السبت 3 آب 2019 21:20 م

الوزير داوود رعى المرحلة الأخيرة لأعمال متحف صور: لخلق علاقة متوازنة بين الحداثة كواقع حتمي والهوية التراثية والتاريخية كواجب وطني


* جنوبيات

 أطلقت "الوكالة الإيطالية للتنمية" ومجلس الإنماء والإعمار وبلدية صور، بالتعاون مع وزارة الثقافة والمجتمع المحلي، المرحلة الأخيرة من عملية إنشاء متحف تاريخ صور الحضاري، وتأهيل الموقع الأثري في محلة البص في المدينة، باحتفال أقيم في الموقع الأثري، برعاية وزير الثقافة محمد داوود، وحضور النواب: ميشال موسى، عناية عزالدين، علي خريس، علي بزي، بهية الحريري ممثلة برئيس "الشبكة المدرسية في صيدا والجوار" نبيل بواب، ممثلة السفارة الإيطالية روبرتا ديلتشي، جان ياسمين ممثلا مجلس الإنماء والإعمار، ممثلة "الوكالة الإيطالية للتنمية" ماريزا كاليا، قائد القطاع الغربي في قوات "اليونيفيل" الجنرال الإيطالي برونو بيشوتا، قائد الكتيبة الكورية الكولونيل سوك مو كوو، المدير العام للآثار سركيس خوري، مدير المواقع الأثرية في الجنوب الدكتور علي بدوي، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، نائب القائد العام ل"كشافة الرسالة الإسلامية" حسين عجمي والمفوض العام حسين قرياني، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في إقليم جبل عامل علي اسماعيل، الفنان مارسيل خليفة، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، قيادات أمنية وعسكرية وفاعليات ثقافية وتربوية واجتماعية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم قدم بدوي وياسمين، عرضا مصورا عن أعمال المتحف والمقتنيات الأثرية، التي سوف يحتضنها، فضلا عن عمل الفريق الفني المشرف على الأعمال، الذي يحرص على أن يكون المتحف مراعيا لكافة الحقبات التاريخية، التي تعاقبت على مدينة صور.

كاليا

ثم ألقت كاليا كلمة باسم "الوكالة الإيطالية"، شرحت فيها "أهمية شراكة الوكالة الإيطالية في مشروع المتحف، بما يمثل هذا المشروع من حماية للارث الثقافي والإنساني، وأهميته في ربط الإنسان بالتاريخ الإنساني والحضاري، وكيفية الاستثمار على هذا الإرث في دعم التنمية بكل أشكالها".

ديلتشي

وألقت ديلتشي كلمة باسم السفارة الإيطالية، نقلت في مستهلها "تحيات السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي".

وقالت: "إنه لشرف كبير للدولة الإيطالية، أن تساهم في حماية الإرث الثقافي والتاريخي في مدينة صور"، متنمية أن "تستمر هذه المشاركة قدما نحو الأمام، لأن الماضي مهم جدا للمستقبل"، آملة أن "يسهم هذا المشروع في دعم الحركة السياحية في صور وجنوب لبنان".

داوود

ثم ألقى راعي الاحتفال كلمته، مستهلا بالحديث عن صور وتاريخها، وقال: "من مدينة صور التي وقفت متصدية في وجه الغزوات، وقابلها حلم بحارتها وتجارها، في نشر حضارتها، وبناء المستعمرات والمحطات التجارية، ترافق ذلك مع نشر الأبجدية عند الإغريق، وتأسيس قرطاج من قبل ملكة صور إليسار، وشهرتها بالصباغ الأرجواني لون الملوك والأباطرة".

