الجمعة 9 نيسان 2021 09:29 ص |
المشروع الألماني لبيروت: نصف مرفأ ونصف "سوليدير"... وهذه التفاصيل |
* رلى ابراهيم ثمانية أشهر مرّت على انفجار مرفأ بيروت، من دون أن تضع الدولة اللبنانية أيّ خطّة لإعادة إعماره. وقبل الخطّة، لم تضع أيّ تصوّر لما تريده. في المقابل، بدأت هجمة دوليّة للاستيلاء على المرفأ، عبر تقديم مشاريع لإعادة بنائه وتطويره. أول العروض قدّمها وفد ألماني رسمياً أمس إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الأشغال العامة والنقل، خلاصتها: نصف مرفأ ونصف سوليدير
بعد الحرب الأهلية، نشأت «سوليدير» فوق أنقاض أبناء البلد ومالكي العقارات فيه. ويبدو أنه في لبنان، يستمر التاريخ بإعادة نفسه. ففيما الدولة اللبنانية عاجزة عن رفع أنقاضها بعد مرور ثمانية أشهر على تفجير مرفأ بيروت، وتفتقر الى الدعم الدولي للإسراع بهذه العملية، وفيما لا يزال الآلاف مشردين من منازلهم، بدأت الدول تتسابق على إعادة إعمار مرفأ بيروت، لا من باب المساعدة ولكن من منطلق الاستثمار بمشروع خاص وضمان الاستيلاء عليه لسنوات طويلة. ما حصل أن الدولة الألمانية سبقت جميع الدول إلى تقديم مسوّدة لما ترغب في أن تنفّذه في المرفأ، بينما اكتفى الفرنسيون والصينيون بإعلان اهتمامهم بإقامة المشاريع في هذه المنطقة في اجتماعات مع وزارة الأشغال العامة والنقل. ويوم أمس، عرض وفد ألماني، ترأّسه السفير الألماني في لبنان أندرياس كيندل وضمّ بعض الموظفين في السفارة، إضافة الى ممثلين عن شركة «هامبورغ بورت» للاستشارات وشركة هندسية تدعى «كوليرز»، أمام رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الأشغال، مخططاً أوّليّاً حول المشروع المعتزم إجراؤه على مساحة 126 هكتاراً من مرفأ بيروت. النقطة الرئيسية في ما تقدّم، هي تقسيم المرفأ الى قسمين: قسم يكون عبارة عن محطة الحاويات وما يرافقها، وقسم آخر يتمّ تطويره لبناء مدينة صغيرة نموذجية أسوة بكل دول العالم المتقدمة، على ما شرح الوفد. القسم الأول يبدأ من محطة الحاويات الموجودة اليوم، والتي لا تزال تعمل، ويمتدّ شرقاً ليشمل جزءاً من مكب النفايات في برج حمود؛ أما القسم الغربي فينتهي عند حدود سوليدير، وهو مُخصّص للسياحة وسيكون عبارة عن أبنية «خضراء» وحديقة ومطاعم مع شاطئ رملي.
ما يثير السخرية، أن الوفد الألماني نفسه تنبّه الى سوء إدارة المرفأ، فكان أن أعطى الدولة اللبنانية درساً في «الحوكمة والإدارة»، مشيراً الى ضرورة إنشاء ما سمّاه سلطة نقل وطنية (national transport authority) تتولّى إدارة كل المرافئ، عوضاً عن لجنة إدارة واستثمار مرفأ بيروت المنتهية صلاحيتها منذ سنوات، والمؤقتة منذ ثلاثة عقود! الغرض الألماني الأساسي هنا كما أُبلغ الحاضرون: «بناء مرفأ عصري يعتمد نظام التحكّم الرقمي». اللافت هنا، حديث الألمان عن الحاجة الى 20 عاماً لتنفيذ مراحل المشروع! فالمرفأ شيء، وإعادة بناء المنطقة المحاذية شيء آخر لتتناسب مع «التطور العصري»، بحيث تطرّق الحديث الى ابتكار منطقة خضراء تفصل بين المرفأ ومنطقة مار مخايل، بالإضافة الى دراسة للنقل من ناحية بناء سكك حديدية.
المصدر :الاخبار |