامعة بالتمدد الصهيوني والتوسع الاستعماري وبالعصبيات القطرية العاجزة عن التنمية وعن حماية اوطانها. لقد فشلت العصبيات القطرية وحضور المشروع العربي هو قاعدة الامن القومي العربي، ان التضامن العربي مع مصر عبد الناصر سنة 56 لمواجهة العدوان الثلاثي كسر العدوان، والتضامن العربي حقق الانتصار في حرب اكتوبر عام 73، والتضامن اطلق منظمة التحرير الفلسطينية، فيما العصبية القطرية حققت نكسة حزيران عام 67، وكان عبد الناصر يدعو بالحاح الى تضامن عربي لم تستجب له معظم النظم القطرية فحلّت الكارثة. واليوم بغياب التضامن والوحدة تستباح المنطقة العربية، وتعلو اصوات الطائفية والتطرف والعصبيات العرقية على الوحدة الوطنية.. ففي الليلة الظلماء نفتقد بدر العروبة جمال عبد الناصر فكراً وخطاً وريادة".

ولفت" ان أخطر الامور أن تُحمّل العروبة اخطاء وخطايا أنظمة عربية، كما يردد مثقفو المارينز. كيف يمكن محاكمة العروبة على أخطاء انظمة؟إن الانظمة مهما رفعت من شعارات تخطىء وتصيب، اما العروبة فهي انتماء فوق السياسة وفوق كل الانظمة والاحزاب، انها الرابطة الجامعة للشعب العربي في القيم الدينية، في التقاليد، في التاريخ،في المصلحة، في اللغة الجامعة في وحدة المصير، فالفارق هائل بين الانتماء للعروبة وبين الانتساب للانظمة"

وأضاف" تتعرض المنطقة الى مظالم وظلمات، تتعرض الى الاوسط الكبير الصهيوني الأميركي الذي لا زال يعمل على تقسيم الاوطان واطلاق معارك بين المسلمين لضرب الاسلام وتدمير البلاد والعباد لمصلحة اسرائيل الكبرى. لكن المقاومة الحضارية للامة، رغم تخاذل أنظمة وتبعية انظمة، حطمت حلقات اساسية في هذا المخطط المعادي، لقد رحلت القوات الاميركية من العراق، بعد ان قتلت مليون ونصف مليون عراقي وانتصرت وحدة العراق على التقسيم، ونجحت المقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق في اقامة نوع من توازن الردع مع العدو، ونجحت مصر في الانتصار على مشروع التقسيم الطائفي بوحدة وطنية رائعة وهي تتقدم، وفشل مشروع تقسيم السودان الى أربع دويلات، والاهم أيها الاخوة ان الشعب الفلسطيني ورغم الانقسام الجغرافي المدان وطنياً وقومياً، لم تتوقف انتفاضاته ضد العدو الصهيوني، ولم تتوقف مقاومته البطولية، وبقي اهل فلسطين رغم الحصار الخانق ورغم العدوان الاميركي على فلسطين ورغم ضعف التضامن مع القضية المقدسة، بقي هذا الشعب البطل يقدم نماذج اسطورية في الكفاح، وله الفضل الاول في تحطيم اهم حلقات مشروع وحيد القرن. فكل التحيات التضامنية مع احرار فلسطين نجوم الكبرياء العربي في سماء الامة".

وأشار" أنه نظراً لاحتمال اشعال حرب كارثية في منطقة الخليج تقضي على الاخضر واليابس بين معظم دول الخليج العربية وبين ايران بضغط من اميركا، فان احرار الامة يرفعون الصوت الشعبي الحر لنزع فتائل التفجير المرعب، لقد تقدمنا باسم مؤتمر بيروت للعروبيين اللبنانيين برسالة الى القيادة المصرية الكريمة لاطلاق مبادرة انقاذ، لحوار بين ايران ودول الخليج او بين الجامعة وايران باسرع وقت ممكن، ان ايران تعلن انها لا تريد حرباً والسعودية تعلن انها لا تريد حرباً، ايران تدعو لاتفاق ايراني خليجي لمنع الاعتداء المتبادل والسعودية تعلن انها تريد حسن جوار مع ايران بدون تدخل سلبي في شؤونها. ان هذه الايجابية من الدوليتن وسط التعبئة الصهيونية الاميركية للحرب، تشكل فرصة رائعة لاطلاق الحوار بين الجانبين العربي والايراني على قاعدة تحريم التدخل السلبي المتبادل في الشؤون الداخلية، وتجديد الالتزام بميثاق منظمة التعاون الاسلامي والذي ينص على التضامن والتعاون والاخاء بين الدول والشعوب الاسلامية واحترام خصائص كل كيان وطني".

وختم"اننا في لبنان لا زلنا هدفاً للصهاينة، واثارة النعرات الطائفية والمذهبية بالتقسيم والتخريب، ولا زلنا نتعرض لضغوط اميركية لتجريد لبنان من مقوماته الدفاعية، لكي تستبيحنا اسرائيل كما كانت تفعل، ان الاميركيين يدفعون لبنان لتوطين او تهجير الفلسطينيين بالضغط على اقتصاده واحواله ولا يريدون جيشاً قادراً على ردع اعتداءات اسرائيل، لذلك فاننا نجدد رفضنا ان يكون لبنان مقراً او ممراً للصهيونية وللاستعمار ضد العرب، ونؤكد على الحقوق المدنية الانسانية للفلسطينيين في لبنان، فلا توطين ولا تهجير، بل حياة حرة كريمة.. انهم اشقاء وليسوا أجانب كما تعتبرهم قوى السلطة، ونستغرب أن مجلسي النواب والوزراء وهما يعترفان بواقع التجاوزات الدستورية وانتشار الفساد وتردي الاحوال عموماً، لم يتقدما بأي خطة تطبيقية لدستور الطائف، ان كل المصائب حصلت وتحصل لان معظم الطبقة السياسية تجاوزت الدستور ووضعت دستوراً خاصاً بها أدى الى التصدع السياسي والاقتصادي والخراب الاجتماعي، ولا 8 ولا 14 آذار تقدما بخطة تطبيقية للدستور، ان الدستور يحمي استقلالية القضاء، ويؤكد على المواطنة المتساوية،ويبرمج الغاء الطائفية، وينص على الانماء المتوازن، إن للدستور ايجابيات متميزة في العدالة السياسية والاجتماعية لا تطبق. ان الشعب يريد تطبيق الدستور والاولوية لسلطة قضائية مستقلة تحاكم وتحاسب".

 

المصدر : جنوبيات