اقامت (دار الندوة) حفل افطارها السنوي بحضور حشد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية والعربية، والسياسية والثقافية والاجتماعية، وكان ضيف الافطار هذا العام الوزير السابق عبد الرحيم مراد رئيس الجامعة اللبنانية الدولية وقد تقدم الحضور الرئيس حسين الحسيني والوزير السابق عصام نعمان والنائبان السابقان بهاء الدين عيتاني ود. حسين اليتيم، وامين عام المؤتمر القومي العربي د. زياد حافظ، المحامي عمر زين الامين السابق لاتحاد المحامين العرب، الرئيس السابق لمجلس ادارة صندوق الضمان الاجتماعي د. موريس ابو ناضر وممثلين عن الاجهزة الامنية وممثلون عن سفارات فلسطين و ايران والسودان.
كما حضر ايضا المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية الاستاذ معن بشور ونائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله الحاج محمود قماطي، رمزي دسوم التيار الوطني الحر، ونائب رئيس المنتدى القومي العربي د. ساسين عساف،امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان الحاج فتحي ابو العردات، وامين القيادة القطرية لحزب البعث سهيل قصار، نائب رئيس حزب الاتحاد احمد مرعيوالاباتي انطوان ضو د. غسان الخازن، النقيب سونيا عطية، اللواء الركن الدكتور ياسين سويد، المحامي الياس مطران عضو لجنة المتابعة في المؤتمر القومي/الاسلامي، عماد شبارو، ، رحاب مكحل مدير عام المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، والامين العام لاتحاد الشباب العربي طلال خانكان، عبد الله عبد الحميد منسق انشطة المنتدى القومي العربي، الحاج عبد الهادي محيسن رئيس اللجنة الثقافية في نادي خريجي جامعة بيروت العربية، عضوا مجلس امناء المنتدى القومي العربي، السفير السابق جهاد كرم والسيد محمد شرف الدين.
وحضر ايضا اعضاء مجلس ادارة الندوة والمنتدى القومي العربي والحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة وقيادة حزب الاتحاد، ومسؤولو اللجان والروابط الشعبية (المحامي خليل بركات، فيصل درنيقة، خالد الحلاق، مأمون مكحل، يحيى المعلم، ديب حجازي، نبيل حلاق، عمر ابو حطب وعبد اللطيف الشماس)، وملتقى بيروت الاهلي، المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية، مؤسسة القدس الدولية، وممثلو الاحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية
مرهج
وقد تحدث في الافطار رئيس مجلس ادارة (دار الندوة) الوزير السابق بشارة مرهج. رحب بالحاضرين وجاء في كلمته: "يشرفنا ان نلتقي اليوم معكم في دار الندوة في هذا الشهر الفضيل، شهر الخير والبركة."
وقال مرهج: عندما تأسست دار الندوة في القرن الماضي عام 1987 كانت البلد تعيش انقساما حادا فرأى نفر من ابناء التيار الوطني اللبناني والعربي الحضاري ان يلتقوا معا في محاولة لسد الفراغ ولاعادة تأسيس الوحدة اللبنانية التي كانت مهددة يومذاك بالممارسات المليشياوية وبالتطرف السياسي الذي نعيش بعض فصوله اليوم ولكن بحدة اكثر.
واضاف مرهج: كان هدفنا في تلك المرحلة، وهدف راعي هذه الدار الراحل الكبير الاستاذ منح الصلح ان نعزز روح الوحدة الوطنية في هذا البلد الذي قام على الوفاق ويستمر بالوفاق والتواصل. فكل حزب لبناني وكل تجمع لا يؤمن بالمشاركة، مشاركة السلطة ومشاركة الرأي ومشاركة القرار يبتعد عن الروح اللبنانية وعن الميثاق اللبناني ويسهم من حيث يدري او لا يدري بوضع البلاد على شفير الهاوية لأن هذه البلاد لا تعيش الا بروح الوحدة ولا تتهدد إلا اذا اعتقد كل طرف منا انه يستطيع ان يستأثر بالقرار او يستطيع ان يستأثر بالرؤية او يستاثر بالسياسة او بالادارة او بالدولة.
وتابع مرهج: فالميثاق الوطني معناه المشاركة والمشاركة موجودة في الدستور ويجب ان تكون موجودة في ممارساتنا العامة لكي نستطيع ان نخلّص هذا البلد من الاخطار الذي تتهدده وهذه الاخطار تتزايد يوما بعد يوم ونرى بأم العين كيف يتعرض اللبنانيون اليوم سواء في القاع او غيرها من المدن والبلدات اللبنانية الى مخاطر لم نكن نتصورها .
فاذن نحن بحاجة الى خبرات والى دعم القوى الامنية ودعم الجيش والى اتباع سياسات جديدة تتناسب مع صعوبات المرحلة ومخاطرها، ومن هنا نحن ندعو ليس الى حل المشاكل الروتينية فهذا امر مفروغ منه سواء بالنسبة للكهرباء او بالنسبة للبنية التحتية، ولكن نريد حكومة تفكر بمسقبلنا بمصيرنا هذا هو المطلب الشعبي اليوم والذي نكرره في هذه الدار التي تعودت ان تنطق يالموقف اللبناني الوطني وبالموقف العربي الحضاري.
