الأحد 15 أيلول 2019 13:26 م

المفتي دريان: ليكن مؤتمرنا عملا نضاليا من أجل التوحد حول الدولة القادرة


* جنوبيات

        اكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ان َالدَّولَةُ هي التي تَسُوسُ الدُّنيَا بِحُسْنِ إِدَارَةِ الشَّأْنِ العَامّ، وَالدَّولَةُ هي التي تَحْرُسُ الدِّين، فَيَبْقَى على إِجْمَاعَاتِهِ وَأَعْرَافِهِ المُسْتَقِرَّة، وَالدَّولَةُ هي التي تُنَظِّمُ عَلاقَاتِنَا بِالعَالَمِ وَالمُجْتَمَعِ الدَّولِيّ، دُوَلاً وَمُنَظَّمَاتٍ وَنِظَامًا عَالَمِيًّا.

       وقال في كلمة له خلال حفل افتتاح أعمال المؤتمر العام الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة بعنوان "فقه بناء الدول ..دراسة فقهية عصرية" انَّ مُهِمَّاتَنَا الدِّينِيَّة، تَقْتَضِينَا دَعمَ الأَمْنِ وَالأَمانِ وَالاسْتِقْرَار، وَتَحْسِينَ عَيشِ النَّاس، والاهتمامَ بِالمُسَاوَاةِ وَالعَدَالَة؛ ولا طَرِيقَ لِذلِكَ غَيرُ الدَّولَةِ الوَطَنِيَّةِ القائمَة، التي التزَمَتِ الدُّستور، وَإرَادَةَ المُوَاطِنِين، وَالخِيَارَاتِ الكُبْرَى لِلأُمَّة.. فَالأَمْنُ وَالكِفَايَةُ اللذانِ يُؤَمِّنُهُمَا كِيَانُ الإيلافِ وَالائْتِلاف، ضَرُورِيَّانِ لِلبَقاءِ الاجْتِمَاعِيّ، وَالإنْجَازِ السِّيَاسِيّ.

        الوَجْهُ الأَوَّل: أَنَّ الصَّحَويَّاتِ التي تَرفَعُ شِعَارَاتٍ دِينِيَّة، تَرمِي لِلدُّخُولِ فِي بَطْنِ الدَّولة، أَخَلَّتْ في الوَقْتِ نَفْسِهِ بِبَقَاءِ الدِّينِ على أَعْرَافِهِ المُسْتَقِرَّة، وَنَازَعَتِ الدَّولَةَ في إِدارَةِ الشَّأْنِ العَامّ.

        وَالوَجْهُ الثَّانِي: مَسْؤولِيَّاتُنَا في التَّعلِيمِ وَالفَتوَى، وَالإِرشَادِ العَامّ، وَهِيَ شُؤونٌ وَمَسائلُ حَسَّاسَة، تُثِيرُ القَلَقَ في سَائرِ جَوَانِبِ الحَيَاةِ الدِّينِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّة، إنْ لَمْ يَسُدْهَا التَّعَقُّلُ وَالانْضِبَاطُ وَالاسْتِنَارَة، وإدراكُ المَصَالِحِ الأَسَاسِيَّةِ لِلأُمَّةِ وَالدَّولَة.

        أمَّا الوَجهُ الثَّالِثُ لِمَسؤولِيَّاتِ أَهلِ العِلمِ وَالدِّين، فَتَمْتَثِلُ في نَشْرِ ثَقَافَةِ العَدَالَةِ وَالمُسَاوَاةِ وَالاعْتِدَال، وَهِيَ جَمِيعًا وَاقِعَةٌ تَحتَ وَاجِبَاتِ الدَّولَةِ وَتَكْلِيفَاتِها. مَا البَدِيلُ عَنْ هَذِهِ الثَّقَافَةِ الضَّرُورِيَّة؟ البَدِيلُ مَا نَرَاهُ مِنِ انْتِشَارِ ثَقَافَةِ أَو مُمَارَسَاتِ المِيليشْيَاتِ العَنِيفَةِ وَالإرهَابِيَّة. وَبَعضُهَا نِتَاجٌ دَاخِلِيّ، وَبَعضُهَا الآخَرُ اسْتِهْدَافَاتٌ مِنَ الخَارِجِ الإِقْلِيمِيِّ وَالدَّولِيّ، تَحَوَّلتِ المِيليشْيَاتُ العَنِيفَةُ وَالإرهابِيَّةُ إلى أَذْرُعٍ وَأَدَوَاتٍ لها، فَأَوقَعَتْ أَضْرَارًا فَادِحَةً بِالأُمَّةِ وَالدُّولِ الوَطَنِيَّة، وَسَلامَةِ الدِّينِ، وَسَلامِ العَالَم.

        وختم: فَلْيَكُنْ مُؤْتَمَرُنا عَمَلاً نِضَالِيًّا، مِنْ أَجْلِ التَّوَحُّدِ مِنْ حَولِ الدَّولَةِ الوَطَنِيَّةِ القَوِيَّةِ القَادِرَة، التي تُؤَمِّنُ المُجتَمَع، وَتُحَقِّقُ الاسْتِقْرَارَ وَالرَّخَاء، وَتَنْشُرُ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ أَهْلِ العِلمِ وَالدِّين، ثَقَافَةَ التَّسَامُحِ وَالاعْتِدَالِ، وَالأُخُوَّةِ الإِنْسَانِيَّة.

المصدر : جنوبيات