الأربعاء 31 آذار 2021 10:42 ص

النائب غازي العريضي: أرض فلسطين أمانة وستبقى للفلسطينيين مهما جار الزمن


* هلا سلامة

هو اللبناني ابن مدرسة كمال جنبلاط المعلم والمناضل ورجل الثوابت الفلسطينية التاريخية، الذي حمل فلسطين في قلبه وفكره حتى رمقه الأخير. وهو المواطن الفلسطيني، الوصف الذي يروق له باعتزاز، بعد أن منحه الرئيس محمود عباس عام 2018 الجنسية الفلسطينية بناء على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. النائب في البرلمان اللبناني عن الحزب التقدمي الاشتراكي والوزير السابق غازي العريضي، في الذكرى الـ45 ليوم الأرض يتحدث لـ "الحياة الجديدة" قائلا: "أرض فلسطين مقدسة، وأمانتها عهد والتزام ووصية تركها لنا شهيد فلسطين الكبير كمال جنبلاط، ونحن سنبقى أوفياء لهذه الأرض وشعبها وحقه في حياة حرة كريمة على أرضه وإقامة دولته المستقله عليها".

وأضاف "أحيي من هذا الموقع الشعب الفلسطيني، الشهداء الأبطال، أسر الشهداء والأسرى والمعتقلين والجرحى والمعاقين والأمهات والأطفال المناضلين الذين تصنفهم إسرائيل إرهابيين ..الأسير حر في سجنه والطفل مقلق للإرهاب في شارعه وبيته ومدرسته".
وأكد العريضي "الكبار والصغار في فلسطين مشاريع شهادة لأنهم يتمسكون بأرضهم ولن يتخلوا عنها والأحياء شهود على خيراتها وثرواتها، وعذابات أبنائها ودماء شهدائها، أرض فلسطين للفلسطينيين وستبقى مهما جار الزمن".

وتحدث العريضي لمناسبة ذكرى يوم الأرض، منبها إلى أن المشروع الصهيوني ربما يكون اليوم في قمة اندفاعه باتجاه سلب المزيد من الأرض الفلسطينية، وأن ما نراه يتجاوز كل الاتفاقات التي عقدت مع إسرائيل، وكل القرارات والنداءات الدولية، خصوصا المناشدات الأميركية المتتالية بعدم اتخاذ إجراءات أحاديه من قبل أي طرف من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

وتابع: "ما نشهده هو إجراءات أحادية متتالية من قبل دولة الاحتلال، سواء عبر إعلان الدولة اليهودية وعاصمتها الأبدية القدس الموحدة، وإعلان التمسك بسياسة الاستيطان والتوسع وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من القدس وصولا إلى مواقع في رام الله، وأمكنة أخرى من الأرض الفلسطينية، هذا يعني استباحة كاملة للحق الفلسطيني".

وقال العريضي: "طبعا الشعب الفلسطيني يواجه، يقاوم، يتعذب، يتألم، يشرد، تستهدف العائلات وترمى في الشوارع ومع ذلك نرى الكهل الفلسطيني والطفل الفلسطيني والأسير الفلسطيني والشاب الفلسطيني والشابة الفلسطينية والأم الفلسطينية، كل منهم يقاوم بطرق مختلفة ويتمسك بأرضه، وبالتالي في إطار هذه الممارسة يثبت هذا الشعب الشجاع المجاهد وفاءه للأرض الذي يعبر عنه كل يوم...كل يوم من أيام الفلسطيني هو يوم الأرض، يوم الوفاء، يوم الولاء، يوم الانتماء إلى أغلى أرض وهي الأرض المقدسة.

ولفت العريضي إلى أنه على مدى 72 سنة ومنها إلى 45 سنة منذ إعلان يوم الأرض قدم الشعب الفلسطيني الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى في مواجهات مفتوحة مع الاحتلال.

وأردف: "أنا مؤمن ومقتنع أنه مهما بلغت إسرائيل من قوة، ومهما حظيت من دعم أميركي أولا، ومن بعض الدول الأخرى، فإن الشعب الفلسطيني سيبقى يكافح من أجل حقه وأرضه وسينال هذا الحق ولو طال الزمن ولكن الكلفة ستكون كبيرة".

وعن الصراعات الإقليمية وتأثيرها على فلسطين وشعبها أوضح العريضي أنه أصدر منذ بضع سنوات كتابا عنوانه "عرب بلا قضية،" بسبب أنهم تركوا القضية الفلسطينية، ومنهم من لا تعني له شيئا ولم يدرجها على جدول أعماله، وقال "إن الاندفاعات العربية المجانية نحو إسرائيل تركت أثرا كبيرا على مصالح الشعب الفلسطيني لأنها شكلت مكسبا" لنتنياهو وعصابته ومنطقه".