نريد حكومة تتنبه الى ما يجري من حولنا وما يجري داخل مجتمعاتنا وان تضع الحلول اللازمة والتوجهات المبتكرة كي نستطيع ان نتكافئ مع المخاطر وان نجتاز هذا الامتحان ونحن قادرون على اجتياز هذا الامتحان اذا تآلفنا وتجمعنا واعدنا تأسيس روح المشاركة في هذا المجتمع الذي يريدونه طوائف ومذاهب وتوزعات سياسية لامعنى لها سواء كانت بشكل كانتونات او بشكل آخر.
واكد مرهج على النهج الاستقلالي الذي نشأنا عليه ونريد ان تصل هذه الكلمة من موقع استقلالي نحن لا نقول كلمة او موقف سواء على المستوى اللبناني او على المستوى العربي إلا من ما نستهلمه من ضميرنا ومن معاناة شعبنا، فلن نقف اي موقف لصالح هذه الجهة ضد هذه الجهة ،او هذا الفريق ضد هذا الفريق، نحن نعتبر ان هذه الدار، دار اللبنانيين وكل العرب وفي هذه المناسبة اذ نوجه التحية الى شهدائنا في القاع وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان بوجه العدو الصهيوني او بوجه الارهاب نستلهم في هذه اللحظة هذه الروح النضالية التي تشع في القدس وتشع في فلسطين عبر مواقف الشعب الفلسطيني النابضة بالحياة ، والنابضة بالنضال والنابضة بالمواقف الوطنية والقومية التي تبشر بالخير. عندما يستطيع الشعب الفلسطيني ان يصلي الجمعة الاخيرة في هذا الشهر الفضيل بالرغم من كل الاجراءات التي اتخذها العدو الصهيوني ان يصلي جماعة في المسجد الاقصى فانه يكرس ان هذه الارض هي ارض فلسطينية وهذه ارض عربية وهذه الاماكن المقدسة لن تكون يوما بعهدة الصهاينة او ملكا للدولة اليهودية الخالصة التي يريدون قيامهاعلى ارضنا المقدسة ، نحيي اهل القدس واهل فلسطين لوقفتهم الرائعة ونقول لهم سنكون دائما معكم، سنكون دائما مع القدس مع غزة مع فلسطين
مراد
ضيف الافطار الوزير السابق عبد الرحيم مراد رئيس حزب الاتحاد قال: التواجد في دار الندوة، له مذاق خاص لأنها من المؤسسات النادرة التي ما زال للعروبة فيها مكان، ولأن القيمين عليها مشغولون بالهّم العربي، الذي يحكم كل انشطتهم، وهو البوصلة لحركتهم، ولكل ما يقومون به في هذه الدار، اضافة الى حضورهم الدائم، في كل نشاط عام على هذا الصعيد، لذلك اتوجه اليهم بكل الشكر والتقدير، واشد على ايديهم مشجعا ومؤازرا لهم ومتطلعا معهم الى غد عربي افضل، وبفضل ايمانهم الراسخ بعروبتهم الذي تتم ترجمته برامج فاعلة، يسهرون على حسن تنفيذها من خلال الندوات والمحاضرات واللقاءات وجلسات النقاش وحلقات الحوار لبنانياَ وعربيا التي تستمر عل مدار ، في السياسة،والثقافة والفكر والفن والادب الامر الذي يجعل من هذه الدار ومضة ضوء في ليلنا العربي الحالك الظلمة وينطبق عليهم القياس على حديث الرسول (ص): سيأتي يوم القابض على دينه كالقابض على الجمر، وقياسا على هذا الحديث سيأتي يوم القابض على عروبته كالقابض على الجمر، خاصة في خضم هذا الطوفان الطائفي والمذهبي، وللأسف الشديد فقد وصلنا الى هذا اليوم.
وأضاف مراد: لبنان ليس بمنأى عن هذا الظلام فالمناكفات السياسية على أشدها، والضائقة المعيشية في ذروتها، والوضع الاقتصادي بالغ الهشاشة، والدين العام الى المزيد والبطالة تتصاعد يوماً بعد يوم، والهجرة متزايدة وكثير من مؤسسات الدولة مشلولة، وتفوح من كثير من الادارات روائح فساد تزكم الانوف، وكل يوم يطلع علينا يصحب معه أزمة جديدة، وكل ازمة تصطف الى جانب الاخرى دون الحلول المناسبة ، وضغوط الحياة اليومية ترهق المواطنين، والوضع الاجتماعي الى مزيد من الفوارق والى مزيد من ضرب الطبقة الوسطى، التي هي ركيزة التوازن المجتمعي وهذه كلها نواقيس خطر تدق فوق رأس الوطن والناس وتنذر بتأزم على تأزم، الأمر الذي يرتب على أصحاب الشأن البحث عن حلول فالامكانات لدينا متوافرة ومواردنا البشرية لا بأس بها، رغم استنزافها اليوم بالهجرة والاغتراب وثروتنا الغازية والنفطية آن الاوان ليتم الافراج عنها، لذلك يجب البدء من مكان ما.
