السبت 7 أيلول 2019 19:44 م

البطريرك الراعي من شرق صيدا: لسنا مع المحاصصة وقوتنا بوحدتنا لبنان لا يعيش على إقصاء الآخر والتفرد بالحكم وميزته التعددية


* جنوبيات

 

 أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "اننا لسنا مع المحاصصة بل مع المشاركة بالحكم والادارة، لأن المحاصصة تنهي البلد وتخربه"، داعيا أهالي بلدات ساحل جزين الى "التشبث بأرضهم لأن الأرض هي مصدر هويتنا وثقافتنا ومستقبلنا، وهي أم، وحين أفقد أرضي فقدت الأم معناها أي أنا يتيم".

كلام الراعي جاء خلال جولة له في بلدات شواليق ووادي بعنقودين ولبعا في شرق صيدا.
وقد كانت محطته الاولى في عاصمة الجنوب صيدا، حيث زار مطرانية صيدا المارونية وكان في استقباله راعي الابرشية المطران مارون العمار وعدد من الكهنة.

ثم انتقل والعمار الى بلدة شواليق، في زيارة هي الأولى له الى البلدة، دشن خلالها القاعة الجديدة لكنيسة مار يوسف حيث استقبل من قبل ابناء البلدة بنثر الورود والأرز وقرع اجراس الكنيسة.

كما كان في استقباله النائبان زياد أسود وسليم الخوري، ممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد الأب سليمان وهبي، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش ومختار البلدة سامي فرحات، كاهن الرعية المونسنيور الياس الأسمر والآباء بيار جبور، شارل كساب، طوني بو راشد، جوزيف واكيم وجان خوري، وفاعليات.

فرحات

كلمة مختار البلدة ألقاها نجله نمر فرحات، وقال فيها: شواليق اليوم كما الساحل الجزيني في عرس وفرح عظيمين. هي زيارة اردتموها رعوية ابوية تفقدية للاطلاع عن كثب على اوضاعنا وحاجاتنا وهواجسنا، فأقبلنا كبارا وصغارا، شيبا وشبابا، نحتفي بقدومكم الميمون. نرحب بكم وبصحبكم الكريم، فحللتم اهلا لا ضيوفا، فاهلا وسهلا بكم. لقد شرفتنا بقدومك فباركت تراب بلدتنا، هذه القرية البعيدة عن اعين المسؤولين، هذه الأرض التي ورثناها عن اجدادنا وسنورثها بدورنا لأجيالنا القادمة كشرط وجودي لا يكتمل الا بتوفير سبل العيش الكريم من عمل وسكن واستشفاء وتعليم، حتى لا يضطر ابناؤها الى تركها مجددا بعد ان اجبروا على تركها عنوة بفعل التهجير الأليم. ان بلدتنا، شواليق، تشكل مثالا للعيش المشترك ومضرب مثل في التعايش والتلاقي بين جزين وجوارها، فتفتخر باعتدال سلوك ابنائها وانفتاحهم واحترامهم للآخر مجسدين بذلك مبدأ الشراكة والمحبة الذي اتخذتموه شعارا لكم".

أضاف: "أتوجه لكم باسمي واسم مختار البلدة وأبنائها بالشكر على هذه الزيارة الكريمة الأولى في تاريخ البلدة والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني الروحية والوطنية والتنموية والرعوية، وتزيدنا تمسكا وتشبثا بأرضنا وجذورنا ومعتقدنا وتقاليدنا".

الأسمر

من جهته ألقى كاهن الرعية كلمة قال فيها: "ان أبناء رعية مار يوسف- شواليق يجتمعون اليوم ليحتفلوا بقدومكم يا صاحب الغبطة، وانتم الذين اطلقتم يوم انتخابكم شعار: شركة ومحبة. بلدة شواليق تفرح وتهلل مع اصدقائها ومحبيها بحضوركم ووجودكم مع صاحب السيادة، فهي من البلدات التي طالها التهجير سنة 1985. وان "الرجاء الجديد من أجل لبنان" خلق الرجاء عند ابناء هذه البلدة الهادئة التي عرف ابناؤها بمد جسور التواصل مع جيرانهم ان في مدينة صيدا أو في اقليمي التفاح والخروب أو في الشوف، مدركين ان لبنان اكثر من بلد، فهو رسالة، وساحل جزين هو الرسالة بحد ذاتها".

