السبت 10 آب 2019 10:48 ص |
النفايات تتكدّس في صيدا.. والسعودي يُعلن إعادة افتتاح المعمل اليوم |
* صيدا - سامر زعيتر: عشية عيد الأضحى المبارك، تكدّست النفايات في شوارع وأحياء مدينة صيدا، بعدما توقفت ادارة معمل معالجة النفايات المنزلية في صيدا عن استقبالها. وجاءت الأزمة بعد اعلان إدارة المعمل أن الوزارات المعنية تتمنع عن دفع المستحقات المالية لها منذ أشهر، الأمر الذي دفع بعمّال وعاملات المعمل إلى الاعتصام داخل باحته، وإقفال أبوابه منذ الأربعاء امام شاحنات نقل النفايات جرّاء عدم تقاضيهم لأجورهم، بسبب عدم تسديد مستحقات المعمل من الصندوق البلدي المستقل من وزارة المالية عن 13 شهراً ماضية لمعالجة نفايات صيدا و«اتحاد بلديات صيدا - الزهراني»، وعن سنتين عن استقباله ومعالجته نفايات منطقة جزين، خلفت أزمة جديدة في عاصمة الجنوب. قرار الامتناع عن استقبال النفايات سبّب أزمة نفايات في المدينة على أبواب العيد، ترافقت مع دعوات لمعالجة الأزمة منعاً لتفاقهما. وليلاً أعلن رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي أن فرق شركة النظافة NTCC ستبدأ (بدأت) إعتباراً من مساء اليوم (أمس) بجمع النفايات المتراكمة من الشوارع والساحات، وأن معمل معالجة النفايات في سينيق سيفتح أبوابه ويستقبل النفايات المنقولة إعتبارا من الساعة السابعة صباح اليوم (السبت).. وتلبية لنداء «التنظيم الشعبي الناصري»، عقد العشرات من شباب التنظيم اجتماعاً في المقر الرئيسي للتنظيم في صيدا بحضور أمين عام التنظيم النائب الدكتور أسامة سعد، الذي شكر الشباب على تلبيتهم الدعوة التي أطلقها التنظيم من أجل رفع الضرر عن مدينة صيدا بعد تراكم النفايات لمدة ثلاثة أيام بسبب إقفال معمل معالجة النفايات أبوابه. وعرض على الحاضرين ما آلت إليه سلسلة الاتصالات بالمسؤولين الذين لم يبادروا - حتى الآن - إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المدينة ولا سيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. وأشار إلى إعلان بلدية صيدا وشركة جمع النفايات وبعد صدور نداء التنظيم، عن النية للبدء بجمع النفايات من الشوارع والأحياء صباح السبت، إضافة إلى الإعلان عن إعادة فتح المعمل. وعبر الشباب عن عدم الثقة بوعود المسؤولين، مُؤكدين تصميمهم على رفع النفايات هذه الليلة. وسار عشرات الشباب من أعضاء التنظيم متوجهين نحو أكوام النفايات المكدسة في الشوارع من أجل إزالتها رفعاً للضرر عن الناس. وكان من نتيجة توجه الشباب إلى الأسواق التجارية لإزالة النفايات، المسارعة إلى البدء بمهمة رفع النفايات هذه الليلة بدلاً من صباح الغد (اليوم). وكانت قيادة «التنظيم الناصري» أصدرت بياناً قالت فيه: «لقد أبلغنا رئيس بلدية صيدا بضرورة المبادرة إلى رفع النفايات من الشوارع أكثر من مرة، وآخرها كان هذا المساء (أمس)، لذلك وحفاظاً على الصحة العامة وسلامة البيئة والحركة اليومية والاقتصادية في مدينة صيدا سنقوم برفع النفايات المكدسة ونقلها إلى حيث يجب أن تكون». سعد { من جهته، جدد النائب سعد التعبير عن استنكاره لاستمرار إقفال المعمل لليوم الثالث على التوالي، محذراً