الأربعاء 7 آب 2019 09:44 ص

الوزير غازي العريضي: الرئيس "أبو مازن" أثبت للجميع أنّه لم ولن يُوقّع وثبات موقفه أسقط "ورشة البحرين"


* جنوبيات

أكد الوزير والنائب السابق غازي العريضي أنّ "ورشة البحرين... قد أُسقِطَتْ بفعل موقف السيّد الرئيس محمود عباس، الذي أثبت للجميع بأنّه متى قال لن أوقّع، فهو لم ولن يُوقّع"، مشيراً إلى أنّ "اليوم "كوشنر" في المنطقة من أجل إطلاق المرحلة الثانية من هذه الورشة - أي "الورشة السياسية"، ومعروف أنّه دون الشريك الفلسطيني هناك فشل".
وقال العريضي في برنامج "من بيروت" عبر تلفزيون فلسطين من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "سُبُل مواجهة تداعيات إفشال صفقة القرن": "إنّ الولايات المُتحدة الأميركية وغيرها من البلاد التي شاركت في "صفقة القرن"، هدفها مُعاقبة الرئيس "أبو مازن"، وهذا الشيء واضح، وسمعنا الكثير من التصريحات من مسؤولين إسرائيليين، وكانت مُباركة لها من الأميركيين، تُذكّر تماماً بما جرى مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات".
ولفت إلى أنّ "التصريحات الإسرائيلية بدأت بأنّ الرئيس "أبو مازن" لم يعد شريكاً في السلام، ولم يعد شريكاً بالوصول إلى التسوية، وصولاً إلى اتهامه بأنّه يُشجّع على مُمارسة الإرهاب من خلال إصراره على الاستمرار في حفظ كرامة الشهداء والأسرى وأهاليهم، وكل الذين يُقاومون الإرهاب الحقيقي، وهو "إسرائيل"، تحت عنوان أنّه يُخصّص أموالاً تُدفع لعائلات هؤلاء".
واستدرك الوزير العريضي: "لهذا السبب قامت "إسرائيل" بالإجراءات المعروفة باقتطاع مبالغ مالية كبيرة من حصّة السلطة الفلسطينية، وكان موقف مُشرّف وكبير وكريم من قِبَل السيد الرئيس محمود عباس عندما قال: "لن نتلقّى ما تبقّى من المال، لأنّ لنا الحق بكل هذا المال، ونحن نستمر في دعم هؤلاء الناس، ولو بقي لدينا قرش واحد لأنفقناه على عائلات الأسرى والشهداء"، وهذا الموقف نبيل وكريم ويُعبّر عن حقيقة الشعب الفلسطيني، وإلتزام هذه القيادة بحق هذا الشعب من أجل أرضه وتحقيق سيادته".
وأضاف: "بالتالي هذا الأمر أغضب الإسرائيليين والأميركيين، وبدأت تُطلَق على الرئيس صفات عِدّة تُذكّرنا بما جرى مع الرئيس الشهيد "أبو عمّار"، وقالوا بوضوح بأنّه يجب التخلّص من "أبو مازن"، وبدا أنّهم يُخطّطون للانتقام من الرئيس "أبو مازن"، وأيضاً للمزيد من الضغوطات على الشعب الفلسطيني، ولإسقاط حق اللاجئين بالكامل".
ورأى الوزير العريضي "إنّنا اليوم أمام خطرين: خطر على حق العودة، وخطر على حق البقاء، لأنّ مَنْ بقي في الأراضي الفلسطينية مُهدّد من قِبل الإرهاب الإسرائيلي والسياسات الأميركية"، مُؤكداً أنّ "كل ما يجري في المنطقة سببه "إسرائيل"، وهدفه فلسطين"، ومُشيراً إلى أنّه "لن تنجح "صفقة القرن"، لكن ستكون مُكلفة أكبر، وواهم مَنْ يُراهن في قطاع غزّة على مال وبقاء سلطة، كل مفاعيها بيد الاحتلال الإسرائيلي".
وشدّد على أنّ "المطلوب اليوم موقف فلسطيني مُوحّد، رفع فيه الرئيس الفلسطيني السقف إلى حدّ تعليق الاتفاقات مع "إسرائيل"، تمهيداً لوقف العمل بها، لكن السقف الأعلى والأساس هو مُواجهة "صفقة القرن" بكل أشكالها مهما كانت الأثمان".
