السبت 9 تموز 2016 11:21 ص

٤٠ قتيلاً في هجوم استهدف أحد المراقد الشيعيّة تبنّاه داعش


اقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس ثلاثة مسؤولين امنيين في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء في الكرادة اوقع 292 قتيلا الاحد وبعد ساعات على هجوم جديد اودى بحياة 40 شخصا وتبناهما تنظيم الدولة الاسلامية. 
والاعتداء الانتحاري الذي وقع الاحد بشاحنة صغيرة مفخخة في حي الكرادة المكتظ اثار غضب العراقيين الذين يعتبرون حكومتهم غير قادرة على حماية المدنيين وعلى تطبيق اجراءات امنية فعالة.
وتبنى اعتداء الكرادة الذي ادى ايضا الى اضرار هائلة، تنظيم الدولة الاسلامية الذي ما زال قادرا على الضرب بهجمات انتحارية تؤدي الى سقوط اعداد كبيرة من القتلى، رغم الهزائم التي لحقت به. 
وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان ان «رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اصدر امس امرا بإعفاء قائد عمليات بغداد من منصبه، وإعفاء مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم».  وقائد عمليات بغداد هو الفريق عبد الامير الشمري. 
واوضح مصدر مقرب من العبادي ان المسؤولين الاخرين اللذين تم اعفاؤهما، هما رئيس استخبارات بغداد في وزارة الداخلية، والمسؤول عن أمن العاصمة في مكتب مستشار الأمن الوطني.
وجاء قرار العبادي بعد ايام على اعلان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان استقالته، موضحا انه أقدم على هذه الخطوة بسبب «تقاطع الصلاحيات الامنية وعدم التنسيق الموحد للاجهزة الأمنية»، مشيرا الى «خلل اساسي» في هذا القطاع. 
وقال الغبان ان الشاحنة الصغيرة المفخخة في الكرادة أتت من محافظة ديالى شمال شرق العاصمة، ما يعني انها تمكنت من عبور نقاط المراقبة الامنية بلا عراقيل. وقبل العبادي استقالة وزير الداخلية. 
وأعلن رئيس الوزراء اقالة مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد بعد ساعات على اعتداء بلد الذي اسفر عن مقتل اربعين شخصا على الأقل واصابة 74 آخرين في المدينة التي تبعد 70 كيلومترا شمال بغداد، بحسب حصيلة جديدة للمتحدث باسم وزارة الصحة احمد الرديني.
واستهدف الهجوم مرقد السيد محمد ابن الامام الهادي المعروف بـ«سبع الدجيل» في محافظة صلاح الدين. وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان ان قصفا بقذائف الهاون استهدف المرقد فجرا قبل ان تقتحمه مجموعة مسلحين انتحاريين وتقوم بإطلاق النار. 
واوضح البيان الصادر عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة ان اثنين من الانتحاريين فجرا نفسيهما في سوق تجاري قرب المرقد، في حين تم قتل الانتحاري الثالث وتفكيك حزامه الناسف.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم بحسب ما اوردت وكالة «اعماق» التي تنقل اخبار التنظيم الذي غالبا ما يستهدف المدنيين الشيعة.
وأفادت الوكالة امس ان «خمسة انغماسيين من الدولة الإسلامية هاجموا قبل منتصف ليل امس تجمعا للحشد الشيعي عند مرقد محمد بن علي الهادي في قضاء بلد بصلاح الدين وقتلوا حراسه وتواجهوا مع عناصر الامن على مدى ساعات قبل ان يفجروا احزمتهم». ولم يشر بيان التنظيم الى اطلاق قذائف هاون. 
 وقال مسؤول أمني بارز طلب عدم ذكر اسمه إن إعفاء قائد عمليات بغداد سببه أخطاء متراكمة لا يمكن غض الطرف عنها.
وأضاف أنه قرار صعب ويأتي في وقت حرج في ظل معركة ضد داعش (الدولة الإسلامية) لكنه ضروري  وقال المسؤول إن التفجير يمثل دليلا واضحا على ضعف الوضع الأمني في العاصمة.
وأضاف أن السيارة الملغومة جاءت من خارج العاصمة وعبرت العشرات من نقاط التفتيش قبل وصولها للهدف وأن كل الموجودين في هذه النقاط يتبعون قائد العمليات.
وانتقد المرجع الأعلى علي السيستاني يوم الجمعة فشل الحكومة في التعامل بشكل فعال مع خطر الدولة الإسلامية.
وقال في خطبة الجمعة التي تلاها ممثل له في مدينة كربلاء الشيعية جنوبي بغداد إن «التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وأرواح المواطنين أمر لا يطاق ولابد من وضع حد له».
وأمر رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر سرايا السلام التابعة له بالانتشار حول المرقد قرب قضاء بلد في محافظة صلاح الدين على بعد نحو 93 كيلومترا شمالي بغداد.
وانتشرت سرايا السلام أيضا في سامراء المجاورة والتي تضم مرقد الإمام علي الهادي الذي تعرض لهجوم عام 2006 دمر القبة الذهبية للمرقد وفجر موجة من العنف الطائفي.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى العراق جان كوبيس في بيان «من الواضح أن هذا الهجوم الجبان ضد الضريح يهدف الى احياء التوترات الطائفية وإدخال العراق في الايام المظلمة للصراع الطائفي».

المصدر : جنوبيات