الثلاثاء 16 آذار 2021 18:36 م

الليرة إلى القاع.. خسرت حوالى تسعين بالمئة من قيمتها أمام الدولار


* جنوبيات

سجّلت الليرة اللبنانية الثلاثاء تدهوراً قياسياً جديداً، بعدما لامس سعر الصرف مقابل الدولار عتبة ‏‏15 ألف ليرة في السوق السوداء، في سقوط حرّ مستمر منذ بدء الانهيار الاقتصادي قبل عام ‏ونصف العام.‏

 
وبذلك، تكون الليرة قد خسرت حوالى تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار، فيما لا يزال سعر ‏الصرف الرسمي يساوي 1507.‏
 
وقال ثلاثة صرافين، رفضوا الكشف عن هوياتهم في حديث لوكالة "فرانس برس" إن سعر ‏الصرف الليرة "يراوح بين 14,800 و14,900 في مقابل الدولار"،  قبل ان تستقر إلى 14100 منذ قليل.‏
 
ز أكد أحد المواطنين أنّه باع الدولار مقابل 15 ألف ليرة ظهر الثلاثاء.‏
  

ومنذ صيف العام 2019، على وقع الانهيار الاقتصادي الأسوأ في  لبنان ، بدأت الليرة تتراجع ‏تدريجاً أمام الدولار تزامناً مع أزمة سيولة حادة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم ‏بالدولار. ‏
 
وبعدما حافظت لأسابيع عدة على معدل تراوح بين ثمانية آلاف و8500 للدولار، بدأت الليرة منذ ‏بداية آذار (مارس) سقوطاً حراً، بعد تجاوز سعر الصرف عتبة العشرة آلاف، ليسجّل المعدّل ‏الأقصى الثلاثاء.‏
 
ودفع التغيّر السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى ‏إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. كذلك، أقفلت مصانع أبوابها بانتظار استقرار سعر الصرف.‏

 
وعلّق أحد محال البقالة في بيروت ورقة على واجهته كتب عليها "مغلق بسبب ارتفاع الدولار".‏
 
 
ومع تسارع تدهور الليرة، عادت منذ مطلع الشهر الحالي الاحتجاجات إلى الشوارع ولكن بشكل ‏متقطع. وعمد بضعة شبان الثلاثاء إلى قطع شوارع عبر إشعال الإطارات ومستوعبات النفايات.‏
 
 
ويأتي التدهور الجديد فيما تلاحق السلطات صرافين ومنصات إلكترونية غير شرعية يتابعها ‏اللبنانيون لمعرفة سعر الصرف في السوق السوداء، في خطوة انتقدها محللون ومستخدمون ‏لمواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار أن المشكلة لا تكمن في المنصات والحل يتطلب اجراءات ‏جذرية من مصرف لبنان والسلطات المعنية.‏
 
وباءت محاولات سابقة للسلطات للسيطرة على سوق الصرافة غير الشرعية بالفشل.‏
 
وينعكس الانخفاض في العملة المحلية على أسعار السلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من ‏الخارج. وقد ارتفعت أسعار السلع بنسبة 144 في المئة، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر. ‏
 

وعلى وقع شحّ السيولة ونضوب احتياطي المصرف المركزي المخصّص لدعم السلع الاستهلاكية ‏الرئيسية، ينبّه خبراء من أنّ "الأسوأ لم يحدث بعد"، فيما تعجز القوى السياسية عن تشكيل ‏حكومة تمضي قدماً باصلاحات عاجلة لضمان الحصول على دعم المجتمع الدولي.‏
 
وكتبت مديرة مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط مهى يحيى على تويتر الثلاثاء "سعر الصرف في ‏لبنان يصل إلى 15 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد. في الليلة الماضية كان 13,250! البلد ينهار ‏من حولنا ولا يمكننا فعل أي شيء. لبنان رهينة سياسييه.. والمصالح الخارجية".‏

المصدر :(ا.ف.ب)