واستعرض الأسمر مسار مشروع بناء كنيسة وقاعة جديدة لرعية مار يوسف، ودور الراعي السابق للأبرشية المطران الياس نصار باتخاذ القرار لوضع حجر الأساس للكنيسة في تموز 2011 ودور راعي الأبرشية الحالي المطران مارون العمار في المتابعة وحث ابناء البلدة على بناء الكنيسة ومساهمات ابناء من البلدة ولا سيما المغترب ايلي فرحات أنطون في هذا البناء. وقال: "ها انتم اليوم تباركون وتدشنون هذه القاعة وهذا يزيدنا نعمة فوق نعمة. وان استكمال بناء الكنيسة الجديدة يتطلب استمرار تكاتف الجميع دون استثناء. ادامكم الله أرزة شامخة في لبنان تمتد شلوحها من لبنان الى كل العالم".

الراعي

ثم تحدث الراعي، فشكر العمار على تنظيمه الجولة، ونوه بجهود الأسمر في تنفيذ المشاريع الرعوية الكبيرة. وشكر الحاضرين على مشاركتهم وأبناء البلدة على حفاوة الاستقبال. وقال: "عندما نقول ان اهالي الشواليق جاءوا اساسا من بلاد جبيل، من بلدة جاج، نشعر اننا مع اهلنا واقربائنا بعد الخدمة التي امضيناها في بلاد جبيل طيلة 23 سنة، وفي جاج بنوع خاص، والأسبوع المقبل سنزور جاج ونقول لأهلها اننا التقينا بالقرايب. أحيي كل واحد منكم واقول: قلبنا كبير برؤية هذا الشعب الطيب المحب، وقلبنا دائما يكبر بكم، ونشعر معكم وخاصة انكم اختبرتم التهجير والحرب وويلاتها، وهذا دليل على اهمية ان لا نفقد الرجاء بالعناية الإلهية، ودائما يجب ان نتذكر ان حياتنا المسيحية مبنية على الآلام والقيامة، هذا معناه ان الكلمة الأخيرة ليست للموت بل للحياة. علينا ان لا نفقد الأمل والرجاء لأن الله دائما معنا".

أضاف: "نحن في لبنان نختبر ان وطننا ككل يصل في كل مرة الى شفير الهاوية ونشعر ان يدا خفية امسكت به. هذا ايمان شعبنا وصلاتنا، هذه سيدة لبنان وهذه العناية الالهية وهؤلاء قديسونا من هذا الوطن يشفعون بنا. طبعا السماء لا تتركنا، ولكن يجب ان نعرف نحن ايضا كيف نتولى بيدنا مسؤوليتنا. لدينا ضمانة ان الله يحمينا كما الطفل يعتبر ان اباه وامه يحميانه، وعندما يكبر يفكر بأن يتحمل مسؤولية نفسه ويبقى الأم والأب مساندين له".

