الخميس 24 تشرين الأول 2019 09:21 ص |
نجيب ميقاتي... هذه هي جرائمك! |
* اندريه قصاص في الوقت المستقطع، حيث إهتمامات الناس في مكان وإهتمامات السلطة في مكان آخر، تمّ الإدّعاء على الرئيس نجيب ميقاتي (نائب حالي ورئيس حكومة سابق لمن خانته الذاكرة). هذا الإدّعاء كما رأه كثيرون من أهل القانون يشكّل مخالفة قانونية بكل ما لكلمة مخالفة من معنى.
ولأن هذا الإدّعاء غير قانوني فلا يمكن بالتالي وضعه سوى في خانة "تصفية حسابات سياسية"، لأن الرجل لا يعرف أن يهادن أو يساير عندما تكون الأساسيات مستهدفة، وهذه هي جريمته الكبرى.
وجريمته أيضًا وأيضًا: ثانيًا، لأنه يؤمن بأن الميثاقية القائمة على وحدة العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد هي التي تميزّه وتجعل من صيغته نموذجًا يُحتذى في العالم كله. ثالثًا، لأنه يُعتبر المدافع الأول عن المقامات السياسية وفق ما نصّ عليه إتفاق الطائف، وهو إستنادًا إلى ذلك يرفض تجاوز صلاحيات رئاسة الحكومة والمس بها وإستفرادها، بما ترمز إليه كسلطة تنفيذية وحيدة، وهو الذي رفع إصبعه في وجه كل من حاول التقليل من أهمية وصلاحيات رئاسة الحكومة. رابعًا، لأنه يشكّل ضمير الناس ويطالب بحقهم بالعيش بكرامة، وهو وقف إلى جانب أهله وناسه في طرابلس وكل لبنان، وأيّد مطالبهم المحقة وحركتهم الإحتجاجية في الشوارع، التي إمتلأت بالمتظاهرين الذين نزلوا إلى الساحات للتعبير عن وجعهم، وليقولوا لهذه السلطة كم هي مقصرّة في حقهم. خامسًا، لأنه طالب برحيل هذه الحكومة، التي لم تحقّق للمواطن ما كان يحلم به، ولم تؤّمن له الحدّ الأدنى من حقوقه المشروعة، ودعا إلى تشكيل حكومة تشبه شعبها وتحقق له طموحاته وتعبّر عن هواجسه. سادسًا، لأنه عاب على الوزير جبران باسيل قوله بأنه سيقلب الطاولة على رؤوس الجميع، وأعتبر أن إستعلاءه وطريقة تعاطيه مع الآخرين هما اللذان أضعفا صورة العهد وشوها صورته وراكم الفشل تلو الآخر. سابعًا وأخيرًا، لأنه يطالب دائمًا بعدم إستخدام القضاء من أجل تصفية حسابات سياسية، ودعوته إلى أن يكون القضاء مستقلًا ومنزّها وبعيدًا عن التدخلات السياسية، من أي جهة أتت. هذه هي جرائم نجيب ميقاتي، الذي وضع نفسه في تصرّف القضاء وتحت سقف القانون بعيدًا عن حصانته النيابية. المصدر : جنوبيات |