استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد ظهر أمس، في السراي الحكومي المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" بيار دوكان الذي قال على الأثر: "خرجت للتو من لقاء مع الرئيس الحريري، في إطار زيارتي للبلد، وخرجت بشعور أن رئيس الحكومة يستمر في المضي قدما على طريق التحولات الضرورية للاقتصاد اللبناني، في إطار مؤتمر "سيد"ر وعقد الثقة الذي حصل في باريس في 6 نيسان 2018، ولا سيما لأنه يريد تحديث البلد ومواجهة حالة الطوارئ الاقتصادية والمالية".
وأضاف: "الاجتماع الذي عقد قبل يومين في القصر الرئاسي أظهر أن هذا الشعور بوجود حالة طوارئ تتشارك فيه كل الطبقة السياسية، وأعتقد أن هذا الأمر مهم، فأن تكون كل الطبقة السياسية تعي هذه الحالة، يوجب عليها أن تقوم بعدد من الأمور، بعضها تم إقراره وبعضها الآخر في طريقه للاقرار، والقسم الثالث في طريقه نحو التنفيذ. هذا التوافق على توصيف الحالة هو أمر جيد. وأعتقد أن هناك أيضا اتفاقا على عدم وجود حلول سحرية، بل توليفة إجراءات وخطوات يمكنها وحدها أن تعيد إطلاق الاقتصاد اللبناني للتقليل من الضغوط المالية الحاصلة وخدمة مصالح الشعب اللبناني. وبالتالي، على الجميع عدم انتظار حلول سحرية، بل سلسلة إجراءات بينها ما يتعلق بالموازنة، وقد تحدثنا بهذا الأمر خلال لقائي مع وزير المالية، مع إجراءات مهمة تطال النفقات التي لا يمكنها أن تبقى في تزايد، كما هي الآن، ولا بد من البحث عن بعض الوصفات، وكل ذلك ضمن المهل الدستورية والأوقات المحددة. والعمل الذي تم القيام به على صعيد التفكير والنقاش السياسي خلال التحضير لموازنة 2019، يعتبره البعض جهدا ضائعا، طالما أن الموازنة أقرت في تموز العام 2019، لكن البعض الآخر يعتقد أنه سيسمح بالمضي سريعا نحو إقرار موازنة لعام 2020، وأنه لا ضرورة لإعادة فتح بعض من النقاشات".
وتابع: "أذكر أن الهدف الذي تم تحديده وما اتفق عليه في مؤتمر" سيدر" هو تخفيض الدين العام بنسبة نقطة في السنة على مدى خمس سنوات، إلا أنه بالمقارنة مع ما كنا عليه قبل عام ونصف العام، فإن العجز اتسع، وبالتالي لا بد من التصحيح والمحافظة على التخفيض بنسبة 1% سنويا".
وقال: "على صعيد ورشة الإصلاحات، الجميع متفق على عودة العمل الطبيعي لمؤسسة كهرباء لبنان، بالنسبة إلى تقديم الخدمات للمستهلكين، ولكننا أيضا نعتبر أن بداية رفع التعرفة اعتبارا من كانون الثاني 2020 هو أمر مهم، والعمل التقني الذي تم القيام به في مجال إنشاء محطة جديدة، وهناك أعمال أخرى تم القيام بها والتي بدأت تثمر، على صعيد تحسين الجباية، وبدأ إرساء فكرة أن ندفع ثمن الكهرباء التي نستخدمها، وهو أمر جيد. وكل هذا يجب أن يتم مع اختلاف التعرفة بحسب الفروقات الاجتماعية. هناك عمل لا بد من القيام به، ولا بد من قوانين مستقلة لقطاع الطاقة، كما تفعل الدول الحديثة وحتى الدول الناشئة كلبنان".
بستاني
وكان التقى الموفد الفرنسي بيار دوكان وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني واستمر اللقاء ساعة ونصف ساعة، شكرته بعدها بستاني على زيارته ودعمه المستمر للبنان، واشارت الى ان "اللقاء تناول المواضيع المختصة بوزارة الطاقة والمياه والمتعلقة منها بالأخص بسيدر وبمواضيع الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والأهمية الكبرى كانت لملف الكهرباء، حيث عرضنا للتقدم الحاصل في هذا الملف وفي خطة الكهرباء تحديدا".
بدوره أشار دوكان الى "أن المحادثات كانت مطولة مع الوزيرة بستاني وتركز البحث في موضوع الكهرباء"، مثنيا بدوره على التطور في تنفيذ بنود خطة الكهرباء، مؤكدا "ضرورة الوصول الى كهرباء 24/24 من أجل جذب المستثمرين اللبنانيين والأجانب خصوصا أن الكهرباء حاجة ملِّحة في ظل الوضع الاقتصادي في لبنان وما يعانيه، واستنتجنا من خلال محادثاتنا مع الوزيرة ان هناك تقدما كبيرا حاصلا في اطار خطة الكهرباء لناحية الجباية وخفض العجز والهدر الفني والغير الفني وزيادة القدرة الانتاجية لمؤسسة كهرباء لبنان، وكذلك بخصوص التعرفة التي لم تتم زيادتها منذ فترة ليست بقصيرة". وأعرب عن "ضرورة اصلاح هذا القطاع لما يعود به بالفائدة على كل القطاعات في لبنان".
ابو سليمان
كما التقى دوكان وزير العمل كميل ابو سليمان وتناول البحث مؤتمر "سيدر" والوضعين المالي والاقتصادي للبنان.