الأحد 21 آذار 2021 11:31 ص |
مخاوفٌ من اغتيالات و"خلايا نائمة".. مسيرة الحريري "مهدّدة" وهذا ما ينتظره |
* محمد الجنون حتى الآن، لا بوادرَ إيجابيّة على صعيد تشكيل الحكومة، ما يعني أنّ ولادتها لن تكون غداً الإثنين. فالأوراق أعيدَ خلطها من جديد بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، وما يبدو هو أنّ الكباش السياسي سيزدادُ حدّة بعدما رأى فريق رئيس الجمهورية ميشال عون أنّ الدفع من "حزب الله" كبير له، وذلك من أجل التمسك بكل المواقف إزاء الصيغة الحكوميّة، وهو الأمر الذي يضع الرئيس المكلف سعد الحريري أمام العديد من العراقيل. وفي الحقيقة، فإنّ مهمّة الحريري لن تكون سهلة أبداً خلال التشكيل وبعده، خصوصاً أن التحديات كبيرة، وما يمكن قوله هو أنّ الحكومة التي يريدُ تشكيلها ستواجه أصعب أزمة في تاريخ لبنان. وحتى الساعة، فإنّ الحريري "غير راضٍ" عن تشكيل حكومة سياسية بخلاف ما طالب به نصرالله مؤخراً. ورغم الوساطات التي دخلت على الخط لبلورة صيغة جديدة للحكومة تُسرّع في ولادتها، فإنّ ما يتبيّن مراراً هو أنّ كل الظروف غير مواتية بالنسبة للحريري، خصوصاً أنّ الفرصة هذه تعدّ الأخيرة أمامه. واليوم، إذا أراد الحريري تشكيل حكومة تكنوقراط، فلن يحصل إلا على غطاء سياسي من كتلته، وقد ينضمّ إليه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لمساندته بشكل أو بآخر، رغم أن الأخير كسَر الجمود أمس وزار رئيس الجمهورية في بعبدا، مؤكداً على ضرورة تسريع التشكيل من دون وضع أي شروط. وبحسب معلومات "لبنان24"، فإنّ "زيارة جنبلاط إلى بعبدا جاءت بعد مسعى من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان الذي زار كليمنصو قبل أيام بالتنسيق مع الوزير السابق جبران باسيل، إذ أن الأخير يسعى إلى ترطيب الأجواء مع جنبلاط".
وأضافت المصادر: "كان الهدف من زيارة ارسلان حينها هو تفعيل التواصل بين المختارة وبعبدا بالدرجة الأولى، وقد جاءت دعوة رئيس الجمهورية لجنبلاط قبل زيارة الحريري، ذلك للوقوف عند رأيه بشأن الحكومة".
ولفتت المصادر إلى أن "عون هدف أيضاً إلى كسر الجمود بينه وبين جنبلاط وذلك لجعل الأخير يتحرّك على خط بيت الوسط لاقناع الحريري باعادة النظر بحكومة الـ18 وزيراً. وفي حال اقتنع الرئيس المكلف بحكومة من 20 وزيراً، فإن الوزيرين الإضافيين هما درزي وكاثوليكي".
ورأت المصادر أنّه من "الأفضل أن تكون الحقائب الوزارية التي تحتاج إلى اصلاح جذري في عهدة شخصيات مختصة. غير أنه من الواضح أن نصرالله تراجع عن موقفه الأول لناحية شكل الحكومة، خصوصاً أنه اصطف إلى جانب التيار الوطني الحر".
وتضيف المصادر: "الأجدى بالحريري الاعتذار لأن التحديات أمامه كثيرة. فليترك الساحة للذين ينعمون بترف المماطلة لأنهم يحاولون نصب الأفخاخ له. وفي الحقيقة، فإنّه في حال شكّل الحريري الحكومة التي يريدها، فإن العراقيل ستكون كثيرة أمامه، وستتحول حكومته إلى حكومة حسان دياب جديدة، أي حكومة غير فاعلة، غير منتجة ويقيدها الشلل. وعندها، سيصوّر الحريري على أنه فشل بالمهمة المسندة إليه، وسيبدأ الحديث عن طرح بديل آخر، وستُنزع عنه صفة المنقذ التي رسمها البعض".
وفي ضوء هذا المشهد، فإنّ ما يتبين هو أن الحريري أمام مأزقين: إما التخلي أو اتخاذ قرار التحدي. ووسط ذلك، يبرزُ خيار ثالث لا مفرّ منه وهو القبول بالشروط التي يريدها الطرف الآخر. وفي حال سار الرئيس المكلف بالخيار الأخير، فإن أسلوب المكاشفة من قبله يجب أن يكون أكبر، كما أن الشفافية أمام اللبنانيين والمجتمع الدولي يجب أن تكون أعمق، بمعنى أنه عليه أن يبادر إلى كشف المعرقلين علناً وذلك كي يحفظ نفسه من تهمة "الفشل". المصدر :ليبانون 24 |