وأشار العريضي إلى أن قمة بيروت في العام 2002، أطلقت مبادرة أساسها الاستعداد لعلاقات طبيعية مع إسرائيل إذا نفذت القرارات الدولية، وانسحبت إلى حدود عام 67، لكن نتنياهو ذهب بتفاهم مع الإدارة الأميركية، وبشكل خاص مع هذا الأمي المتخلف جاريد كوشنر مفاده أنهم يستطيعون أن يذهبوا بعلاقات طبيعية مع العرب فيساعد ذلك على حل الصراع العربي الإسرائيلي.

واعتبر أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل والتي وصفها بـ "اللعبة الخبيثة"، شكلت انقلاباً على المبادرة العربية، واليوم يفاخر عدد من المسؤولين الإسرائيليين بالعلاقات مع العرب، ونجاح سياسة نتنياهو بإقامة علاقات مع العرب دون حل عادل للقضية الفلسطينية، "هذا بالطبع أضعف الموقف الفلسطيني وأساء للشعب الفلسطيني لأن إسرائيل شعرت بالاستقواء" قال العريضي.

وأكد العريضي أن العرب فعليا لم يأخذوا أي ثمن لمصلحة الشعب الفلسطيني، وقال في هذا السياق: "واهم من يعتقد أنه يقيم علاقات طبيعية وهادئة ومستقرة مع الاحتلال الإسرائيلي دون الحل العادل للقضية الفلسطينية، ما دامت القضية الفلسطينية دون حل فالأمن والاستقرار في المنطقة مهددان وليس ثمة سلام، وأي كلام غير ذلك لا علاقة له بالواقع والحقائق والتاريخ والمستقبل".

وتطرق العريضي في حديثه إلى الانتخابات الفلسطينية المقبلة بالقول: "شخصيا اعتقد أنها التزام وفت به القيادة الفلسطينية، وليكن الاحتكام إلى رأي الشعب الفلسطيني، كنت أتمنى أن يكون الموقف الفلسطيني موحدا إلى حدود معينة، وأن تكون ثمة رؤية مشتركة واتفاق على ثوابت أساسية وخطط عمل لتنفيذها بوجه الاحتلال".

وأضاف "لكن إذا لم يتحقق ذلك اليوم هذا لا يعني أن القوى الفلسطينية الحية قد تخلت عن التزامها بقضيتها وشعبها وأرضها، وأن القيادة الفلسطينية ستحرم هذا الشعب حقه في التعبير عن رأيه وخياره".

وأكد العريضي أن أي هيئة فلسطينية منتخبة، أيا كانت خلفياتها السياسية لن تتمكن من تجاوز الوقائع والحقائق والتعامل مع إسرائيل، إلا على أساس التمسك بالحقوق العادلة للشعب الفلسطيني آخذين بعين الاعتبار أن إسرائيل تواجه أزمة داخلية كبيرة، 4 انتخابات خلال فترة زمنية قصيرة، فرز متقلب بالساحة الإسرائيلية، ورغم تراجع عدد النواب العرب في الكنيست إلا أن التأثير العربي يبقى كبيرا والمهم حسن إدارة المواجهة ضد الاحتلال.

الحد الأدنى من التفاهم الفلسطيني بحسب العريضي يجعلنا قادرين على الاستفادة من الإرباكات الإسرائيلية، يكفي أن نقول إن إسرائيل بما تملكه من ترسانة نووية وعسكرية وتجربة في الإرهاب والقتل والإجرام والتعذيب بأبناء الشعب الفلسطيني والدعم الأميركي المفتوح والمفضوح والالتزام الأميركي بأن تبقى إسرائيل الدولة المتفوقة استراتيجيا في المنطقة، رغم كل ذلك لم تهزم إسرائيل إرادة الشعب الفلسطيني ولذلك وضوح الرؤية وثبات الالتزام وحد أدنى من التفاهم يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة هذه الإسرائيل.

وعن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والقوانين المجحفة بحقهم قال العريضي: " بالنسبة لنا في الحزب التقدمي الاشتراكي أحيانا كنا السباقين، وأحيانا وبكل شرف كنا وحدنا من يطالب بحماية الشعب الفلسطيني في لبنان من النواحي الحياتية كافة، لقد ساهمنا في بعض القوانين والخطوات، وبمبادرة مني حين كنت وزيرا للإعلام ولأول مرة في السنوات السابقة كان وفد رسمي من الحكومة اللبنانية يزور المخيمات ويطلع على أوضاعها.

وأوضح "بناء عليه صدر قانون لا اعتبره مثاليا ولكنه يعطي الفلسطينيين شيئا من حقوقهم، المطلوب تنفيذ هذا القانون والعمل على تطويره، طبعا في المرحلة العصيبة البطالة تشكل خطرا على الشعب اللبناني كله وهذا لا يعفي من أن نكون والإخوة الفلسطينيين في مركب واحد، هذه مسؤولياتنا وأمانتنا".

المصدر :الحياة الجديدة