أضاف: "تعاقب على هذه المدينة العريقة حضارات متراكمة، جذبت إليها المؤرخين والمستشرقين والمنقبين عن الآثار، ومن أبرزهم: العالم الفرنسي إرنست رينان Ernest Renan)) الذي أجرى سنة 1861، حفريات أثرية، سعيا منه لاستكشاف الكنوز الدفينة، والطيار وعالم الآثار المستشرق أنطوان بوادوبار (Antoine Poidebard)، الذي أجرى بين العامين 1924 و 1936، عملية مسح كامل من الجو وتحت الماء، وفي أربعينيات القرن الماضي، استكملت المديرية العامة للآثار، الحفريات الأثرية، فأسفرت عن اكتشاف ثاني أكبر ميدان سباق للخيل، والعديد من المواقع الأثرية، التي ساهمت في إدراج مدينة صور على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأونيسكو في العام 1984، وقد إستخرِجت آلاف القطع الأثرية الاستثنائية يتربع البعض منها متباهيا في أرجاء المتحف الوطني".

وتابع: "فمن الموقع الأثري في البص، إلى موقع صور المدينة، إلى مدينتها القديمة، الشاهد الأكبر على التعايش المشترك، إلى الأسواق القديمة، إلى آثارها التحتمائية، إلى كنائسها وجوامعها، إلى مرفئها القديم الذي يعج بالحياة، لا تزال مدينة صور تحتوي على مخزون أثري، تساهم البعثات الأثرية اللبنانية والأجنبية حتى اليوم، في الكشف عنه، وإبراز دور المدينة الثقافي، وقد توقفت الحفريات الأثرية، قسرا، أثناء فترة الاجتياح الإسرائيلي، حيث اضطرت المديرية العامة للآثار، إلى حماية القطع الأثرية عبر إعادة طمرها، أو تغطيتها بالإسمنت والحجر الرملي، وسوف تعمد المديرية العامة للآثار، إلى الكشف عنها وإبرازها وعرضها للعموم".

وأردف: "استفادت مدينة صور التراثية من شهرتها العالمية، وإرادة أهلها وتشبثهم بأرضهم وتقاليدهم، فانطلقت مرحلة من النمو، ساهمت في تنشيط السياحة الثقافية والتراثية والدينية، وفي هذا السياق، إن ازدهار هذه المدينة، ووضعها على الخارطة السياحية، هو ثمرة تعاون بين كافة الأفرقاء، بدءا من وزارة الثقافة، إلى بلدية صور والجمعيات الأهلية والمجتمع المحلي، واستكمالا لهذه المسيرة الثقافية - الإنمائية، يقتضي أن نعمل على توحيد رؤيتنا، ضمن إطار خطة هادفة، تحافظ على المكانة التراثية والعالمية لهذه المدينة، وتخلق علاقة متوازنة بين الحداثة كواقع حتمي والهوية التراثية والتاريخية كواجب وطني".

وأكد أن "متحف صور له ميزته الخاصة، فهو يجسد تاريخ هذه المدينة العريقة، ويسلط الضوء على الحياة اليومية والصناعات والحرف التقليدية، التي توارثها أهل صور عن أجدادهم، ويستعرض في حناياه حوالي 1200 قطعة أثرية، لكل منها حكايتها وأسطورتها".

وقال: "إدراكا لأهمية التعاون والشراكة مع المجتمع المحلي بكافة مكوناته، نلتقي اليوم لإطلاق المرحلة النهائية لمتحف صور، فنضيء معا، نجمة إضافية في سماء هذا الموقع الأثري".

وشكر ختاما "الدولة الإيطالية، مجلس الإنماء والإعمار وبلدية صور، لدورهم البارز في عملية إنشاء هذا المتحف، وتأهيل الموقع الأثري، وكذلك المجتمع المحلي، الداعم الأساسي لوزارة الثقافة".

تجدر الإشارة إلى أن المتحف، سوف يحتضن تاريخ صور الحضاري، بدءا من الألف الخامس قبل الميلاد، وعبر كافة الحقبات الحضارية، التي عاشتها مدينة صور، وسوف يركز أيضا، على مواضيع ساهمت فيها مملكة صور التاريخية، من نشر الأبجدية، إلى الصباغ الأرجواني والإبحار حول العالم، وذلك بترتيب تاريخي، لفترات عصر ما قبل التاريخ، وصولا إلى العصر الحديث، من خلال قطع أثرية وكنوز تاريخية، سيخصص لهما طابقان من المتحف، مفتوحان أمام الرواد من لبنان ومن مختلف أنحاء العالم. 

 

 

المصدر :وكالات