من الأخطار على الصحة العامة وعلى البيئة والحركة الاقتصادية الناتجة عن تراكم النفايات بين البيوت وفي الشوارع عشية عيد الأضحى، وفي ظل الطقس الحار الحالي. وأكد إدانة ما تقوم به إدارة المعمل من ابتزاز مكشوف للناس في صحتهم وحياتهم اليومية، وإدانة لجوئها إلى الاختباء خلف العمال، مشدداً على حق العمال في الحصول على رواتبهم وحقوقهم، وعلى واجب الإدارة في دفعها في موعدها. وعبّر سعد عن «استهجانه الشديد لتجاهل البلدية والمحافظ وسائر المسؤولين المعنيين لهذه المشكلة الخطيرة، ولتقصيرهم الفاضح في القيام بواجباتهم»، وبادر للقيام بسلسلة من الاتصالات مع المسؤولين المعنيين من أجل حثهم على التدخل العاجل لإيجاد حل للمشكلة. { وفي هذا الإطار أجرى اتصالاً بوزير البيئة فادي جريصاتي، الذي وعد بالتدخّل من أجل جمع النفايات المكدسة في الأحياء والطرقات، وإلزام إدارة المعمل باستقبالها. كما يتابع سعد اتصالاته وجهوده بهدف الوصول إلى إيجاد الحلول الجذرية لمشكلة تكدس النفايات، ومن أجل تدارك نتائجها الخطيرة. البزري { فيما استنكر الدكتور عبد الرحمن البزري تراكم النفايات لليوم الثالث على التوالي في مدينة صيدا محمّلاً البلدية المسؤولية، معتبراً أنها هي الجهة المخوّلة والمسؤولة عن إزالة هذه النفايات والتخلص منها، وعدم تركها في الشوارع تحت أي ظرف. وقال: «ان الخلاف بين البلدية ومعمل معالجة النفايات لا يعني المواطنين، لأن العقود الموقعة بينهم هي عقود تخصّهم وتخص كل من صدّق عليها، في حين أن المواطن الصيداوي وأهالي صيدا ومنطقتها يدفعون الضرائب للبلدية، لكنهم يعيشون في ظل ظروفٍ بيئية سيئة»، مؤكداً «أن ما نعيشه اليوم من أزمةٍ للنفايات هو نتيجة للمعالجات والإدارة المغلوطة للملف البيئي الذي طالما تمّ التغنّي به دون أن يكون هناك رقابة حقيقية لا من وزارة البيئة ولا من الأجهزة المختصة، ولا حتى من ديوان المحاسبة في العديد من العقود التي تمّت لجمع النفايات، ولمعالجتها، وللتخلص من جبال النفايات القديمة». وختم البزري معتبراً أنّ «الدولة على كافة المستويات سواء على مستوى وزارتي البيئة والداخلية، وصولاً الى محافظة لبنان الجنوبي وإتحاد بلديات صيدا- الزهراني وبلدية صيدا مسؤولون أمام الرأي العام الصيداوي، ولا يجوز أن تُعامل صيدا بمثل هذه الطريقة من اللامبالاة وعدم المسؤولية». «ساحة القدس» { إلى ذلك، نظّمت اللجنة الشعبية في حي ساحة القدس في صيدا، اعتصاماً احتجاجياً على تكدس النفايات في شوارع المدينة بسبب إقدام إدارة معمل معالجة النفايات على إقفال أبواب المعمل، متلطيةً بإضراب عمال المعمل. المعتصمون استنكروا تصرف إدارة المعمل، واعتبروه ابتزازاً للمواطنين، وله تداعات سلبية خطيرة على صعيد الصحة العامة والبيئة، إضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض بين المنازل. وطالبت اللجنة الشعبية بلدية صيدا والمحافظ والمسؤولين المعنيين بالتدخل لحل هذه الأزمة قبل تفاقمها، كما طالبت نواب المدينة بالقيام بالاتصالات اللازمة في هذا المجال. وأكد المعتصمون أنهم سيصعِّدون تحركهم في حال لم يتم إيجاد الحل لهذه المشكلة.
المصدر :اللواء |