![]() |
الأربعاء 24 آذار 2021 23:28 م |
ما بعد الجولة 18 - بقلم يوسف كليب |
![]() |
* يوسف كليب ما بعد الجولة 18 بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، قرّر الحريري المواجهة والتصعيد وشد عصب جمهوره. زار قصر بعبدا بشكل هجومي بعدما أرسل له عون تشكيلة لم تعجبه. خرج من القصر الرئاسي ليكشف للرأي العام عن تشكيلة قدّمها عمرها 100 يوم، وعن تشكيلة قدّمها له الرئيس قبل ليلة. بعد هذا اللقاء، بدأ تراشق أوراق التشكيلات الحكومية بين بيت الوسط وقصر بعبدا، كلٌ متمسك بمعاييره في التشكيل. أما في الخلاصة، لا حكومة اليوم، ولا حكومة في الأفق القريب. يبدو أن المشهد في الأيام المقبلة لا يطمئن. على الصعيد النقدي، استيقظنا الإثنين على سعر صرف للدولار 11 ألف ليرة، لكن فور خروج الحريري من لقائه مع عون، ارتفع سعر صرف الدولار نحو 4 آلاف لبنانية ليصل إلى 15 ألف ليرة. ولم يعد يوجد أي مؤشر إيجابي لانخفاضه أو حتى ثباته على هذا المعدّل. يصادف هذا الارتفاع في اليوم ذاته اجتماع المجلس المركزي في مصرف لبنان لإطلاق منصات، في محاولة لتخفيض سعر الصرف إلى ما دون 9 آلاف ليرة، بحسب ما وعد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
دخل لبنان المرحلة الأخطر من الفوضى، مرحلة الانهيار الاقتصادي والغذائي والفلتان الأمني والتفلت الصحي. فلا سقف محدداً لسعر صرف الدولار. إشكالات يومية داخل السوبرماركات بسبب انقطاع المواد الغذائية واختفاء المواد الغذائية المدعومة. بالإضافة إلى فقدان الأدوية في الصيدليات والأسرّة في المستشفيات، في ظل تقاعس السلطة في السيطرة على تفشّي مرض كورونا والبطء في عملية التلقيح والتلقيح العشوائي. أما عن الوضع الأمني، فازدادت نسبة السرقات بمعدل 15 سرقة يومياً. وتظهر إشكالات مسلحة في مختلف المناطق بين الحين والآخر. البعض منها فردي، والبعض الآخر سياسي وطائفي. الطبقة السياسية تراهن على حلول من الخارج. دول الخارج تشترط على الطبقة السياسية إصلاحات من الداخل. أما الشعب اللبناني، فيبحث ذليلاً عن لقمة عيشه يومياً إذا استطاع إليها سبيلاً. المصدر : جنوبيات |