وأشار إلى أنّ "الرئيس محمود عباس وصل إلى مرحلة، قدّم فيها كل الحظوظ والفرص للوصول إلى تفاهمات، لإقناع الأميركيين وغيرهم بأنّ هذا الطريق هو طريق خطأ، ووصل إلى طريق مسدود، فماذا بإمكانه أنْ يفعل؟! هذا الأمر سوف يُثير الإسرائيليين والأميركيين، ويزيد الضغوط على الشعب الفلسطيني، المُبتكر والمُبدع في اختراع الوسائل بضمان حقه واستقراره، وقاعدة الموقف الذي أعلنه الرئيس "أبو مازن"، مُطلوب حدّ أدنى من التفاهم الفلسطيني - الفلسطيني، لأنّ كل الفلسطينيين مُستهدفون".
وأوضح أنّه "على الرغم من كل الضغوطات الإسرائيلية على الدول الأوروبية والعربية لن تنجح "إسرائيل"، وأيضاً نتيجة كل الضغوطات على الشعب الفلسطيني لن يتخلّى عن حقه، في نظر الإسرائيليين أنّ الفلسطيني هو الذي احتل بلدهم".
وكرّر التأكيد على أنّ "القناعة لم ولن تتغيّر، بل ترسّخت أكثر، بأنّ فلسطين هي القضية المركزية الأساسية، التي نشأنا عليها، فلسطين حق لم ولن يموت، هي الحق والعدالة والكرامة والإنسانية والأخلاق والقانون والنضال والجهاد والمدرسة المفتوحة، التي تُعلم كل العالم الصبر والصمود والكرامة والعنفوان، والتمسّك بالحق والأرض، والاستمرار بالتضحيات وبتقديم الشهداء على مدى أجيال وعقود من الزمن".
وألمح إلى أنّ "المُشكلة الفلسطينية في لبنان ليست مُشكلة سلاح، بل أعمق بكثير، ولأوّل مرّة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، اقترح في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل لجنة وزارية تدخل إلى المخيّمات، وهو ما حصل، واطلعت على المعاناة وعادت ووضعت تقريراً حول ذلك".
ورأى أنّنا "دخلنا المرحلة الجديدة من إلغاء "الأونروا"، وهي لن تقف عند حقوق اللاجئين الفلسطينيين، بل ستطرح قضية "اللاجئين اليهود" من البلدان العربية، وجرى تشكيل خلية من وزارة الخارجية الإسرائيلية مُهمتها جردة كاملة بعدد "اللاجئين اليهود" الذين كانوا في الدولة العربية وأملاك اليهود في المناطق العربية".
ودعا إلى "وقف الحملة العنصرية ضد الفلسطينيين والسوريين، وضرورة تنظيم العلاقة مع الأخوة الفلسطينيين، وأنْ تتم مُعالجة قضية الإجراءات المُتعلّقة بعمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالحوار"، مشيداً بـ"تصرّف الرئيس "أبو مازن" بحكمة ومسؤولية في مُعالجة هذا الموضوع، ولا بدّ من إعادة الأمور إلى المسار الصحيح، وإعلان الوزير كميل أبو سليمان "أننا لا نستهدف الفلسطيني"، يفتح الطريق للمُعالجة، وأنا مع الطرح الذي تمَّ مع رئيس الحكومة سعد الحريري بإشرافه المُباشر على هذا الملف، والوصول إلى مجلس الوزراء، ومع الحوار المُستمر بين الوزير والجانب الفلسطيني برعاية رئيس الحكومة، ومُعالجة ما يلزم في مجلس النوّاب".
وشدّد على أنّه "لا يجوز أنْ نضع أنفسنا كفلسطينيين بموقع يسمح لأحد في لبنان باستغلاله، وإعادة الأمور إلى الماضي، تحت عنوان أنّ الفلسطيني يرفض كل شيء، والفلسطينيون في لبنان قديرون وليسوا متروكين لوحدهم".
وكشف العريضي أن "لعبة الغاز والنفط أكبر من لبنان والهدف روسيا، فقد رُكِّب اتفاق إسرائيلي وقبرصي ويوناني بمواجهة روسيا، والشركات جاهزة للمُباشرة باستخراج الغاز في أي لحظة".
وختم الوزير العريضي بالقول: "أبلغ كلام يُوجّه إلى فلسطين هو "من بيروت"، التي ستبقى تحييكم وتناديكم، بيروت لا تنسى فلسطين ولا صمودها، والفلسطينيون لا ينسون بيروت الصامدة، التي كانت وستبقى مُنتصرة لفلسطين".

https://youtu.be/W1fVtDMrs7Y

المصدر :جنوبيات