مسلخ صيدا المركزي الذي يتم فيه يومياً ذبح الأبقار والمواشي على اختلاف أنواعها قبل نقلها الى أصحابها والى الملاحم والمحال المخصّصة لبيع اللحوم والتجار في صيدا وضواحيها، عاد مجدداً الى الواجهة بعد الفضيحة التي كشفها مراقبو وزارة الصحة العامة في صيدا والجنوب ووضعوا يدهم عليها، والتي تتعلّق بنقل اللحوم من المسلخ بطريقة سيئة جداً لا تراعي أدنى الشروط الصحيّة إذ يتم وضع اللحوم في وسائل نقل قديمة، غير مبرّدة أو مجهّزة وفقاً للمواصفات المطلوبة.
وكان فريق من وزارة الصحة، برئاسة الطبيب شوقي رحال، قام بمداهمة المسلخ في نهاية الاسبوع الماضي بمؤازرة عناصر من قوى الأمن الداخلي، ووضع يده على لحوم مكدّسة داخل سيارات غير مجهّزة أو مبرّدة. وعمل على تسطير محضر ضبط في حق المسلخ طالباً من محافظ الجنوب منصور ضو اقفاله لحين توفير الشروط المطلوبة للنقل السليم، فيما أمهل المراقبون الصحيّون إدارة المسلخ مدة اسبوع، حداً أقصى، لتسوية وضعه قبل إعادة الكشف عليه. وتزامن إجراء مراقبو وزارة الصحة مع قيام أحد اللحامين بالتهجّم على رحال شخصياً كما اوضح لـ"النهار"، مشدداً على أن مراقبي الصحة سيقومون بعد عيد الفطر بتفقد الوضع في هذا المسلخ مجدداً للتثبّت والتأكد من أن عملية نقل اللحوم بوسائل النقل المتاحة التي تتوافر فيها الشروط الصحية المطلوبة والملائمة. وفي حال ثبت العكس، سيتم الطلب من الجهات المسؤولة والقضائية اقفال المسلخ. وتابع: "وجهنا منذ مدة طويلة انذارات بهذا الخصوص الى ادارة المسلخ تتعلّق بنقل اللحوم بطريقة سيئة جداً، الأمر الذي يعرّض صحة الناس لخطر التسمّم وخصوصاً في الصيف علماً أنه سبق وتمّ لفت المعنيين الى هذه المشكلة".
المضحك المبكي في قضية مسلخ صيدا، كان موقف بلدية صيدا التي سارعت الى اصدار بيان بعد الفضيحة أكدت فيه "ان المستهدف بالإقفال ليس مسلخ صيدا بل عدد من الجزّارين وغالبيتهم من بلدات خارج صيدا لا يتوافر لديها مسلخ الذين يقومون بنقل الذبائح من المسلخ بواسطة سيارات وآليات غير مجهّزة أو مبرّدة وفقاً للمواصفات المطلوبة". ولكن يبدو أن البلدية نسيت أو ربما تناست، انها المسؤولة عن هذا المسلخ والمشرفة على كل الاعمال الجارية في داخله.
وهنا تساءل عدد من المراقبين والعاملين في هذا المسلخ عن دور المراقب الصحي الذي عيّنته البلدية للإشراف على عمل المسلخ، معتبرين انه كان الحري بالبلدية محاسبة هذا المراقب الصحي كونها الوحيدة التي تتحمّل مسؤولية كل ما يحصل داخل مسلخ صيدا، وعدم القاء التهم على الآخرين، وعدم إجبار مراقبي وزارة الصحة على القيام بأعمال هي اصلاً من صلب اعمال البلدية.