وتابع: "في هذه الأيام نعيش الضياع والمشاكل الاقتصادية والتفكك السياسي والمشاكل المذهبية والطائفية، وهذا يقتضي منا ان نعود ونبني وحدتنا الداخلية والوطنية. ان قوتنا في وحدتنا، قوتنا في تنوعنا في وحدتنا، تعدديتنا في الوحدة، هذه ميزة لبنان. ان لبنان عندما يصبح لونا واحدا دينيا او سياسيا او حزبيا، لا قيمة له، لبنان كل قيمته بالتعددية، ولذلك هو ديمقراطي، وهو الوحيد المتنوع بين كل بلدان الشرق الأوسط، والوحيد نظامه ديمقراطي والوحيد يحترم الحريات العامة والوحيد الذي يترك مكانا للآخر ويتقاسم لا يتحاصص، بل يتشارك مع الآخر مسؤولية البلاد. نحن لسنا مع المحاصصة بل مع المشاركة بالحكم والادارة، لأن المحاصصة تنهي البلد وتخربه. نحن مع أن نتشارك سويا ونبني سويا كمواطنين في هذا المجتمع. ولذلك لبنان لا يستطيع ان يعيش لا على اقصاء الآخر ولا على التفرد بالحكم والإدارة. هذه ثقافتنا وهذه رسالتنا، هذا الكلام اقوله من الشواليق".

وختم الراعي: "سعداء بأن نكون معكم ولو كانت الزيارة خاطفة، لكن انتم في قلبنا وصلاتنا وفكرنا. احييكم لأنكم لم تنتظروا الدولة كي تساعدكم بهذا القليل الذي ساعدت به بل جمعتم من بعضكم واشتغلتم وبدأتم بإعمار بيوتكم وهذه القاعة الجميلة".

ثم قدمت للراعي والعمار باقات ورد ودروع تذكارية.

وادي بعنقودين

بعد ذلك انتقل الراعي الى بلدة وادي بعنقودين، حيث استقبل على وقع قرع اجراس الكنيسة وعزف لفرقة استعراضية، ثم عقد لقاء مع رعية كنيسة مار انطونيوس بحضور مختار البلدة انطوان مخايل والرئيس السابق لرابطة الاخويات في لبنان غطاس نخله وعدد من ابناء البلدة.

مخايل

والقى مخايل كلمة قال فيها: "زيارتكم المباركة لنا يا صاحب الغبطة والنيافة إنما تعطينا المزيد من الدعم والعزم والدفع بالاتجاه الصحيح، فتقوي ايماننا وتضاعف جهودنا وتثبتنا في ارضنا، فنتضامن ونتعاضد ونتكاتف مع بعضنا البعض، ونهمل كل ما هو ارضي وزائل ونعيش مع شركائنا في الوطن بأمان وسلام مهما اختلفت آراؤهم وأديانهم وطوائفهم وعقائدهم".

وشكر الراعي والعمار على "عاطفتهما الأبوية ومحبتهما"، متمنيا "ان تبقى الكنيسة واحدة موحدة في عهدكم والى الأبد".

قزحيا

ثم تحدث كاهن الرعية ايلي قزحيا، فشكر الراعي على "هذه الزيارة الرعائية التاريخية وعلى دعمكم لنا ماديا ومعنويا، ونعاهدكم ونعدكم بأننا سنضاعف جهودنا بالعمل وبإرشادات ابينا سيادة راعي الابرشية الذي يواكب اعمالنا عن كثب لاتمام البناء الجديد للكنيسة".

الراعي

من جهته وجه الراعي في مستهل كلمته "تحية محبة كبيرة جدا لاهالي وادي بعنقودين"، وقال: "فرحة كبيرة ان التقي بكم اليوم مع سيدنا المطران مارون العمار، وهذه الزيارة عزيزة على قلبي وكنت اسمع من المطارنة عن وادي بعنقودين، هذه البلدة الوادعه والحلوة بشعبها وبقلوبكم، وهذه فرصة سعيدة جدا ان التقى بكم اليوم، وكل الشكر للمطران مارون العمار".

وخاطب أهالي البلدة قائلا: "انا هنا معكم لأحييكم، انتم الذين قدمتم 18 شهيدا باحداث العام 1985، هؤلاء الشهداء وضعوا وشاح حزن على بلدتكم وهم شفعاء لكم في السماء ويعطونكم اليوم ويساعدونكم، هكذا اكملتم المسيرة، وصحيح القول الذي يقول ماتوا لنحيا، فلولاهم نحن لم نكن هنا، فأنا اعزيكم".

