السبت 9 تشرين الثاني 2019 08:20 ص |
أي "فدائي" سيقبل بترؤس حكومة المهمات المستحيلة؟! |
* اندريه قصاص
حتى هذه اللحظة لا يزال الرئيس المستقيل سعد الحريري يرفض ترؤس حكومة سياسية أو تكنوسياسية ويصرّ على أن تكون الحكومة التي يمكن أن يترأسها خالية من ممثلي الأحزاب، وذلك من أجل إعطاء فرصة لحكومة أخصائيين تضمّ وزراء جددًا لم تلوثهم جرثومة السياسية بمفهومها التقليدي الصرف، وغير القابل للصرف في الزمن الصعب، بعدما أثبتت التجارب الماضية عدم جدوى وعدم فعالية حكومات ما يُسمى بحكومات "الوحدة الوطنية"، وذلك للأسباب المعروفة، والتي لم تعد خافية على أحد، إذ أن كل طرف من تكوينات هكذا أصناف من الحكومات يحاول شدّ اللحاف إلى الجانب الذي يريحه، مع عرقلة واضحة لأي مشروع لا يتلاءم ونظرته إلى الأمور. وهكذا تبقى هذه الحكومات مرهونة بمزاجية هذا الطرف أو ذاك الفريق، لأنه لا يمكن في المبدأ مزج الزيت والماء في نفس الكأس. ففي تاريخ السياسة اللبنانية لم تنجح حكومات التكنوقراط لو لم يتأمن لها غطاء سياسي وتوافق على الأهداف والاساليب، وهذا ما يحاول البعض إقناع نفسه به لجهة التباطؤ في الدعوة إلى إستشارات نيابية ملزمة في القصر الجمهوري، وإن كان ثمة من يقول أنه بمجرد الدعوة إلى هذه الإستشارات، وإن لم يكن قد تبلورت بعد الصورة التي يمكن أن تكون عليها الحكومة العتيدة، سيؤدي إلى تنفيس الإحتقان في الشارع، ولو إلى حين، وستعطي بعضًت من أمل مفقودز
وكذلك سُجّل في هذا التاريخ فشل بعض حكومات التكنوقراط لأنها لم تحظَ بالحدّ الأدنى من التوافق السياسي أو على الاقل ضمان عدم عرقلة مساعيها، وذلك من خلال منحها صلاحيات تشريعية إستثنائية تتناسب وحجم التحديات التي تواجه البلاد في هذا الظرف الخطير والدقيق، الذي لم تعد تنفع معه الإجراءات العادية والروتينية ومعالجة المرض المستعصي بالمسكنات والتداوي بالأعشاب. المصدر : جنوبيات |