الخميس 3 تشرين الأول 2019 20:39 م |
الرئيس الحريري خلال إطلاق أهداف التنمية المستدامة 2030: مشكلتنا في البلد سياسية وفي خلافاتنا لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نتجاوزها وننهض ببلدنا |
* جنوبيات اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن "مشكلتنا في البلد سياسية، وفي خلافاتنا، لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نتجاوز هذه الخلافات وننهض بالبلد"، وقال: "إن المطلوب منا اليوم كلبنانيين وكحكومة هو أن نطور أنفسنا ونغير بعض القوانين القديمة لكي نخرج البلد من الوضع الاقتصادي المتردي". وشدد الرئيس الحريري على أن "التنمية المستدامة هي فعليا الطريقة الوحيدة والذكية في الاستثمار التي يجب أن نتبعها في كل الوزارات والقطاعات بالدولة لتطوير أنفسنا والنهوض بالوطن". كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته بعض ظهر اليوم في السراي الحكومي إطلاق أهداف التنمية المستدامة 2030، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، وزراء: الإعلام جمال الجراح، الصناعة وائل أبو فاعور، العمل كميل أبو سليمان، الدفاع الوطني الياس بو صعب، الاقتصاد منصور بطيش، البيئة فادي جريصاتي، الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، الدولة شؤون تكنولوجيا المعلومات عادل افيوني، والنواب: بهية الحريري، رولا الطبش، عناية عز الدين، ميشال موسى، عاصم عراجي، جورج عقيص، نزيه نجم، الياس حنكش، محمد القرعاوي، ميشال معوض وديما جمالي. كما حضر المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، امين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، رئيس جامعة LAU الدكتور جورج جبرا، وعدد من السفراء العرب والأجانب والمدراء العامين ورؤساء نقابات وشخصيات سياسية واجتماعية وديبلوماسية واعلامية.
الحريري أضاف: "وهنا، حين أتحدث عن التعاون بين الإدارات، فإن مشكلتنا في لبنان أن كل وزارة تعمل كأنها وحدها، وهذا أمر مرفوض، لأن كل الوزارات وكل الموجودين فيها وكل الوزراء وحتى أنا كرئيس حكومة ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، جميعنا نعمل لخدمة المواطن. ولذلك، وضع معيار في الأمم المتحدة حول كيفية تطوير أنفسنا، وعلينا أن نطبق هذا المعيار، ليس من أجل الأمم المتحدة بل من أجل أن نطور أنفسنا كلبنانيين، لأننا تراجعنا، وعلينا اليوم أن نعيد تطوير أنفسنا". وتابع: "من هذا المنطلق، أي وزارة لا تتعاون تكون هي مسؤولة عن إبقاء لبنان متراجعا. وأهداف التنمية المستدامة هي بالنسبة لي ولكم جميعا هي الهدف الأساس. والفكرة من التنمية المستدامة ليست صدقة ولا عملا خيريا، بل إنها فعليا الطريقة الوحيدة والذكية في الاستثمار التي يجب أن نتبعها في كل الوزارات والقطاعات بالدولة. ولذلك، أقول كرئيس حكومة، إنه يجب على كل الوزارات التعاون مع بعضها البعض لتحقيق هذه الأهداف، وإلا نكون قد أضعنا فرصة بأن يصبح مستوى تطورنا مشابها لمستوى الدول الأخرى، وفرصة استلحاق ما تأخرنا عنه". وأردف: "في السابق، كنا نقول إن لبنان بلد المتعلمين، ودائما نفخر باللبنانيين حيثما كانوا، ونقول إنه أينما ذهب اللبناني ينجح، لكن ليس في لبنان. مشكلتنا في هذا البلد سياسية، مشكلتنا في خلافاتنا، لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن ننهض بالبلد. والعمل الذي نقوم به اليوم في الحكومة وفي اللجان التي أترأسها هو إخراج البلد من هذه الأزمة. ولكن على المديين المتوسط والبعيد، نحن نتجه إلى تحقيق هذه الأهداف للتنمية المستدامة". وختم قائلا: "أشكر السيد لازاريني وكل الوزراء القائمين على هذا المشروع، وكذلك مجلس النواب المنخرط في هذا البرنامج بشكل كبير، لكن الأهم هو التعاون، وأنا سأتابع كل وزارة على حدة لكي أتأكد من مستوى تعاونها في تطبيق هذه الأهداف، لأن في ذلك مصلحة لأولادنا. ربما علينا أن نتعب قليلا أو كثيرا، لكن ذلك سيصب في مصلحة أولادنا ومستوى معيشتهم بالمستقبل. فشكرا للجميع ولكل الوزراء الحاضرين وللسيدة كلودين عون وكل النواب الحاضرين والمديرين العامين. أشد على أيديكم جميعا للعمل ليل نهار. نحن نريد أن نستعيد الثقة، والطريقة الوحيدة لذلك هي أن ننظر للعالم، هناك إجراءات تتخذ وعمل ينفذ وأهداف تطبق، وكل ما نتحدث به يجب أن نطبقه، وما نتأخر في إنجازه يجب أن نعترف به، ويجب أن تكون هناك شفافية بكل طريقة عملنا. فشكرا للجميع وإلى العمل".