وتابع: "انتم في هذه المنطقة مررتم بأحداث أليمة وصمتم، ولكن هذا يعلمنا ان يد العناية الالهية حاضرة وان سيدة لبنان هي شفيعتكم، وانتم تغلبتم على كل الصعاب، وهذا دليل على اننا جماعة تؤمن بأن الرب حاضر والكلمة الاخيرة هي لله وليست للبشر، ومهما عمل البشر الكلمة الاخيرة ليست لهم".

وهنأ أهالي البلدة على تشبثهم بأرضهم، وقال: "هذا ما نطلبه من كل الناس كي يحافظ شعبنا فعلا على الارض لأنها مصدر هويتنا وثقافتنا ومستقبلنا، والارض هي أم، وحين أفقد أرضي فقدت الأم معناها، أنا يتيم".

ثم قدمت للراعي هدايا تذكارية بإسم مختار البلدة والرعية، ووقع بعدها على سجل الكنيسة.

لبعا

ولدى وصول موكب البطريرك الى بلدة لبعا، أطلقت المفرقعات النارية، وكان في استقباله رئيس البلدية فادي رومانوس وعقيلته سلمى وأعضاء المجلس البلدي، في حضور أسود وخوري والعمار وراعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد وممثل راعي ابرشية صيدا ومرجعيون للروم الارثوذكس الياس الكفوري الاب جوزيف الخوري ورئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني محمد السعودي والمختار وسام واكيم ورئيس نادي لبعا إيلي سليمان والمديرة العامة لكاريتاس لبنان الدكتورة ريتا رحيم وفاعليات وحشد من ابناء البلدة.

رومانوس

بداية النشيد الوطني، فترحيب من عريفة الحفل مايا عبود، فقصيدة للشاعر عبدالله محفوظ، ثم القى رومانوس كلمة باسم المجلس البلدي قال فيها: "غبطة أبينا، هذه زيارتكم الثانية الى بلدتنا الحبيبة، وهذه بركتكم الثانية لمنطقة جزين الصامدة ومن لبعا بالتحديد. في الزيارة الأولى باركتم وضع حجر الأساس لبناء الكنيسة. اليوم تباركون وتدشنون شارع البطريرك الراحل الكبير المثلث الرحمات الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي زار لبعا ثلاث مرات".

وتابع: "استذكر في هذه المناسبة ما قلته لغبتطكم في الصرح البطريركي لدى تكريمكم سلفكم، اذ فعلتم ما يفعله الكبار في وداع الكبار، وشهد العالم على كبركم، وعظمتكم، وتواضعكم. ومع الكاردينال صفير نستذكر معكم الكاردينال ايتشيغاريه الذي بارك منطقتنا في تموز 1985 بعدما أرسله الحبر الأعظم الى منطقة جزين المحاصرة يومها، ونصلي لراحة نفسه بعدما انتقل أول امس الى الراحة الأبدية. كما نستذكر الكاردينال سيلفستريني رحمه الله والذي زار لبنان في تموز من العام 1991، وكان للبعا شرف استضافته، فأقام في دار العناية وزار بلدات ساحل جزين داعما وطالبا منا أن نثبت بأرضنا وان نرفض الخضوع. وتأتون الآن رسولا من كنيستنا الصامدة، لتقودوا مرحلة إعمار المنطقة. سيأتي اليوم الذي نشهد فيه بالحقيقة كاملة عن دوركم الجبار في ملف استعادة كفرفالوس، سيكتب التاريخ بأنكم بطريرك الإعمار، ونهضة لبنان الحبيب، ومنطقة جزين، وصاحب الرؤية في دعم المسيحيين أينما حلوا.

