الثلاثاء 6 نيسان 2021 08:07 ص

بين همزة الوصل وهمزة القطع!


* د. جهاد نعمان*

لهمزة الوَصل وهمزة القَطع قواعد دقيقة.

همزة الوصل هي التي تثبتُ لفظاً في أول الكلام وتسقط في وسطه: أُدرسْ يا ولد، ويا ولد ادرسْ.

أما همزة القطع فتثبتُ في أول الكلام وفي وسطه: أكرِمْ يا رجلٌٌ، ويا رجل أكرمْ أَباك.

تقع همزة الوصل، في الفعل، في أول الماضي الخماسي: انتصر، وفي أول الماضي السداسي: استغفرَ، وفي أمرهما: انتصرْ، استغفرْ، وفي مصدرهما: انتصار، استغفار، وفي أمر الثلاثي: اضرِبْ.

الهمزة في الرباعي دائماً همزة قطع: أَكرم، أُكرمُ، إِكرام.

في الاسم، تقع همزة الوصل في الأسماء التالية: إِبن، إِبنة، أُمرؤ، إمرأة، إِسم، إِثنان، إثنتان، أَيمُن.

إنّ لفظة «أَيمُن»، هي جمع «يمين» بمعنى القَسَم. ويكثر استعمالها في القَسَم هكذا: وآيمُ الحقّ، وقد حُذفت النون للتخفيف.

وهمزة الوصل، نجدها أخيراً في حرف واحد، هو «أل» التعريف: جاء الأولاد.

أما مواضع همزة القطع، ففي غير مواضع همزة الوصل. ويحسُن بنا أن نعلم أن الفعل الرباعي، سواء أكان في الماضي أم في الأمر، أم في مصدره، تكون الهمزة فيه دائماً همزة قطع، وهي مفتوحة في الأمر.

إنّ مَن يسمع وزير التربية والخطباء والمذيعين، ويراقب في كلامهم، استعمال إحدى الهمزتين السابقتين، ترتعد فرائصه، مما يقع من أخطاء فادحة وفاضحة، تنضم إلى سائر الأخطاء الشائعة وغير الشائعة! وما أكثر ما يلحنون هم والقيّمون على وزارات الثقافة والإعلام وما إليهما، في اللغة ويخدّشون الآذان والأسماع بالشكل والتركيب والإلقاء! وكم «ينرفز»، المستمع أو المشاهد المضطرب أساساً من تعاقب الـ أ... أَ... أَ... أَ... كأن يُقال: إِليكم أَلآن أَلاخبار أَلعالمية أَلمصوّرة...

هل ترى بعد هذا وسواه من الأخطاء، أقسى من تفضيل بعض المذيعين الأجانب وبعضهم تتلمذوا عليّ في جامعات فرنسا، بالفصاحة العربية والأداء الشفهي، على المذيعين العرب، قاطبة؟ أن يتفوّق علينا الأجانب بآلات الحرب، مصيبة، فيها نظر، وأما أن يتفوّقوا علينا، بفصحانا وأدائنا الشفهي، فكارثة، وعار ما بعده عار. هلمّوا يا سادة إلى الترّوي واتقان العمل، هلمّوا إلى اتقان الأمور الأوّلية، قبل الأمور الثانية، فالاتقان هو ركيزة التقدّم والتفوّق والاهتمام الجدّي، بالقيام بالواجب، على الوجه الأتم.

 

*أستاذ في المعهد العالي للدكتورا

المصدر :اللواء