الجمعة 11 تشرين الأول 2019 21:13 م

كلودين عون روكز في ندوة متخصّصة بمناسبة "اليوم العالمي للفتاة" من تنظيم "معهد المرأة العربية" في الجامعة اللبنانية الأميركية


* جنوبيات

احتفل "معهد المرأة العربية" في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) بـ "اليوم العالمي للفتاة" بندوة متخصصة بعنوان Empowering Girls for a Brighter Tomorrow شاركت فيها رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب السيدة فيوليت خيرالله الصفدي، وسفيرة كندا في لبنان السيدة إيمانويل لامورو، حيث جرى استعراض أبرز التحديات التي تواجه الفتاة اللبنانية وسبل التعامل معها وصولاً الى الحلول المقترحة على مستويات عدة.
وجرت فعاليات الندوة في قاعة كلية عدنان القصار لإدارة الاعمال في حرم بيروت الجامعي أمام حضور حاشد تقدمه رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا، ونائب الرئيس لشؤون الطلاب الدكتورة اليز سالم، ومديرة "معهد المرأة العربية" ميريم صفير، ونخبة من الناشطات في سبيل حقوق المرأة إضافة الى طالبات الجامعة وضيوفهن. 
واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية لرئيس الجامعة د.جبرا، تطرق خلالها الى وضع الفتيات في عالمنا حيث أظهرت الاحصاءات الحديثة وجود أكثر من 62 مليون فتاة لا وصول لهن الى المدرسة. واستعرض بكلمات الظروف الصعبة التي تعاني منها الفتيات ومنها الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي والجنسي وخصوصاً خلال الازمات والحروب التي تعصف بالمجتمعات. وختم موضحاً أن الجامعة كانت، عند بداياتها أول مدرسة أميركية لتعليم الفتيات في السلطنة العثمانية.
بدورها كررت صفير الترحيب بالمشاركين، واستذكرت الناشطة نادين ماجدة جوني (ام كرم) التي غيبها الموت قبل ايام، ووصفتها بأنها كانت مناضلة ضد اللاعدالة وعملت من أجل التغيير والمساواة في الحقوق، وتصدت لزواج الاطفال والعنف ضد المرأة والقوانين المجحفة. وأوضحت صفير ان الاحتفال بـ "اليوم العالمي للفتاة" يعني تجديد التصميم على النضال رغم كل التحديات، وتأكيد الالتزام بالعمل على إنهاء اللامساواة وبناء عالم افضل للمرأة والفتيات. وقالت ان تاريخ  LAU هو شهادة على التزامها قضية المرأة حيث كانت سباقة في مقاربة هذا الموضوع منذ زمن بعيد. 

أدارت أعمال الندوة الاعلامية آن ماري الحاج التي تعنى بقضايا حقوق الانسان في جريدة "لوريون لوجور"، وتحدثت السفيرة لامورو عن أوضاع المرأة في كندا وكيفية مقاربة البرامج والقوانين على قاعدة المساواة بين الجنسين. وشددت على أهمية التعاون مع الشركاء المحليين في لبنان من أجل تعزيز وضع المرأة، وتطرقت الى التعاون مع وزارات العدل والداخلية والعمل على تشجيع وجود المرأة في مؤسسات القطاع العام واعتبرت ان اللبنانية تواجه مشكلات في الانخراط في سوق العمل، الامر الذي يحتاج الى معالجة، وتمنت دفع قضية حقوق المرأة الى صدارة الاهتمامات اللبنانية. 
بدورها، شدّدت الوزيرة الصفدي في كلمتها على ضرورة التعاون والتنسيق بين الوزارة وكافة الجهات المعنية من أجل تأمين مستقبل أفضل للفتيات. وأشارت الى ان "الوزارة تنسّق بشكل كامل مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية برئاسة السيدة كلودين عون روكز وتتعاون مع النواب والرئيس نبيه بري للتحضير للجلسة البرلمانية التي ستخصص لمناقشة القوانين المتعلقة حصرًا بالنساء في آذار المقبل"، لافتة الى ان "هذا التعاون هو رسالة للجميع في لبنان والخارج انه عندما تتضامن النساء تكون النتائج مذهلة". واعتبرت ان "العنف ضد المرأة يرتب على الدول ملايين الدولارات"، مشيرة الى أن "الدول لا تدار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر تويتر إنما من خلال استراتيجيات واضحة  قابلة للتنفيذ". ولفتت الى أهمية ان تعمل الفتيات بجد وجهد لتحقيق احلامها التي تبدأ أولاً بالتحصيل العلمي والثقافي".
وعرضت السيدة كلودين عون روكز لمسار تطور أوضاع حقوق المرأة في لبنان منذ العام 1953 عندما حصلت على الحق في الاقتراع والترشح للانتخابات، ومنها الى العام 1959 تاريخ منحها حق المساواة في الميراث لغير المحمديين، والعام 1963 تاريخ انتخاب السيدة ميرنا البستاني كأول نائب في البرلمان وغيرها من المحطات التاريخية في مسار حقوق المرأة وصولاً الى العام 1996 وتوقيع الدولة اللبنانية على إتفاقية الغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW). وحضت عون على سن قوانين بعيداً عن التمييز بين الرجل والمرأة وإعطاء المرأة حقوقها كاملة. وتوجهت الى الحاضرات قائلة:" ترتفع نسبة مشاركة النساء في سوق العمل بعد تخرجهنّ من الجامعات، لكن أعدادهن تنخفض تدريجياً بعد الزواج ممّا يشكل خسارة للطاقات البشرية الكفوءة. لا تتركن سوق العمل بعد الزواج، لأن الاستقلالية المادية للمرأة من شأنها أن تساهم في توازن الحياة العائلية" ولم تنس عون التنويه بما تحقق وخصوصاً إقرار القانون 293 لحماية النساء وسائر افراد الاسرة من العنف الاسري، وإطلاق الخط الساخن 1745 لتلقي شكاوى العنف الأسري والذي يساهم في حل الكثير من المشكلات.
كما أضاءت على أبرز القوانين التي تعمل الهيئة على تعديلها أو إقرارها بهدف تحسين وضع النساء في لبنان، ومنها ما يتمّ بالتعاون والتنسيق مع وزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب. وختمت عون روكز كلمتها بالحملة الإعلانية التي أطلقتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بعنوان "ما في حدود لأحلامِك" بمناسبة  اليوم العالمي للفتاة، داعية الطالبات إلى تخطّي الحواجز والعوائق لتحقيق أحلامهّن .                        

 

المصدر : جنوبيات