وأضاف: "الآمال اليوم معقودة عليك يا سيد بكركي. كفرفالوس لا زالت تعاني، ففي قرار غريب من الوزير نهاد المشنوق والوزير غازي زعيتر تم إصدار قرار لرجل الأعمال علاء الخواجة باستباحة مليوني متر من الاراضي، وبقطع ألوف الأشجار، وبتدمير البيئة تحت حجج واهية باستصلاح الاراضي. غبطتكم اليوم بالتحديد نحن بحاجة إليكم. مررت قبل وصولك الى الاحتفال بمنطقة كفرفالوس التي لك الفضل الأكبر باستعادتها. كفرفالوس وقضاء جزين برمته بحاجة الى صوتك الصارخ. رعيتك تئن تحت وجع سرطان استشرى في منطقتنا. مجبل الموت يا غبطة البطريرك يقتلنا ويقتل بيئتنا وأولادنا وطبيعتنا، لكنه لن يقتل عزيمتنا على العيش المشترك في هذه المنطقة. منعنا يا أبينا من الدولة من التظاهر رفضا لاستكمال العمل بمجبل الموت، منعنا من حماية بيئتنا، وحوربنا من قبل من يدعمون القاتل في وجه الضحية. نريدكم أن تكونوا خشبة خلاصنا، وتحمونا من استكبار السلطويين، والمتمترسين خلف الطائفية. ونريدكم أن تحملوا صليب خلاصنا وترفعوه على جلجلة كفرفالوس، مراح الحباس، لبعا، العيشية، الحمصية، عاريا وبحنين".

وقال: "حاولنا ونحاول المستحيل، لنمنع دمار المنطقة، وقد ساعدنا النائب زياد أسود والنائب سليم الخوري والوزير فادي جريصاتي عبر استصدار قرار يحمي منطقتنا من مجبل الموت، لكن وزير الصناعة وائل بو فاعور لا يريد أن يسمح لنا بالحياة. يصر على موتنا اكراما لزعامة ونزولا عند رغبة المستفيدين".

وأردف: "غبطة ابينا، ستزورون بعد لبعا بسري الحبيبة، التي يهددها سد غريب عجيب، قد يقضي على ثروتها، واحراجها وبيئتها. كذلك مرامل الموت في العيشية تهدد المنطقة وصحة أبنائها، فمن لنا سواكم يا سيدنا وحامينا؟ من لنا سوى قدرتكم على احداث التغيير لمصلحة المسيحيين في المنطقة؟".

وختم: "اليوم نستقبلكم في زيارتكم الثانية، أما في القريب العاجل فسنستقبلكم محتفلين معكم ومع المطران مارون العمار، الذي أحدث وجوده فرقا كبيرا، سنستقبلكم معه في احتفال الانتهاء من بناء الكنسية، على أمل أن تكون قيامة المنطقة من تحت أنقاض الموت البطيء عن طريقكم ومن خلالكم، ولكم مني ومن أبناء المنطقة ومن كل شريف لبناني ألف تحية".

الراعي

ورد الراعي قائلا: "نحن اكثر من سعداء ان نكون معكم في بلدة لبعا، لأكثر من سبب، والسبب الجوهري والاساسي ان نلتقي بتأثر حتى ندشن شارعا باسم مثلث الرحمة البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي من سمائه اليوم يبتهج ويبارك ويصلي ويدعو لكم جميعا".

وهنأ رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي وأبناء لبعا "على هذه المبادرة الحلوة وعرفان الجميل للبطريرك الكبير الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وهذا فخر كبير بالنسبة لنا ان نكون معكم هنا بهذه البلدة التي سمتها عريفة الحفل مدخل الساحل والجبل، وجميل ان يكون هنا هذا الشارع باسم البطريرك الكبير المحبوب من كل اللبنانيين كما بدا يوم وفاته وايام التعازي، فجميعكم تعرفون أننا اقمنا اسبوعا كاملا، لكن لو قدمنا شهرا لكانت الجماهير حتى اليوم تتقاطر إلينا، لأن هذا الرجل أحبه كل اللبنانيين لأنه أحبهم كلهم".