حاصباني أضاف: "لقد قدمنا إلى الأمم المتحدة التقرير الطوعي الأول عن التنمية المستدامة (VNR) :Voluntary National Review، حيث بدأنا بمسح للوضع الحالي منذ أكثر من عام، فكان التقرير نقطة بداية ننطلق منها لنبني رؤية واستراتيجية وطنية نضع على أساسها خطة تنفيذية لكي نصل إلى أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الامم المتحدة بحلول 2030. والتنمية المستدامة أتت أهدافها في إطار متكامل يتضمن 17 هدفا مترابطة بعضها ببعض. لن نستطيع تحقيق نمو اقتصادي وعمل لائق ومساواة في الفرص بين الناس إن لم نحقق بقية الاهداف الموضوعة ضمن إطار التنمية المستدامة. وبهذا نترك عالما أفضل للاجيال المقبلة تعيش فيه بكرامة واكتفاء مالي وأمان وإنتاجية عالية. وتأتي التنمية المستدامة كحل محلي لمشكلة عالمية فتضم وتنظم عقدا اجتماعيا جديدا ليحل محل النماذج التي سادت في السابق، فالتنمية المستدامة تحقق نموا ترافقه مسؤولية اجتماعية وبيئية ومساواة في الفرص والحقوق وعدالة في توزيع مستوى العيش بكرامة". وتابع: "لذلك، ننطلق اليوم بالعمل على وضع رؤية وخارطة طريق للوصول إلى الأهداف في عام 2030، بدءا في التنفيذ في عام 2020. وسنعمل على وضع أهداف إصلاحية تشمل كل القطاعات: القطاع العام (تحديدا الوزارات والبلديات)، إضافة إلى القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة. ولا ينجح عمل كهذا إلا إذا كان تشاركيا بين كل المعنيين. وكما فعلنا عند تحضير التقرير الطوعي الاول، سيتشارك المجتمع المدني مع الوزارات والإدارات والقطاع الخاص في ورش عمل ودراسات لجمع الخبرات ودمج الخطط الموضوعة ووضع خطط جديدة لإنجاز هذه المهام. وسينقسم العمل على 4 لجان تترأسها الوزارات الأكثر ارتباطا بموضعها. فوزارة التربية والتعليم العالي تترأس اللجنة التي تعنى بشؤون السكان. أما وزارة البيئة فتترأس تلك المعنية بكوكب الأرض. واللجنة التي تتولى أهداف الازدهار تترأسها وزارة الاقتصاد والتجارة. وأخيرا، اللجنة التي تعنى بالسلام والمؤسسات فتترأسها وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية". وأردف: "أما الوقت، فليس معنا، نسابقه لإنجاز الرؤية والبدء بتطبيقها في الربع الاول من عام 2020، وذلك يتطلب مجهودا كبيرا وتعاونا من الجميع لإنجاز الخطوات الموضوعة في خطة العمل التي نطلقها اليوم، والتي تشمل أربع مراحل أساسية، فالمرحلة التحضيرية تتضمن وضع وإطلاق خطة العمل. أما المرحلة الأولى فيتم خلالها تحديد الرؤية الطويلة الامد لعام 2030 من خلال إصدار تقرير أولي يتضمن تحليلا للثغرات وتوصيات بالمشاركة مع الجهات المعنية. ويتبع ذلك رفع الرؤية إلى مجلس الوزراء لمصادقتها. في المرحلة الثانية، يتم تنظيم ورش عمل للتخطيط وتحديد الأولويات من أجل وضع خطة متوسطة الأمد، إضافة إلى تطوير النسخة الاولية من الخطة الخماسية بالاستناد إلى ورش العمل هذه. أما في المرحلة الثالثة والأخيرة فيتم إطلاق الخطة الاستراتيجية وإحالتها إلى مجلس الوزراء بعد رفعها إلى اللجنة الوطنية للأخذ بملاحظاتها". وختم حاصباني: "أتمنى أن نستمر جميعا في التعاون لتنفيذ هذا المشروع الوطني على مستوى عالمي فنتمكن من تحقيق نهضة غير مسبوقة في بلد مثل لبنان. فقط إن تعاونا نستطيع تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية وبيئية وصحية وإنسانية، وهذا أساس ما نعمل عليه بالتعاون معا. كما أشكر دولة الرئيس سعد الحريري على اهتمامه الكبير في التنمية المستدامة وعلى ايكاله هذه المهمة لنا، للعمل معا على تحقيق هذه الرؤية. في النهاية، أتطلع للعمل معكم جميعا لإنتاج رؤية مشتركة نلتزم بتطبيقها معا".
لازاريني ولفت إلى أن "نصف الثروات في العالم يملكها عدد من الأشخاص"، مشيرا إلى أن "بطالة الشباب هي في مستويات خطيرة، إضافة إلى تصاعد الجوع عبر العالم"، وقال: "إن بلدان العالم في معظمها لا تطبق مبدأ المساواة بين الجنسين، والهوة تتسع في هذا المجال". أضاف: "ما يقارب 500 مليون انسان مهدد بالفقر المدقع بحلول 2030، لبنان ليس استثناء، بحيث أن 30 في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، و37 في المئة منهم فقط يشربون المياه السليمة، في حين أن 70 في المئة من مصادر المياه في لبنان لوثة. وفضلا عن ذلك، فإن 5 في المئة فقط من أعضاء البرلمان اللبناني هن من النساء، وهو من أدنى الأرقام في العالم. وكذلك، فإن مشاركة النساء في الحياة الاقتصادية لا تتعدى ال26 في المئة". وتابع: "لقد صنف لبنان بالمرتبة 138 لجهة الفساد من أصل 180 في عام 2018. وكذلك، شهدت بيروت تلوثا في الهواء يعادل ضعف معدلات الوكالة الاوروبية للبيئة". وأشار إلى أن "هناك حاجة سريعة للعمل، خصوصا في المجال الاقتصادي وكل المجالات الأخرى"، معتبرا أن "خطة 2030 تشكل فرصة فريدة للتطوير خلال السنوات العشر المقبلة". المصدر : جنوبيات |