الأربعاء 31 آذار 2021 06:48 ص

الثلاثي المدمّر والغرف السوداء


* نهاد أورفلي

في عهدكم «القوي» يا فخامة الرئيس جرى إطلاق سراح وتهريب العملاء، وأصبح اللبنانيون يعيشون في سجن كبير، يلازمون منازلهم حفاظاً على أمن عائلاتهم، والكثيرون منهم يبحثون عن الطعام في مكبات النفايات، وارتفعت معدلات البطالة والفقر المدقع وهجرة الشباب والأدمغة بشكل غير مسبوق وغالبيتهم من الأخوة المسيحيين...

تديرون البلاد بذهنية التشفي والحقد والكراهية والنكايات والكيديات، لم يشهدها لبنان على مرِّ التاريخ...

بعد فشلكم بتعطيل التكليف، وفشل كل محاولاتكم العبثية لإحراج الرئيس المكلف لإخراجه وإنهائه سياسياً وإخراجه من اللعبة نهائياً للهيمنة على موقع رئاسة مجلس الوزراء، متوهمين أنكم ستخرجون منتصرين.... ارتدّت عليكم وخسرتم كل أوراقكم...

أردتم لعب الورقة الأخيرة من خلال دعوة سفير المملكة العربية السعودية الذي حضر بعد ثلاث نداءات ملحّة ومتكررة من القصر الجمهوري، بهدف الحصول على براءة ذمة من المملكة والتحريض على الرئيس المكلف، عارضين على المملكة تسمية أي شخصية لتولّي تشكيل الحكومة.

(أين أصبحت شعاراتكم المزيّفة بالسيادة والاستقلال التي تتغنون بها  يا فخامة الرئيس...؟؟!!).

فخاب رهانكم بقوة...

في ظل الإنهيار الكامل الذي يعيشه لبنان، ما زال الثلاثي المدمّر يعبث بمصير الوطن وشعبه...

رئيس الجمهورية... حوّل القصر الجمهوري إلى «سيرك « معزول، وأصبح بعمر متقدم، عصبي المزاج، سريع الغضب والإنفعال، ذو طبيعة جانحة دوماً إلى المواجهات... دمّر لبنان في السابق ويسعى إلى تدميره إقتصادياً ومؤسساتياً، متجاوزاً كل الأعراف والأصول الدستورية، همّه الوحيد توريث طفله المدلل سدّة الرئاسة.

رئيس الظل... ليس له أي تاريخ سياسي أو نضالي، فشل في الانتخابات البلدية مرتين، ومثلها في الانتخابات النيابية، رصيده الوحيد أنه صهر الجنرال، ومن أجل عيونه كل شيء مستباح من أجل تحقيق مآربه ومصالحه الخاصة. يدعي العفة ومحاربة الفساد، وآخر روائحه صفقة الحصول على سلفة 200 مليون دولار أميركي لمدة شهرين من جيوب المودعين، كي لا يقع لبنان في العتمة... يقبص على وزارة الطاقة التي أنفقت أكثر من 45 مليار دولار أميركي من خزينة الدولة... ولا كهرباء...

وزير البلاط... فرزه رئيس الظل من بين حفنة مضللة من المستشارين الذين يتلقون أوامرهم منه مباشرة في الغرف السوداء، وعيّنه مستشاراً لرئيس الجمهورية... حضوره دائم في كل جلسات لقاء رئيس الجمهورية بالشخصيات الرسمية والسفراء والوفود الرسمية و يشارك في ابداء الرأي، بل ربما تعدى ذلك بكثير...

هذا واقعنا الأليم... والله سبحانه وتعالى بما تعملون بصير...

المصدر :اللواء