وشكر رومانوس "على هذه المبادرة الحلوة"، ثم تحدث عن علاقته بالبطريرك الراحل صفير قائلا: "حين كان مطرانا شابا في العام 62 تعرفنا عليه والعلاقات توطدت اكثر واكثر، وحين انتخب في العام 1986 كنت انا انصب نائبا بطريركيا مكانه في بكركي، وعشنا معه 4 سنوات حلوة تعرفنا عليه بشخصيته الروحانية ومعرفته للبنان واللبنانيين ومعرفته العميقة للسياسة والسياسيين، هو الذي واكب البطريرك المعوشي ثم البطريرك خريش، وبهذا الصمت تعرف على الجميع، وكان بالنسبة لنا مدرسة كبيرة جدا وخاصة بتجرده وتواضعه وعدم ادعائه ابدا، ولا مرة قال كلمه فيها اي ادعاء، لذلك اقول من كل قلبي شكرا لأن بادرة افتتاح هذا الشارع عزيزة علينا كثيرا لنعود ونزور لبعا ونمر بشارع الراحل البطريرك صفير".

كما شكر رومانوس على "كلمته التي عبرت عن المعاناة التي يعيشها ابناء المنطقة وتحدثت عنها بالتفصيل ووضعتها في قلبي، وأعد بأن أعمل مع المطارنه ومجلسنا ومع كل اصحاب الارادات الطيبة والمسؤولين وسنبذل كل جهدنا من اجل خدمة هذه المنطقة".

وقال متوجها الى رومانوس: "وضعت عندي الكثير وانا بالحقيقة اضعها عندكم انت والمطران العمار والرهبنة اللبنانية المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار وكل الذين عاونوا وكل الاردات الطيبة التي وضعت يدها بهذا المشروع، مشروع كفرفالوس. بالنسبة لي كان حلما، ولذلك نحن ندعم، ونحن نرى فيه علامة رجاء للمنطقة وعلامة خير لكل الناس، وهو مفتوح لكل الناس، وليس هناك اجمل من البنيان والنمو والتطور، حتى العائلة اللبنانية بتنوعها، وهذا جمالها انها متنوعة، تلتقي وتتعاون مع بعضها لبناء هذا الوطن الحبيب لبنان، والذي ليس له قيمة اذا فقد ميزته الاساسية، التعددية في الوحدة، لا يعود له قيمة، لون واحد وطائفة واحدة وحزب واحد ليس لبنان، فكل قيمة لبنان بتنوعه ووحدته".

أضاف: "نتطلع الى كفرفالوس من هذا المنظار، ولما توجهنا إلى آل الحريري الكرام وجدنا منهم كل ترحاب، هذه علامة انهم ايضا مؤمنون بهذا التعاون بين اللبنانيين، وهناك قلوب مستعدة ونوايا صالحة وتطلعات حلوة والله يبارك هذا المشروع وربنا يتمم امنياتكم ويكون فعلا لهذا المنطقة كلها علامة فرح ورجاء وتشبث".

وحيا المديرة العامة لكاريتاس لبنان وشبيبتها، ورمانوس لشرائه منزل الشيخ احمد الاسير وتقديمه لكاريتاس، معتبرا أنه "عمل رائع، ربنا يكافيك على هذا العمل وربنا يبارك كاريتاس لتكون بخدمة المنطقة من جديد".

وختم الراعي: "نشكر ربنا الذي يعطينا كل هذه العلامات الحلوة حتى يعود ويقول لنا: انتم عائلة واحدة يا لبنانيين، بتنوعكم عيشوا جمال وحدة عائلتكم اللبنانية على تنوعها، ودام ذكر المثلث الرحمة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وعاشت لبعا وعاش لبنان".

بعد ذلك قدمت للراعي هدايا من منتوجات البلدة، وصليب مذهب من رومانوس الذي قدم له أيضا لوحتين للسيدة العذراء وكتابا من جمال محفوظ.

ثم انتقل الراعي والعمار والحداد ورومانوس والسعودي لغرس شجرة زيتون في حديقة لبعا، وتم افتتاح شارع باسم البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير.

المصدر : جنوبيات