الأحد 18 نيسان 2021 00:40 ص |
كرتونة الاعاشة... رشوة انتخابية : وفاء ناصر |
* وفاء ناصر لم يعد يخفى على أحد ان ما نشهده من أزمات اقتصادية وسياسية ما هو إلا تمثيلية ساهم في إخراجها قوى خارجية. اما الممثلون المحليون ورغم استفادتهم من خيرات الوطن واكتسابهم صفة الزعيم و"الريّس" والأستاذ وترؤسهم احزاب وتجمعات ينضوي تحت شعاراتها البراقة العديد من المواطنين فلا يستطيعون التحرر من ولائهم الخارجي.
والسبب في ذلك يعزى إلى مصالحهم "المادية" في الخارج التي ستهدد حتما في حال رفعوا رؤوسهم بوجه القرار المتخذ مسبقا من جهة، ولأن عصا العقوبات تلوح في الافق من جهة ثانية. هذه الغيرة تترجم اليوم ب"كرتونة اعاشة" من الأستاذ و/ او الريس و/او البيك للمتحزبين والمناصرين حرصا منه على عدم إحساسهم بالجوع والعوز. متناسيا انه هو وغيره ممن تسلم مقاليد السلطة اقحموا الشعب في متاهات خطرة وأوصلوه إلى ما هو عليه لضمان رضى "المستر" عنه.
هذه الكرتونة التي تحوي موادا غذائية أساسية ورغم أنها أمنية غالبية الأسر اللبنانية التي تم تجويعها عمدا، هي ضمانة نجاحهم في الانتخابات المقبلة ورشوة انتخابية لأسر تم تسجيلها حديثا للاستفادة من خدماتهم.
واذا حاول حزب الله من خلال بطاقة السجاد أن يكرس نموذجا متقدما من المساعدة يليق بالبعد الزماني الذي نعيش فيه مقدما هامشا من الحرية للمواطن اللبناني في اختيار ما يريده في محاولة لإنقاذه من الانزلاق في مستنقع الفقر، مترفعا عن الطائفية والمذهبية.
إضافة الى ذلك، لماذا التركيز على المواد الغذائية فقط متجنبين ان النظافة الشخصية شرط أساسي للحياة الكريمة توازي الغذاء أهمية. اذًا في حال تم إجراء الانتخابات النيابية فالنتيجة معروفة وواضحة. لكن هل فعلا الدولة قادرة على التحضير للانتخابات وتكبد مبالغ مالية وهي تعيش حالة من التأزم السياسي والاقتصادي على حد سواء؟ المصدر :جنوبيات |