وجّه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان "التحية إلى السيد الرئيس محمود عباس على موقفه الكبير بإسقاط "صفقة القرن"، التي تُعدُّ جريمة، ما أكد أنّ فلسطين ليست للبيع أو المُساومة، وعندما رفض الشعب الفلسطيني الصفقة وقفت الشعوب العربية كلّها معه".
وقال في برنامج "من بيروت" عبر تلفزيون فلسطين من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "مُواجهة مُحاولات الاحتلال لتغيير الوضع التاريخي في المسجد الأقصى": "إنّ فلسطين هي لُب القضية في هذا الشرق، ولا قيمة للشرق دون فلسطين، ولا قيمة لفلسطين دون القدس، ولا قيمة للقدس دون الأقصى والمُقدّسات".
وأشار المفتي سوسان إلى أنّه مع "الذكرى الخمسين لمُحاولة حرق المسجد المبارك، ثبت فشل كل مُحاولات الاحتلال بالحرق أو حفر الأنفاق، زعماً بوجود هيكل مزعوم، لزعزعة بناء المسجد الأقصى، الذي بقي صامداً يحكي قصة البطولة والرجولة للشعب الفلسطيني ودفاعه، فهناك رجال لا يحزنون ولا يخافون ولا يتخلّون، حتى لو تخلّت كل الدنيا عنهم، يبقون لحماية المسجد الأقصى والحفاظ على تاريخه وقدسيته ومكانته".
وطالب مفتي صيدا وأقضيتها "العرب بأنْ يُوحّدوا قدراتهم وصفوفهم من أجل فلسطين، وأنْ يكون هناك دعم للمقدسيين للبقاء في أرضهم وبيوتهم وأماكن العمل، وعلى الدول العربية والإسلامية، إنشاء صندوق ليس لصرف الأموال فقط، بل لتغطية كل المشاريع لتعزيز صمود المقدسيين، الذين يُقدّمون الدم والأرواح، وضربوا مثالاً بذلك"، مُؤكداً أنّ على "المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية، التشديد على مكانة ودور القدس وثقافتها وطبيعتها وقدسيتها لدى المُسلمين والمسيحيين، هذه أرض الأنبياء والمُقدّسات والرُسُل ومُلتقى الحضارات والثقافات الإنسانية، ونؤمن بأنّ هذه المدينة لا بد أنْ يأتي يوم وتتحرّر ويرتفع صوت الأذان من مساجد الأقصى، مُهلّلاً بحريّة الأقصى والقدس وفلسطين".
ونبّه إلى "مخاطر استخدام اليمين اليهودي المُتطرّف الشعارات الدينية، ومُحاولات تحويل الصراع إلى ديني، وهو ما سيُعيدنا إلى حروب صليبية ويزرع التطرّف، وهذه الحروب لا يرضى بها الدين الإسلامي أو المسيحي".
واعتبر المفتي سوسان أنّ "منع نائبتين في "الكونغرس" الأميركي من زيارة فلسطين، فيه الكثير من السُخُف، وتصرّف ترامب قفز فيه فوق كل القوانين والأنظمة المعمول بها، وهو يتصرّف بمزاجٍ فردي، حيث يُمارس الاستعمار الجديد بفكر التسلّط ومُصادرة كرامات الناس وحقوق الشعوب، والاستيلاء على الأرض وتوزيع الحصص".
وأكد أنّ "الفلسطيني لم يأتِ إلى لبنان زائراً أو سائحاً، بل أُخرِجَ من أرضه ووطنه إلى البلدان التي تجاور فلسطين، ومنها لبنان، وعاش في المُخيّمات وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة، بقي يرفض التوطين أو التذويب أو التهجير، هو صاحب قضية عاش من أجلها، وقدّم التضحيات وما زال، وبقيت فلسطين في قلبه وعقله، ومُتمسّك بحق العودة إلى أرضه، وإلى أنْ يتم ذلك له حقوق وطنية: حق العودة، وإنسانية: حق الحياة الكريمة في هذه الدنيا، فلماذا تُسرق منه أحلامه؟".
وشدّد مفتي صيدا وأقضيتها على أنّ "الموقف الصيداوي كان واضحاً بحق الفلسطينيين، العيش بكرامة، وصيدا عبّرت وما زالت عن تأييدها ووقوفها إلى جانب الأخوة الفلسطينيين في داخل الوطن والشتات، وحملت على كتفها قضية الفلسطينيين في حقوقهم الوطنية والإنسانية، ولم ولن تتخلّى عنها، والصيداوي يحب فلسطين في ثقافته ومزاجه وقوميته وعقيدته، ولم ولن نتخلّى عن فلسطين والفلسطينيين، وقد مررنا سوياً بمحطات صعبة بالتصدّي للاحتلال الإسرائيلي، وكان للفلسطينيين الدور الكبير في هذا الصمود والتصدّي للمُحتل، وتحقيق تحرير الأرض مع الشعب اللبناني والجيش والقوى الوطنية والإسلامية".
وأشار إلى أنّ "مُخيّم عين الحلوة هو "عاصمة الشتات الفلسطيني"، ومُخيّم العودة إلى الأرض والوطن، وهناك علاقات اجتماعية كبيرة وتكامل اقتصادي، والمُجتمع الصيداوي يرفض كل فتنة طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو لبنانية - فلسطينية، وقد فشلت في صيدا".
وختم المفتي سوسان مُعرباً عن "ضرورة أنْ تكون العلاقة مع المُواطن الفلسطيني إنسانية وليست أمنية، وأنّ الأسلوب الناجع هو الاتفاق بين الدولتين اللبنانية والفلسطينية واتخاذ القرارات المُناسبة".