وتابع مراد قائلا: ان النقطة الوحيدة التي يجب البدء منها ليتعافى الوطن سياسيا هي انجاز قانون انتخابي منصف تكون قاعدته النسبية الكاملة، لأن ذلك يتيح لاصحاب الحيثيات العامة، احزابا، وقوى سياسية، وشخصيات مستقلة، الوصول الى المجلس النيابي، وبذلك تتجدد االدورة السياسية والتشريعية، ويتم ضخ دم جديد في البنية الاساسية للدولة، ويصبح لصوت المواطن معنى، لأنه قادر على المحاسبة والحساب، ويعمل النائب على مصالح الناس الذين انتخبوه ليظل موضع ثقتهم ولا يعود رهينة زعيم هذه الكتلة او تلك، وهو ما يسمح باطلاق دينامية تشريعية تراعي كل جوانب الاصلاح المالي والاداري والاجتماعي والسياسي، وبهذا ينمو حس المواطنة والانتماء الى وطن، ويخبو الاصطفاف الطائفي والمذهبي واي اصطفاف إثني آخر، وحبذا لو يتم تتويج كل ذلك بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب,
واضاف الوزير مراد: منذ الاستقلال حتى الان اعتدنا على ان نتطلع للخارج عربيا ودوليا لمساعدتنا للخروج من ازماتنا الداخلية السياسية والامنية, لكن المؤسف انه اينما توجهنا عربيا في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة لا نجد بأن لبنان له اي التفاتة في اولويات الهموم العربية اذ ان الازمات المتعددة عربيا في سوريا والعراق واليمن وليبيا تأخذ الحيز الاكبر من الاهتمام سلبا وايجابا، اما لبنان لا يأتي ضمن الاولويات وكذلك الامر بالنسبة للاولويات الدولية التي نجحت باختراع التخريب العربي وهو من اولوياتها.. والأنكى من كل ذلك فان لبنان ليس من اولويات المسؤولين اللبنانيين ايضا، وهنا تكمن الطامة الكبرى وبالمناسبة لا ادري هل ستصل اصداء التفجيرات الارهابية في القاع الى مسامع المسؤولين ليتفقوا على حلول وطنية لتحصين الوضع ولمواجهة كل الاحتمالات لانه لا يمكن ان يستقر الامن بدون اجواء سياسية مستقرة ومساعدة.
وقال الوزير مراد: اذا كان الوضع اللبناني هشا، فان الوضع العربي العام بالغ الهشاشة بعد ان طال خريفه الدامي، وكثرت التشققات في بناه وديمغرافيته، وتفاقم التشظي في بعض اجزائه، واصبح من العبث الاستمرار بهذه اللعبة القذرة الدامية، التي تستنبت الظلامية في كل مكان، ولم يعد هناك من جدوى إلا بالحلول السياسية، لكل الازمات التي يعاني منها العرب في اكثر من مكان، ومن الملح جدا البدء براب الصدع بدعوة مسؤولة للقاء بين مربع العمود الفقري للوطن العربي، مصر وسوريا والسعودية والعراق، كمقدمة لوحدة الصف العربي التي تحفظ الحد المطلوب ، ولوحدة الموقف العربي من اجل الامة العربية كلها، ومن اجل فلسطين التي تكاد تنسى والتي توارى الاهتمام بها كثيرا، والتي يحاول الكيان الصهيوني جاهدا ان يغيبّها عن المشهد الدولي مستفيدا الى أقصى الحدود من هذا الواقع العربي المرير، هذا الواقع الذي يهيب بالقوى القومية العربية ان تستنهض مجامع قوتها وتبلور رؤية عربية جامعة تبقي على جذوة المقاومة في فلسطين، وتزرع الامل في الجيل الجديد، وتتيح له فرصة ان يعيش قضاياه الملحة، التي تجمع ولا تفرق، وتوحد ولا تشتت، وهذا ما تقوم به دار الندوة والقيمون عليها يصب في هذا الاتجاه.
وختم مراد بما ان واقعنا العربي وواقعنا اللبناني يحتاج لتغيير وبما اننا كجيل فشلنا ان نغير ما بأنفسنا علينا بألا نصادر حق الاجيال القادمة بالتغيير. لذا لجأنا لانشاء المؤسسات التربوية والتعليمية من جامعات ومدارس اكاديمية ومهنية وتقنية في لبنان وفي بعض الدول العربية، واصبحت هذه المؤسسات في المواقع الاولى نوعاّ وكماّ، وكل ذلك ليتسلح هذا الجيل بالعلم والمعرفة ليعملوا على التغيير الذي تتطلبه الامة، ونعاهد ان نواصل هذه الجهود وفي هذا الميدان تحديدا.